الرئيسية | سرديات | عفا الله عما سلف: قصص قصيرة جدا | عزالدين الماعزي
عنوان، 1969 ألوان أكريليك على خشب، الأبعاد غير معروفة مجموعة الشركة العامة، الدار البيضاء
عنوان، 1969 ألوان أكريليك على خشب، الأبعاد غير معروفة مجموعة الشركة العامة، الدار البيضاء

عفا الله عما سلف: قصص قصيرة جدا | عزالدين الماعزي

عز الدين الماعزيعزالدين الماعزي

 

عفا الله عما سلف

1

يحب دائما أن يلتقط صورا لأشخاص يعرفهم

في المساء.. يخرجهم واحدا تلو الآخر

يقيسهم

يركبهم في حيوات رواياته

ويضحك، يضحك الى أن يبول في فراشه .

2

من أجل مسألة واحدة

جلسوا أمام خريطة وطن سموها (قطعة داما) يتأملون الوهاد والوديان والطرق الملتوية والمستوية المؤدية الى الجنة

والنار للنيل من صاحبهم المقرفص في صمت.

على رأسه أكاليل همومهم ويضحكون عليه بخيبة الصغار.

3

كان مقتنعا بأنه جدير بالانتباه

فلماذا لا يستعمل ما أحل له

غمس يده في الأبيض والأسود وغسيل الثياب والمال

متيقنا كان بأنه يتبعه.. يتبعه

لم يكن ظله.. كان.. يردد ..

الشعب يريد…

4

يريد دائما أن يصل الأول

لم يكن يستسيغ أن يكون الثاني أو الثالث في اللائحة

بعد الانتظار الطويل ..

جاء اسمه الأخير.

5

أمام المرآة

وجدها فرصة لتأمل وجهه وإصلاح شأنه

قبل أن يغادر

التفتت إليه… قالت.. تفو..

6

دقيق جدا، جدا

في كلامه

دقيق في انحيازه، في اختياره

في نومه.. دقيق جدا

اتكأ على سارية.. فوجدوه ميتا .

 7

كي لا يثير مشكلا مع الآخر

وقبل ان يغادر الكرسي

قال ..لا فائدة من المحاسبة الآن

عفا الله عما سلف

عفا الله

وترك الكثير من الخرف .

8

تعذبت المرأة كثيرا وهي تلد

حملوها فوق عربة الى المركز الصحي

قالوا ..

يجب حملها الى مستشفى المدينة

في الطريق ..

ماتت المرأة وعادت العربة .

9

في قريتي الكثير من الحمق

خربشوا  صرخوا.. أثاروا الفوضى

ملأوا الساحات، المركز، الضريح، المسجد، المدرسة، البيوت ..

حتى وإنه يكلم الناس لم يقتنع أنه يكلم مجانين صحيح .

10

هل يؤمن أنهم سرقوا الوطن

ولم يتركوا إلا البصيص من..

زادوا في أثمنة الخضر.. الدقيق.. السكر.. الشاي.. البنزين.. الورق..

ارتأى أن ينقص من كلامه ويختزل جمله في عفا الله عما سلف .

11

لأنه آخر الدجالين

اقترح أن يكون مهرجا في صورة أخيرة

حين مات

بال المعزون من الضحك.

12

سيادة الرئيس

أيقظوه.. من غفوته

فأعفى رئيس الحكومة بقبضة يده

ونصب بدلها عائلته وعشيرته

ثم عاد متسللا إلى سريره .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.