هكذا أرى الشعر | علي ذرب
علي ذرب (العراق):
حينما تضغط عليك أشكال ونوعيات عديدة متمثلة بالراسب من المرحلة السابقة، حيث استغلاق للبُنى الثقافية، وتوجيه الأفراد والمؤسسات، وجميع أدوات الخطاب الثقافي لمنافع السلطة ، والمتجدد من انحدار قاس في المعنى الإنساني قد خلقا لحظة راهنة مشوهة تماما، فمن الضروري أن تستجيب ونعمل على إشباع المرحلة ثقافيا وشعريا بصورة خاصة وليس العمل على توسيع جوعها مثلما يفعل الكثير من المعنيين بجعل المناطق الأخرى البعيدة جدا حتى عن اصغر الأسئلة في المشكلة الدائرة فؤوسا من ماء لا تُحدث خدشا صغيرا في أي جهة من جهات الاشتباك إما خوفا أو استعلاء أو فراغا ثقافيا وهذا ما جعل ثقافتنا العربية ثقافة (صراع عضلات) فكان لابد لنا أن نُبرز وجودنا الثقافي داخل هذه المنظومة عبر ملئنا للفراغ الأزلي فيها بوجه حضاري صادم وهو (الموقف) بتثبيته بآلية (ميليشيا الثقافة) بعد تحديد الأهداف والمبادئ الأساسية لها فعملنا ولا زلنا نعمل على إزالة الحدود البسيطة التي من الممكن أن تتضخم وتفصلنا عن المعيش أو تمنعنا من الالتصاق به والاشتباك مع عوالمه السوداء والانتقال بالشعر إلى مناطق جديدة تستدعي المغايرة المثالية وذلك بإشراك مختلف التقانات الحديثة في عملية الكتابة لما تحتويه من صلات مشتركة هي عوامل حيوية في عملية التوصيل مع فتح كل منافذ الطرح الكتابي الذي نؤمن به على واقعنا ليتبدى وجه الحقيقة كاملا وليس فقط التقافز من حوله دون امتلاك اقل حد من الجرأة والعمل ولو على كلمة واحدة حقيقية مضادة لما يحدث من سحب مقصود لتاريخ عربي ديني كله دماء واستلطاف للوحشية وتعميق للاستهلاك الثقافي المقيت من قبل المنتفعين وغيرها الكثير من التشوهات ومظاهر العنف التي أصابت المجتمع العراقي والعربي عموما، ما أردناه قد تم تحقيق الجزء الكبير منه وقد نال استحسان المتابعين والمخلصين في ملاحقة كل جديد في العالم العربي والعالمي، أنا شخصيا سعيد جدا لأنني احد هذه الأقطاب الأربعة التي عملت على تحريك الشعر إلى مناطق غير مستكشفة مع الوعي الكامل لحركة الاختلاف وأصولها.
راهن القصيدة العربية: السديم والفناء العظيم. علي ذرب هكذا أرى الشعر 2016-02-15