الرئيسية | شعر | ندامة مُبَلّلة | لحسن هبوز

ندامة مُبَلّلة | لحسن هبوز

لحسن هبوز:

 

بيدين ممدودتين
كنت أريد أن أطوي هذا الألم
تماماً كما أطوي قميصي كل مساء
أطويه كي يصير بحجم دبوس
أغرزه تبعاً في دُمى ندامتي المتكرّرة

لم يعجّلن بالرحيل
لكنهنّ أجّلن البقاء
أيتها الأيام الضنينة بجرم الرتابة
كلانا يحتاج إلى الرأفة
بينما تخنقين عمري خلسة بالوسادة
كنت أنا الشاهد على الجريمة
أتلصّص من خلف باب قبونا
ومن دون تردد كغبي خرج من المصحة
بادرت إلى دفن الجثة
ماذا إذن !!

ها نحن الآن سيّان في الفعل
لا تخافي .. لن أخبر أحدهم
وإن كان من يهتم لعمري
سأتظاهر بأني ذاك الطفل القروي
المنشغل طوال طفولته بقذف الأحجار في البحيرة
كيف سيتقبّلون ردّة فعلي !!
وأنا لم يسبق لي أن فرّقت يوماً بين البركة والبحيرة !!
أسيسخرون منّي لو أخبرتهم
أنّي تلك البحيرة التي تقادمت فصارت بركة ؟ !!
فبتّ أنهشُ البعوض من حولي في النهار
وفي المساء أرتّب الموعد لضيوف ببطون منفوخة
أيتها الأيام الجارفة من نهر النسيان
منذ اليوم.. افعلي ما شئت
فلم تعد لي أصابع أعضّها للحسرة
كل تلك التي بيدي أدْمت للماضي
فصارت أعقاب سجائر
أنفثها في وجه الخسارة المتكررة
من غير حين لغير آخر أطالب بحقّي
في مأساة الوداع
أطالب أن تكون لي أصابع جديدة
حتّى يصدّقوا بأنّي ألوّح لهم
أطالب أن تكون تلويحتي صادقة
لأني هذه المرّة عازم على الرحيل
وأريد منهم أن يصدّقوا ذلك
أيتها الأيام الجاثمة على قلبي
أعرف أنّه من غير الممكن أن تكون لي
في رأب صدع ما بين ساعاتك
كنت كسول بما يكفي
لكي لا أحسّ بأنّي تائه بالفطرة
في كل صباح ..
أجدّد ولائي للموت
فقط كنت لا أحبّ الحبّ
ففيه كنّا نكذب بكل صدقٍ
كلّما راودتُ فكرة عنه
تكدست صورها في الجيب
آه .. كم كانت بعيدة تلك الفتاة !!
وكم كنت غبيّاً بأرنبة أنف طافحة
تبعث على شفقة مريرة

أيها القلب
أبسط أكمام حبّك
قد حان الوجع

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.