لم تعد تشبهنا هذه البلاد | محمد شاكر
محمد شاكر
لَمْ تَعُدْ تُشْبِهُنا هَذه البِلادْ…
رَغْم “الرُّتوشِ”، نُعيدُ بِها صِياغَةَ الأمَلْ.
عَلى الخَدِّ يَشْحُب الضَّوْءُ..
وَلَوْ عَكَسْنا نورَ الصَّباحْ
مِنَ الفَمَ تَهْوي ابْتسامةُ الرَّجاءْ
ولا تَشِعُّ مِثْل البُرْعُمِ.
تَكْسِرُها ريحُ الخَيْباتْ..
تَلْبَسُها الرُّضوضُ.. وهْيَ تَمْشي بِخَطْوٍ مَفْلولْ.
لمْ تَعُدْ تُشْبِهُنا هَذهِ البِلادْ..
فِي تَهافُتِ الأقْنِعَةْ..
مِنْ غَيْرِ وُجوهْ
فِي زُحْمَةِ “الكَرْنَفالْۤ”..
ونَشازِ موسيقى..
يُخالِطُها عُواءُ الذِّئابْ.
لَمْ تَعُدْ تُشْبِهُنا..هَذهِ البِلادْ
فِي أيِّ شَيْءٍ…
كيْفَ نُرمِّمُ الشَّبيهَ مِنْ طَللِ الأحْلامْ..؟
نُشْرعُ النَّوافذَ لِلْحَمامِ
مَهْرجانَ حَفيفٍ..
و”أورْكيسْتارا” هَديلْ
كيْفَ نوقِظُ عِشْقًا فِي الرُّوحْ ..
غابَ،وراءَ زَحْفِ الغُيومْ،
في المَساءِ الكَليلْ. .؟
لَمْ تَعُدْ تُشْبِهُنا هَذهِ البِلادْ..
وربَّما نَحْنُ الَّذينَ ..
أطالواالغيابَ ..
عَلى أفُقٍ واهِمٍ
في انْتِظارِ البِلادِ التي..
لا نُشْبِهُها. .
يَأتي بِها سالِبوهَا ، كَما أوْهَمونَا
مُكلَّلَة بِما يَسوءُ العِبادْ.
لَمْ تَعُدْ تُشْبِهُنا هَذه البِلادْ…
لِغِشاوَةٍ فِي الرُّوحِ..عَمِيَتْ عَنْها أبْصارُنا. .
لكنَّ المُتَربِّصينَ بَضرْعِها، قالوا:
“إنَّها بَقرةٌ صَفْراءُ ..
فاقِع لَوْنُها، تَسُرُّ النَّاظِرين”..
ذَبَحوها، غَيْر آبِهينَ
بِما تَفَرَّق مِنْ دَمِها
عَلى مَشاورِ الأوْلادِ.
لم تعد تشبهنا هذه البلاد محمد شاكر 2016-09-20