الموجة:
الناظر، اليوم، إلى منجز وأصوات عشيرة القصة العربية الجديدة كمثل من ينظر إلى أرخبيل متشظ، من طبيعة بركانية حارقة، ذي طبقات رسوبية عميقة الغور ومضاعفة البنيات. صحيح، أن القصة في أزمنتنا الحالية هي « مسيح» الأجناس الأدبية، والقاص هو الطائر اليتيم للسرد، لكن لا يجب أيضا أن ننكر أن الحفار أعمى، وغالبا ما يتوسل النفاذ بإبرة هزيلة. ملف مجلة «الموجة الثقافية» يقترح موشورا ضوئيا طيفيا لكتيبة من الأسماء القصصية العربية، من مختلف الجغرافيات والحساسيات، التي أثبتت علو كعبها خلال العقد الأخير، وساهمت بإبداعها المختلف في تلويث «وصايا القصة» والتمرد على «عروضها». إنهم كائنات غير «معيارية»، من هواة «التجاوز» لا «التجاور»، يمارسون انفتاح الفن القصصي على حوارية الفنون. فكما هو معلوم، ضمن السياق التاريخي المتحكم في صيرورة مغامرة الكتابة، التي خاضها القصاصون العرب بمختلف أجيالهم وذوائقهم، من ﺃجل مراجعة طرق تدبير العالم القصصي، كل حسب استراتيجيته الفردية ودليل استعماله الشخصي، انتقلت القصة العربية من محطة «تداخل الأنواع» إلى مرحلة «حوارية الفنون»، فأضحى الجنس القصصي مجالا خصبا للانفتاح والتصادي والتنافذ مع خطابات وأساليب تعبيرية أخرى (تشكيل، سينما، فوتوغرافيا، موسيقى، مسرح…الخ). وقد تم توظيف هذه العلائق «التخومية» بوصفها فعلا «انتهاكيا» داخل شعرية المتخيل، بالاعتماد على شروط تبالغية وحيل فنية استضمارية أفضت إلى « تخصيب» القصة وحقن أوردتها بأمصال مدونات جديدة ذات قوانين إحالة مغايرة. مما كان له بالغ الأثر على هوية القصة، التي غدت « استوائية في موضوعاتها وخلاسية في شكلها»، بفعل ما مسها من «تلاقح» على صعيد أسانيدها الثقافية ولغاتها الحكائية وأعراف النوع الأدبي المحددة لها. إنّ هذه المرحلة المنطبعة بخصيصات «تجربة الحدود»، نجم عنها خلخلة معايير الإنتاج النصي وكسر الوعي الجمالي السائد لمفهوم القصة والتمرد على المقاييس الجاهزة في إبداعها، مما أدى إلى توالي «الاختراقات» والانزياح عن تقاليد الكتابة القصصية التي امتلكت نوعا من السلطة الرمزية أو الشرعية التاريخية.
لنمد البصر إلى أقصاه صوب هذا الموشور الضوئي الطيفي، ولنستمتع بألوانه المتلاعبة، التي تشي ببراعة وتميز القاص العربي في زمن موت « فتنة المطلق القصصي».
المشاركون في الجزء الأول:
إضاءة نقدية : القصة القصيرة العربية المعاصرة: تجارب ضد التأويل د.عمر العسري (باحث و ناقد مغربي)
النصوص: محمد خير ( مصر) لطيفة باقا (المغرب) شهلا العجيلي (سوريا) السعيد بوطاجين (الجزائر) هشام أصلان (مصر) أيمن الدبوسي (تونس) سعيد منتسب (المغرب) حمدان عطية (مصر) بسمة النسور (الأردن) كمال العيادي (تونس) محمد الأصفر (ليبيا) نجيب مبارك (المغرب) حمود حمد الشكيلي (عمان)
المشاركون في الجزء الثاني:
محمد خضير (العراق) أنيس الرافعي (المغرب) محمد الفخراني (مصر) أحمد يوسف عقيلة (ليبيا) ياسين عدنان (المغرب) عبد الرزاق بوكبة (الجزائر) زينة حموي (سوريا) إستبرق أحمد (الكويت) محمد خليل (فلسطين – الأردن) هشام البستاني (الأردن) غادة الأغزاوي (المغرب) شريف صالح (مصر) أحلام بشارات (فلسطين)