الرئيسية | شعر | درُوبُ الغياب | جمال قصودة

درُوبُ الغياب | جمال قصودة

جمال قصودة ، تونس 

 

سَيغْشاكَ موْجُ الحَنينِ

و تَغْرقُ في الأمْنيَاتْ

فلسْت تغَازلُ ظلّك فيها

هوَ الشّوقُ كمْ يعتريكَ…

وكمْ يعْتَريها

أَرَاكَ كطِفْلٍ يُرَاودُ ظلًّا بوجْهِ الجِدارِ

وخلْف المرَايَا

فيضْحَكُ حينًا و حينًا ينُوءُ بثقْل المَعانِي

ولمْ يُدْرِك الحِمْلَ حينَ بحثْنَا

بوجْه التّشَابُه بينَ الظّلالِ و أصْل الحِكايةْ

سيركضُ خلْفَ السّرابِ اللّصيقِ

لعلَّ الحبِيبَةَ حينَ تجيءُ

تُلامِسُ جسْمِي بجسْم الحرِيق

اذا حانَ ورْدُ الغيَابِ

سنَلْثمُ ثغرَ السّحَاب

و نُوغلُ فيها

صلاَةَ التّردّدِ بين الضّفَافِ

ونُورقُ فيها

بنفسجةً هدّها الاشتهاءُ

اذا ما الجدِيلةُ بَانتْ

كشَفْنا السِّتاَر عَنِ المظْلمات

و خُضنَا الحُروبَ التي لا تُخاضُ

بأبْوَابِ كسْرَى قضَيْنَا النوافِلَ

حينَ تجلّتْ

وصمْنَا عَنِ اللَّغْوِ دهْرًا طويلَا

بحطّين مالتْ

كظلّ الصّليبِ بُعيدَ الغروبْ

و قالتْ:

-رجوْتكَ بالله أن لا تغيبَ

-فكيفَ أغيبُ

و فيكِ الغيابْ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.