مانفعلهُ الآن | سركون بولص
شيء ضائع بين التقاطيع
يطفو كطائر مقتول في بركة النظرة .
زوجٌ تولّى، أمّ تموت
إبن ترينه في الحلم كلّ ليلة.
“كان ملاك البيت
ونوري الوحيد”.
والآن تستيقظين على صوت طارقٍ
في بعض الليالي تحمله اليكِ
العاصفة…
البرق يخيط السماء بأسلاك من الفضّة
المطر يغسل النوافذ بماء المعجزات.
هذه الساعة التي ستُدنينا
أو تفرّقنا، أو تذكّرنا بأن ليلتنا هذه
قد تكون الأخيرة، وتعرف انها خسارة أخرى
سيعتاد عليها القلب مع الوقت.
فالوقت ذلك المبضع
في يد جرّاح مخبول سيعلّمنا ألا ننخدع بوهم الثبات:
“أقل ممّايكفي، أكثرُ ممّا نحتاج”.
أقل مما يكفي هذا الأرث الفائض من مكمنه
في صيحة الحبّ الأولى
أولى في كل مرّة.
أكثر مما نحتاج طعم الرغبة هذا
كما لم نذقه من قبل
لم نذقه من قبل..
وكل إطلالة على الهوّة خطوةٌ أخرى
في الطريق السالكة الى الذروة:
ما نفعلهُ الآن.
(حامل الفانوس في ليل الذئاب) سركون بولص / منشورات الجمل- المانيا 1996
سركون بولص 2017-01-26