قصيدتان | عبد الكريم شياحني
عبد الكريم شياحني
1-
في حفرة من حفر الليل الراقصة
أرى سحنات كثيرة
و نساء
أرى القصيرات و الطويلات
أرى النحيفات و المكتنزات
أرى الرعاة الذين قدّموا خرافهم قربانا لليلة واحدة
و أراني
متملصا من التناقض الطبقي
و من بؤس البروليتاريا
أراني سابحا في الصخب
و مممتلأ به
أراني اردد لازمة لأغنية راي :
“هاي هاي هاي هاي هاي هاي
هاي هاي هاي هاي هاي هاي ”
ما أوثق هذه الأويقات حين تجعلني عاليا في مرامي السهر
صغيرا قُدّام نضال فتاة ليل
تفكر في صيغة لبقة لافتكاك المال
-فاتورة الكراء
و الماء و الكهرباء
و دفاتر ابنتها التي بلغت من الوجع عتيا-
..
في هذا الليل الخارق
أسمع موسيقى من بلاد بعيدة
و ألمس حظ السالسا في التانغو
و اختمار النهاوند في ظلال “الكونتر باص”
أرتقي في نزف الكمنجات
و أبكي
..
أتذكر “دانتي اليغري “إذ يوقعني في الخواء
و يخطب :
” ثلاثة أشياء بقيت لنا من الجنة: النجوم، الأزهار و الأطفال”
..
أصحو
كأن لم أسكر
كأن إكسيرا تمخض في دمي
كأنها الحقيقة
…
2-
يمكن لهذا العمر أن يمضي خافت الضوء
دون معارك تذكر
مزهوا بانتمائه ليقين الرب
راغبا في الفراديس
يمكنه أن يسير مِسكي الخطو بجلالة
..
يمكن لهذا العمر أن يعربد كما يشاء
مطيعا جنوحه العميق نحو الضفاف البعيدة
نافرا كوجه ثائر
رائقا كقنينة َAbsolut””
..
يمكن لهذا العمر أن يمكث عاشقا
مولعا بنهود الصبايا
سامقا كقصيدة من زمن الطلل
خفيفا كأغنية راقصة
..
يمكن لهذا العمر أن يذكرنا بالقيامات و الشظايا
ماسكا بندقية حاقدة
نازفا بين الحدود
مشبعا بالسخط كقلب لاجئ
..
يمكن لهذا العمر أن يسكب فراغه في وعاء الليل
يمكنه أن يمتلئ
عبد الكريم شياحني 2017-04-18