كلما فاجأنا الموت | عادل نصار
عادل نصار (لبنان):
كلما فاجأنا الموت
بزياراته المتكررة
نرفع الصور
على الجدران
تدريباً لمشاعرنا
على الإعتياد
من واجبات
الرجال
أن يمنعوا قادة
الثورات من التحول
إلى عشاق متخيلين
لزوجاتهم
أو أولياء
لأولادهم
منذ البدء
ابتدعنا آلهة
مُثلا أفكارا
وجعلنا ما يقوم
بيننا من حروب
جهاداً في سبيلها
ماذا لو أعدنا
تشكيل الحياة
من جديد
وسمينا
قتلى حوادث السير
شهداء
ليليا تدوّي
الطلقة ذاتها
تفجر رأسين
في آن معاً
رغم أن الأمر
لم يكن أكثر
من تهديد
لطفل أبدلوا
لعبته الخشبية
بأخرى معدنية
أهملوا الرؤى
منذ زمن
تركوا جانباً
عدتها
واكتفوا بأدواتهم
المتواضعة
لإنارة البيوت
والأزقة والحانات
ما عادوا يكترثوا
للصحف وعناوينها
انشغلوا عنها
بفرش أرضياتنا
بالرخام
وقبل أن نبادرهم
بالمديح
يطالبوا بدفع
مستحقاتهم
كنا نستقبل جثامينهم
بالقبضات المتوّعدة
نريحهم على المنابر
نسمعهم خطباً
ترضي غرورهم
نتوجهم أبطالاً
وقبل أن نرتب
مثواهم الأخير
تفتر هممنا
فنرفع انخابهم
على عجل
وقبل أن نصحو
من سكرنا
ترفع ايضا
ماكنة إعلامنا
صورهم على الجدران
نرث البلاد
جيلاً اثر جيل
نرث الجغرافيا
والتاريخ
الإلهة والرسل
والأنبياء
القاتل والقتيل
المآثر والمجازر
نرث البلاد
ونورثها مطمئنين
إلى خلفائنا الأوفياء
الصالحين
كنا نشتري الورود
لنزين بها
قبور الذين قتلناهم
من الأصدقاء والرفاق
جربنا فيهم
قدر ما استطعنا
أفكاراً، أحلاماً
فارتكبنا المجزرة
تلو المجزرة
وانتهينا نحمل القابا
لا نستسيغها
حين تضيق المقابر
على الوافدين الجدد
نفتح القبور
ولا نوصدها
فطنة وتحسباً
راهن القصيدة العربية: الوجود بالشعر أنا شاعر أنا أفكر أنا الوجود عادل نصار كلما فاجأنا الموت 2016-02-18