الرئيسية | ترجمة | الواجباتُ المنزليّة من وجهة نظر التلميذ. هل هي ضرورة؟ أيُّ ممارساتٍ وفي أيِّ تخصُّصاتٍ دراسيّة؟ | ترجمة: د.رشيد طلبي – ذ.عبد الرحيم عسوي | المغرب

الواجباتُ المنزليّة من وجهة نظر التلميذ. هل هي ضرورة؟ أيُّ ممارساتٍ وفي أيِّ تخصُّصاتٍ دراسيّة؟ | ترجمة: د.رشيد طلبي – ذ.عبد الرحيم عسوي | المغرب

Elodie Bessire: Les devoirs à domicile du point de vue de l’élève. Une nécessité? Quelles pratiques? Dans quelles disciplines? Enjeux pédagogiques. Revue de la Haute Ecole pédagogique.Thématique: Apprendre de la nature. N33. 11/2019. p36-37

  • بحث فِي الواجبَات المنزليّة.

  • تجرِيب أنواع مختلِفة من الواجِبات، بهدفِ تحصيل آراء تلاميذ السلك الثاني.

  • ما هي الواجبات المنزلية المُجْدِية والمُحفِّزة للتلاميذ؟

1-     الواجبات المنزلية من وجهة نظر التلميذ.

إنّ سُؤال الواجبات المنزِليّة، هو إحدَى المُمَارسات الأكثر جدلاً. إنّه ليْس سُؤالاً جدِيداً، ولازالَ يَحتلُّ صُلْب النّقاش التربويّ الرّاهن. فالمُدرسُّون والآباء والتلاميذ لِكُلٍّ منْهُم وِجهةُ نظرِه المُخْتلِفة تُجاه هذه الواجبات بالفعل. وليس منَ السّهْل إيجادُ حلٍّ وَسط. فمَا العملُ ، باعتبارنا مُدرّسِين إذن؟ هل منَ الضّرُوري تكليفهم بِها؟ وما هي المُمارسات المُجْدية حتّى تحقق الواجبات تعلُّماً فعّالاً للتّلاميذ؟.

يُعالجُ هذا العمل سؤَال الواجبات المنزلية من وجهة نظر التلاميذ، بهدف تطوير ممارستنا التعليمية في المستقبل.

2-     هل هي ممارسة ضرورية في الواقع؟.

من وجهة نظر (ليي Lee) و(برويت pruitt) 1979؛ تُوجدُ أربعة أصنافٍ من الواجبات، وهي واجبات التطبيق، وواجبات التهييئ، وواجبات الإبداع، و واجبات التتبُّع أيضا. هذه الواجباتُ جمِيعُها، لها سياقات متنوّعة، ويمكن أن يكون لَها تأثِيرٌ على المعنى المحدد للواجبات المنزلية. وقد اهتمَّ مُختلِفُ الباحثِين بهذا التصنِيف فِي دراساتهم، فاستطاعوا إبراز إيجابيّات وسلبيّات كل صنف. غير أن  آراء مختلِف الأطر الفاعلة آخذة بالتباين حول أهميتها. ويرى بعض المدرّسِين؛ أنّ هذه الواجبات أساسية وذاتُ أهميّة، طالمَا تسْمحُ بتثبيت التّعلُّمَات المنجزَة  أثناء الدرس، أو تخلق رابِطاً مع الأسر أيضاً. بينمَا ينظُرُ إليها البقية بسلبية أكثر. ويُطالِبُ بِها بعضُ الآباء لأنّهم يعتبِرُونها ضرُوريّة، حتّى يتسنَّى لهم تتبُّع تعلّمات أبنائهم، فِي حين يظلُّ البعضُ الآخر مُرتَاباً تُجاهها، إذْ يعتبِرُونَها مصدر قلَقٍ لا طائل منه، وغيرُ مرغوبٍ فيه، مع أطفالِهم خلال إنْجازِها (Tinembart 2015). أمّا في ما يخصُّ الباحثين، فآراءهم منقسمة؛ فالبعض يظنُّ أنّ هذه الواجبات لا تُسْفِرُ سوى عن المساوئ وكثيرا ما تشيرُ إلى زيادة أوجه عدم المساواة بين المتعلمين. فيما ينظر بعض الكُتّاب إليها بإيجابية أكثر، لكن لا بُدَّ أن يكون لها معنىً، وقائمة على تصوّرٍ جيد. وأخيراً، فالتلميذ، باعتباره الفاعل الأساس والمهتم بالواجبات، نادرا ما نُسائِلُ رأيَهُ. ومع ذلك، فهو الوحيد الذي سيٌقرّر فِي إنجازها أم لاَ. علاوة علَى تحفِيزه بشكْلٍ مُبَاشَر تُجاه هذَا الموضُوع، لأنّه إذا لمْ يُحفّز، مع الوقت، على العَمَل في المنزل، فإنّهُ يمكنُ ألاَّ يجدَ معنىً للمدرسة. نتيجة لذلك، أجد أنّه من الأفيد الحصول على رأيٍ مُوحّدٍ لهذا الفاعل أو ذاك؛ بهدفِ القدرة على تمييز الواجبات الأكثر فائدة للتلميذ، والمحفّزة له، فِي ارْتِبَاطٍ مع المفاهيم والحقول النظرية المتطوّرة فِي هذا الموضوع. وتبعاً لتنفيذ حصيلة البيانات، نستطيع طرح سؤال البحث الآتي: ” إذا كان منح الواجبات المنزلية للسلك الثاني، مثلا، هاما. فما هي هذه الواجبات الأكثر فائدة والمحفزّة للتلامِيذ؟”.

3-     تجرِيب يسمحُ بالاطلاع على وجهة نظر التلاميذ.

بهدفِ الإجابة علَى مُختلِف التسّاؤلات بخصوص هذا الإشكال، وتحقِيق أهدافي من البحث؛ وضعتُ أصنَافاً متنوعّةً من الواجبات لقسم السنة الثّامنة يتكون من واحدٍ وعشرِين (21) تلميذاً، تم تنفيذُ هذه التجربة خلال مدة أربعة أسابيع، وتتعلّقُ بأربعة أصنافٍ من الواجبات المشار إليها من قِبَلِ (ليي Lee) و(برويت Pruitt) 1979، إضافة إلى أنّها وُزّعت على العديد من التخصصات الدراسية. تبعا لهذه التجربة؛ استطعت رَصْدَ وجهة نظر التلاميذ بشأن واجبات مختلِفة متوصل إليها بواسطة استمارات متنوعة، فأسفرت، بالأحرى، الأسئلة المُغْلقة عن رسومات بيانية. أما الأسئلة المفْتُوحة؛ فإجابات التلاميذ وُظّفت على شكل نص كتابي، الشيء الذي سمح بتمثيل تلك الرسومات البيانية وتأويل النتائج بما فيها المرجعيات النظرية للموضوع. لقد كان البحث، إذن، مختلطا مع هيمنة الجانب النوعي.

4-     ماذا يظنُّ التلاميذ إذن؟ هذه بعض النتائج.

 إنّ التلاميذ لا يرغبون في الواجبات نهائيّاً. لكنهم يتخوفون، في الوقت نفسه، من الرسوب. وبما أنهم يستحضرون هذه الحقيقة، فالواجبات تعد مفِيدة. علاوة على أنّهم يبرزون الاختلاف، بسهولة، بين المفيد والمجدي من الواجبات. وفي الواقع، لاينظر التلاميذ إلى جدوى واجبات التربية البدنية والرياضية والتربية البصرية، لكنهم يقدرون تلقيها في هذين التخصصين، طالما يتمثلونها، بالأحرى، هوايةً بالنسبة إليهم. أمّا بالنسبة للتخصصات المجدية أكثر في نظرهم، فالأمر يتعلق أساسا بالفرنسية والرياضيات. هذا الاختيار يمكن أن يفسَّرَ بوجود اختبارات مشتركة عند تلاميذ المستوى الثامن تخصص فرنسية ورياضيات وألمانية. بما أنّ هذه الأخيرة تُوجّههم إلى المستَوى الثّانوِي، فإنّه من الضروري  بالنسبة إليهم القيام بالوَاجِبات فِي هذه التخصّصات النهائية.

إن واجبات التهييئ والتطبيق، من الواجباتِ الّتِي تتطلّبُ وقتا أقل، ومع ذلك، فهذين الصنفين يحتاج فيهما التلاميذ إلى مساعدة أكثَر فِي إنْجَازهَا. أمّا واجبات الإبداع والتتبع فتتطلّبُ وقتا أكثر، لكنهما من بين الواجبات التي ينجزُها التلاميذ بالقليل منَ المُساعَدة. فضلاً على أنّ واجبات التهييئ والتطبيق تعزز أكثر التعلم من قبل التلاميذ. لكن، بالنظر إلى مختلِف المواضيع التي تتمحوَرُ حولها هذه الأعمال، فإنها غير مفيدة للتلميذ من حيث الاستقلالية. فالعمل المُعقّد فِي واجبات الإبداع والتتّبع ضروري إذن؛ إذا تم استهداف استقلالية التلميذ، لأن هذه الواجبات نفسها إذا كانت تتطلب المزيد من الواقت، فإنه سيتعود على إنجازها بطريقة مستقلة.

يتحفز التلاميذ إذا كان الواجب قصيرا، وإذا كُلّفوا به في التخصّصّات التي يقدرونها. أما إذا كان الواجب طويلا جدا، وليس للتلاميذ الكافي من الوقت الحر، فإن التحفيز يتوقف،أيضاً، على هامش الحرية المفتوح لهم، بما أنّهم يفضلون أن تكونَ لديهم مجموعة اختيارات. لهذا السبب يتحفزُ التلاميذ إلى إنجاز واجبات الإبداع. لايستطيع المدرس، إذن، التأثير على حافزيتهم إذا كان الهدف منها، تحقيق هواية بعد إنجازها أو أنّها تُنجزُ فِي مكان هادئ. ومع ذلك، يستطيع المدرس أن يلعب دوره على مستوى عناصر أخرى. فقبل كل شيء، يمكن توزيع الوسائل الضرورية لإنجاز الواجبات. بالإضافة إلى إمكانية تحديد مدة إنجازها، ثم منح اختيارات لتلاميذه. وأخيرا، يمكن التقرير عند توزيعها، ومساعدتهم على تنظيم أسبوعهم الدراسي.

خلاصة: فائدة هذا العمل على المُسْتوى المِهْنِي

نتيجة لذلك، سَمَح لِي هذا العمل باستشراف ممارستي المهنية في المستقبل. حيث أعرف الآن، كيف أتعاملُ شخصيا مع الواجبات. نتيجة لذلك؛بما أنها تُعدُّ مفيدة من قبل جميع التلاميذ، أعرف أنها مناسبة وأنه من الضروري، إذن، تكليفهم بها. بيد أنّهُ، بهدف تعزيز التعلم فِعليّاً بواسطة الواجبات، يجب استعمالها بأصنافها الأربعة وتنويعها. وكل صنف منتقى منها يتم إنجازه دائما، بالموازاة مع وقت التعلم، إذا كانت تتعلّق بموضوع جديد. ويمكن أن يكون مثاليا، منح الأولوية لواجبات التهييئ. وبشأن واجبات التتبع، فهي، هنا تمنح فرصة المراجعة وتحيين التعلُّمات. وجميع التخصصات معنية بالواجبات المنزلية، غير أنها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار زمن التعلم.

وفيما يخص تنظيم وتخطيط الواجبات، فمن الأنسب منح الأولوية، قبل كل شيء، للتوزيع الأسبوعي، شأن التوزيع اليومي. وهذا يمنع من عدم تحفيز التلاميذ لهذا العمل. غير أنّه من الأفضل توزيعها الاثنين، مستهدفا الأيام الأخرى من الأسبوع. مادام التلاميذ، أيضا، لا ينجزونها خلال نهايته. عنصر آخر، يمكن أن يكون مفيدا؛ هو اقتراح زمن محدد لإنجاز الواجبات، وذلك حتى لو أنّ المتأخرين لم ينجزوا بعد، فهذا، يسمح للتلاميذ الذين لهم مزيدا من الوقت الحر والذين لم يتحفزوا لهذا العمل أن تتقلص بينهم تلك التفاوتات. غير أنّه، من الأفيد أن تمنح الفرصة لئلائك الذين يودون إنجاز واجبات أكثر.

    أخيرا، بما أنّ التلاميذ هم الفاعلون الأساسيون المعنيون بهذه الواجبات. فهم من سيقرر القيام بواجباتهم أم لا. ويمكن، إذن، للمدرس أن يراعي، باستمرار، وجهة نظره وانتظاراته بخصوصها، بهدف خلق مناخ الثقة معهم جميعا. علاوة على التقييمات على طول السنة، التي تسمح بمعرفة عواطفهم وآرائهم في علاقة بالواجبات التي يتلقونها. كما تسمح للمدرس بوضع ممارسته موضع تساؤل إزاءها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.