الرئيسية | شعر | أفلوطين فى الاسكندرية | محمد آدم

أفلوطين فى الاسكندرية | محمد آدم

محمد آدم

فى الاسكندرية وفى يوم قار ص تماما
جلس افلوطين
على دكته الخشبية أمام المصرية العتيدة هيباتيا والتى جابت شهرتها
الآفاق
حتى أضحت حديث الناس فى السكك والشوارع
وفى كل مدن أثينا السوداء

وكانت تلبس فى ذلك اليوم فستانا من الكتان الأبيض والمزخرف
بفانتازيا اللوغاريتمات المصرية
وفى يدها الكثير من الرسائل الشخصية
وأوراق البردى
وعليها كافة متون الأهرامات
والمخطوطات القديمة
من الديانات الأخرى
وأسرار التحنيط
وغرف الدفن
وطقوس العبادات لإله الشمس
آمون رع
وهى تنظر إلى السماء الراسخة بعينيها اللازورديتين
وشعرها المنكوش الاكرت
والذى كان يشبه سبيكة من الذهب الخالص
وفصائل النعناع
وهى تنظر إلى البحر المالح
وتقول
هذه هى الأبدية ياافلوطين
وينثرها الرب
هناك على الأرض
مثل جلبابه العتيق
وجناته المصفوفة من وراء السماوات
السبع
إذ ذاك
سألها افلوطين عن العلاقة الوثيقة بين المجرد والمحسوس
وماهو الخيط الرفيع الذى يربط مابين النهرين
المرئى
واللامرئى
وفى اى طاسة من طاسات الكون المعطوبة هذه يمكن لنا نحن الأحياء الموتى
والموتى الاحياء
أن نعثر على الحقيقة كاملة؟
ومثل لؤلؤة فى هذا البحر
الأحمر
وأين هى الحقيقة ياسيدتى هيباتيا
اذا كان العدم يتربص بنا فى نهاية الدورة الدموية
للعالم
وليس هناك من احد قط قد عاد من الموت
ليقول لنا اى شئ
ماذا هناك
أو ماالذي يحدث بالضبط
إذ ذاك ضحكت هيباتيا
وأشارت إلى سفينة عابرة للحدود
وتحت قبة الفنار
وقالت
أما الحقيقة ياعزيزى افلوطين
فليس هناك من حقيقة واحدة على الإطلاق
في هذا الكون
طرق الرب متعددة ووعرة
ومع ذلك انظر الى ذلك الخزاف الأعمى
الذى يصنع من كتلة الطين هذه
فراشة واثقة
اوجرة مياة عمومية
وربما تنكسر فى نهاية المطاف
اوتعشش فيها الطحالب
وهو يستطيع تعديلها وفى الآن نفسه ليصنع منها تمثالا لأحد الإلهة
أو مذودا لعلف الماشية والاغنام
فالحقيقة ياافلوطين مثل الدائرة تماما
لااحد يعرف بالضبط من اى نقطة
تبدأ
ولا عند اى نقطة تنتهى
فليس للدائرة وجود
امانقطة المركز يامعلم أثينا الأكبر
فهى هى صلب الدائرة
فلا نقطة المركز تصل إلى المحيط
ولا كل نقط المحيط

تصل إلى المركز
والنقطة
هى هى جوهر الدائرة ياافلوطين
واللغز الأكبر فى هذا الوجود
والمحاط بالعدم
فى نهاية الدورة الدموية
للاستطقس
عندئذ اعتدل افلوطين فى جلسته المرملة
وقال
ياعزيزتى هيباتيا
لولا انت ومدرسة الاسكندرية هذه
لانطوت صفحة العالم
ولم يكن هناك من أثينا
على الإطلاق. .!
ولكن اخبرينى ياهيباتيا
اذا كان الله موجودا
أو غير موجود؟
وهنا أعطته ظهرها
وأخذت تنظر إلى
البحر. …!!!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.