الرئيسية | شعر | الحمار | سليم بركات

الحمار | سليم بركات

سليم بركات:

آن يتخذ سيّاف الغيبِ كمالاً ككمال الظلام ِ، وتركعُ الرياحُ الأسيرةُ، تغرورقُ عيناكَ، يا هادئاً ترى الذي ترى، وتكفيكَ من الأبدِ قضمةٌ واحدةٌ، فلماذا تأسى للوقتِ، ولماذا تضربُ بحافركَ على رخامِ بطشنا ؟

يا حمارُ،
يا جدالَ الكسلِ المربكِ، تلفت بعينيك الناعستين إلينا، وأطبقهُما، فإنكَ لن تظفر برؤىً مثلنا قط ؛ رؤىً تمضي على زحافةٍ تجرُّها ديكةُ الثلجِ، يا حمارُ، يا شظايا كأسٍ ارتخت يدُ النديم عليها فهوتْ في الفراغِ مائة عامٍ قبل أن تتشظى، إضرب بحافركَ، إضرب بأذنيكَ، إضرب بالكسل المُربكِ هذه اليقظةَ السارحةَ تحت خوذاتنا، واغفُ، فقد أغفى الوقتُ ـ ترجُمانُك الغاضبُ.

وديعٌ أنتَ، وتغرورق عيناك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.