محمد العياشي
دأبت على البوح الصميم سكينةً
وفي البوح لاضير السكينة تسْطعُ
..
تمرّ بيَ الأيام معجلة الخطى
كأني بها طيف يمرّ فأجزعُ
..
فأكتب خوفًا أن أفيق فجاءةً
فألقى زماني مرّ عني فأفزعُ
..
كأني إذاما قلتُ يومًا قصيدةً
ضَمنت ليومي الخلْدَ والموتُ يسرعُ
..
تهدِّدُنِي الأيام إلا قصيدةً
أشدُّ بها أزري وعينيَ تدمع
..
فما أنت يا دنيا أأحلام نائمٍ
بربِّك أم طيفٌ ببيداءَ يلمعُ
..
فمازال يَسْترْعِي انْتبَاهِي مرُورُهَا
وأخشى منَ الموتِ الذَي سوفَ يطلُعُ
..
لقد كنت يا خطّ القصيد ضرورةً
على زمَنٍ بأساؤُهُ تُتَوقّعُ
..
تقوّمني حتى كأنيَ كاملٌ
فأُقدِمُ لا أخشى الخطوبِ فأشجُعُ
..
كذلك أحيا أنشد الشعر أتقي
به عثراتِ الدهْر والدهْر أبقعُ
..
ترنّمْ على الذكرى بأندى قصيدةٍ
لتظهرَ في قفري فلا أتلذّعُ
..
أيازمَن الآلآم مالك حيلةٌ
خلا أنني ألقى أذاك فأبِدعُ
..
كما لقِي المرءُ السياطَ ولم يزلْ
يئنُّ متى اشتدّت عليه ويَضْرعُ
..
فلا عيش إلا بالجروحِ وإنَّما
نسلّي قلوبًا في الضلوع تَقَطّع
..
سلامٌ على الإنسانِ في دهْرِه ولا
عليكَ سلامٌ أيها الدهْرُ تُفزعُ
من ديوان أسفار السراب. مخطوط