(1)
في يوم جُمْعةٍ مطيرٍ، كئيب
مارًّا كُنت بجانب إحدى النِّساء
أرسلت يدها أمام عيني تسألُ اللَّه في السَّماء
تقول: يا اللَّه لماذا تركتني هُنا بلا مُعينٍ في الحياة
ألا يهمُّك أمري، وأمرُ صبيتي الصِّغار!
لا معيل لنا، لا بيت يُؤوينا، ولا دار
وبما أنَّك اللَّه، وكلُّ شئٍ عندك بمقدار
هل قدَّرت في ملكوتك أن يموت زوجي، وأطفالي الصِّغار
بأيِّ ذنبٍ عاقبتني، أيُّها الجبَّار؟!
لا من مجيب…
رُبَّما المُخاطبُ مشغولٌ بتقليب العرائض القديمهْ،
أو يتدارسُ مشاريع خلقٍ، جديدةٍ/قديمه!
(2)
ثمَّ فكَّرتُ، وقلبيَّ يتقطَّعُ على الأرملةِ الثَّكلى،
وهْي تشتكي للَّذي لم توقظهُ من سباته شكاوى السِّنين،
ألمْ يحزَّ بنفسه موتُ الجِيَّاع، والمتشرِّدين
ألمْ يثرهُ منظرُ العاكفين على حاويَّات القُمامة،
والبائعات أنفسهنَّ عند قارعةِ الطَّريق المُزدحم بالميِّتين
ألمْ يُؤنِّبه ضميره، ولو للحظةٍ من لحظاتِ الأمم الغابرين
ألمْ تقضَّ حروبنا، شتائمنا، صراخاتنا،
واستغاثاتنا مضجعهُ مُنذُ ملايين السِّنين؟!
لا مجيب…
ربَّما لم ينس زلَّة تُفَّاحة آدم القديمه،
ربَّما لم تطمسِ السُّنون من مِخياله معالم الجريمه!