من الأفضل أن أبقى وحيداً | جلال الأحمدي

تقول..
من الأفضل أن أبقى وحيداً.
حيث لا يمكن للذّكريات
أن تعمل من تلقاء نفسها,
إذ لا يمكنها أن تصنع شقاءها
من مجرّد مخبول مضاف إلى لا شيء.
تعتقد أنّك بهذا
تُبطل مفعول الوردة
وتلغي أثر السّكين.
تقول.. من الأفضل أن أبقى وحيداً.
إذ يمكن للألم حينها ما يمكن للمغفرة
ويمكن للكره
أن يتساوى
مع الحبّ,
وللنّدم..
أن يغدو أمراً مدهشاً.
وللوحشة..
أن تتخلّى عن غريزة الصيّاد.
تقول..
من الأفضل لليد الواحدة
أن تبقى كذلك
إلى حين أن نتبيّن من ماهيتها
إلى حين..
أن تكشف عن سرّها
إلى حين..
يختلط الخطأ والصواب
كما يفعل اللّحم والعظم.
تقول..
من الأفضل أن أبقى وحيداً
على السّطر..
حيث لا يمكن لعقارب السّاعة
أن تصل,
إذ كلّ مايعنيه الوقت
لكلمةٍ.. هنا
مجّرد كلمة أخرى.
حيث يمكنني أن أوقف الحرب
بنقطة
أو أن أؤجلها بفاصلة
حيثُ لا تمرض الكلمات
أو تتعامل معي بقسوة
لا تُشفق
أو تغشّ
لا تُصاب بالملل
أو تفقد صوابها
لا تتلف
ولا تموت.
…