غياب… | أحمد هلالي
أحمد هلالي (بلجيكا):
مغموراً بالندى
عند باب المحطة
كان يعانق جُعَّته
و هو يبتلع للمرة الأخيرة
ما خاله وطنا
على شكل حبة فستق.
لا أوراق تشي بتاريخه
و لا أعقاب كلماتٍ
يجتهد المحللون
في استنطاق خلاياها
بحثا عن جذوره.
ظنوه نائما
نومة صبي في الظهيرة
فاغرا فاه
مثل مغنٍّ أسكرته الألحان
فمال يلتقط
أزهارا ألقت بها يد معجبة.
سَيَمُرُّ وقتٌ طويلٌ
قبل أن تنتبه الأرض لغياب
ظله الشفيف،
وحده حمامُ المحطة
القادم من أبعد احتمالٍ
ظلَّ يذرع الرصيف
متفرسا أيادي العابرين…
أحمد هلالي غياب... | 2016-06-22