الرئيسية | حوار | صبحي فحماوي: لا نستطيع القراءة أو الكتابة أو التكلم أصلاً إلا بمنظور قومي

صبحي فحماوي: لا نستطيع القراءة أو الكتابة أو التكلم أصلاً إلا بمنظور قومي

حاوره عبد الواحد مفتاح

يعتبر صبحي فحماوي أحد الكتاب العرب الأكثر غزار وأصالة في كتاباتهم، حيت صدر له ما يزيد عن ثلاثة وعشرون كتابا، قام بمقابلها كمهندس زراعي، بزرع أكثر من مليون شجرة في الأردن، فهذا الكاتب القادم إلى المتن الأدبي من خلفية علمية بحتة كمهندس حائق، أجاد تطويع اللغة وتهشيم بنيتها وأساليبها، ليشيد فوقها معماريات جديدة غفيرة كلها، هي ما تحسب له في عمله الروائي الذي دشن له بأفق المغايرة والنبش العميق في عوالم لم تعتد الأدبية العربية الخوض فيها.

وهو إلى ذلك كاتب متعدد، حيت لم تسلم أي من الأجناس الأدبية من خوض قلمه فيها، بتقديمه لإسهامات فارقة في القصة والرواية والمسرح، إضافة لما عمل عليه من رئاسة تحرير عدد من المجلات العربية، لاقت اهتماما مائزا من بينها تلك المتعلقة بأدب الطفل  (سامر للأطفال.)

هنا في هذا الحوار المقتضب، نتعرف أكثر على هذا الكاتب ونغوص معه في قضايا تضل لازمة في مساره، الذي مكن له مكانة مرموقة وسط الكتاب العرب اللامعين.

  • كبداية لهذا الحوار، ما فاتحة النص الذي ورطك في عالم الكتابة؟ أخبرنا قليلا عن البدايات؟

3منذ طفولتي وأنا مستمر بالقراءة، بصفتها صديقتي الوحيدة، إذ لم تكن لي صديقة طفولة، ولا صبا، ولا رجولة، غير الكتاب..كنت أحب ما يحبه جبران خليل جبران في روايته (الأجنحة المتكسرة)  أتخيل جماليات محبوبته سلمى كرامة..التي تفتّح قلب جبران عليها وهو في السابعة عشرة من عمره، فيتفتح قلبي لها..كنت أحب (ماجدولين) المنفلوطي…ومن تنام على (الوسادة الخالية) لإحسان عبد القدوس..كنت أتخيل من يداعبهن توفيق الحكيم في (يوميات نائب في الأرياف)..كانت (مدام بوفاري) تثيرني أيما إثارة، فأستمتع بجرأة أنوثتها، وأستهجن تصرفاتها الخارجة على الأعراف..وأدهش بشخصية شهرزاد التي استطاعت ب”روايتها الأم” في “ألف ليلة وليلة”، وبالحديث الناعم، أن تقلم جبروت أظافر شهريار، وأن تهزم سيفه البتار، وتجعله يسير معها جنباً إلى جنب.

ومن تواصل محبتي لشخصيات روايات الآخرين  انجرفت للتواصل مع غابريل غارسيا ماركيز ومكسيم جوركي وتولستوي وشولوخوف، وبلزاك، وألبير كامو، ومختلف الروائييين اليابانيين، وغيرهم كثير كثير ، حتى أنني زرت بيت  إيرنست همنجواي ،في جزيرة كي وست في البحر الكاريبي، وذهبت إلى (بار سلوبي جوز) الذي كان يسهر فيه كل ليلة حتى يشقشق الصباح، فلا يعود يعرف كيف يصل إلى بيته..فيتبع نور منارة البحر التي هي ملاصقة لبيته، فيعرف أنه قد وصل….وتهت مع تشينو أتشيبي في “كثبان النمل في السافانا الإفريقية” ومع جون كوينزي المهاجر من جنوب أفريقيا إلى أستراليا، رفضاً للتفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا…

غرقت مع كل هؤلاء الخارجين على العرف والعادة، فوجدتني زميلاً لهم، أكتب رواياتي التي تحمل بصماتي الخاصة..

2

  • لديك رغبة عارمة في الكتابة، ما يوضحه غزارة إنتاجك؟ ماذا عن طقوسك الكتابية ؟

 إذا كان إنتاجي غزيزاً لهذه الدرجة، فقد يكون السبب هو قراءتي المتواصلة منذ الطفولة، بدون إعطاء الكتابة فرصة آنذاك، فصرت متدفقاً في الكتابة.

لا توجد لدي طقوس للكتابة… حيث أنني متورط في أكثر من مجال ثقافي ، وكثيراً ما أضطر لتحويل وقت قراءتي إلى كتابة ..والعكس صحيح…فأنا أقرأ بغزارة يومياً، ثم أكتب القصة،  أو الأقصوصة، أو  أواصل متابعة كتابة روايتي، أو  أتابع نسج الدراما في عمل مسرحي، أو أكتب النقد أو القراءة النقدية الأدبية،ثم أُعد وأقدم برنامجي الثقافي التلفازي الأسبوعي بعنوان( قناديل ) على قناة برايم الفضائية…وأصدر سنوياً رواية، أو عدة كتب  منها قصص أو نقد، وبعض منها مكتوب عن إبداعاتي، بصفته نقداً أدبياً….

ولهذا لا توجد لدي طقوس كتابة.. فأنا لا أدخن ، ولا أشرب الكحول، وقليلاً جداً ما أزور مقهى، ذلك لأن معظم المقاهي الأردنية مريضة بالتدخين والأرجيلة أولاً……

منذ السادسة صباحاً  أغسل،  وأمارس الرياضة سيراً سريعاً لمدة ساعة، أتفقد فيها نباتات حديقتي، وأُفتِّح في كل زهرة جديدة من أزهار حديقتي الحبيبة، أو أودع محزوناً كل زهرة تذبل لتجف.. حيث أنني مهندس حدائق أعبر في عبير  الحدائق، وأتأمل كل زواياها خمسين دورة يومياً.. نعم..أدور  وأدور وأدور داخل حديقتي، بمرور سريع حول بيتي، كما تدور الفراشة حول النور..

أما وقد انتعشت وتفتح مخي بنور الألوان السبعة، فأعود لتصفح وقراءة الصحف، ثم أفطر  في التاسعة والنصف من  صباح كل يوم، وأشرب القهوة، ثم أكتب مقالي اليومي المختصر، على طريقة الأقصوصة، على موقعي (صبحي فحماوي) وأتابع موقعي (أخبار الرواية) الذي أرأس تحريره، أو أكتب مقالي الأسبوعي للأهرام ، أو الميديل إيست أون لاين، أو جريدة (رأي اليوم) التي يرأس تحريرها الأستاذ عبد الباري عطوان، أو أنقل ما كتبته الصحف عن كتاباتي،  ليكون على أحد مواقعي، ومنها موقع (الروائي صبحي فحماوي)..

وفي الظهيرة، أقوم لأقضي بعض حاجات أسرتي وأحضر ما يتطلبونه… وأعود لنجتمع سوياً على الغداء…وبعدها أنام القيلولة….لأعود بعد ذلك إلى الكتابة، التي لا تكون مبرمجة….بل تكون مثل موج البحر…(الموجة تجري وراء الموجة..عايزة تطولها) على رأي ام كلثوم.

وأجدني أحياناً أساعد بعض الزملاء أو الزميلات على إصدار كتبهم كخدمة صداقة..فأدلهم على مسارب تنجيهم من بطش بعض دور النشر..أو تخفف عليهم ذلك..

وفي الزمن المنظور أكون أحضر للمشاركة في مؤتمر أدبي وطني أو عربي، أو زيارة سياحية إلى بلد ما…وهكذا تستمر الحياة..

وكما أنا شره في تناول الطعام، أجدني شرهاً في الكتابة، التي ابتدأتها بتوسع عام 2005، فأنجزت حتى اليوم أكثر من ثلاثة وعشرين كتاباً مرموقاً، حسب نقد الناقدين…وكثيراً ما أشعر بألم المخاض في حمل صادق لرواية يثقلني حملها، فأواجه هذه الآلام  بالقراءة أو الابتعاد برحلة سياحية…أو بالنوم. نعم أنام مرة في الليل، ومرة أو مرتين في النهار لمدة ساعة في كل مرة، أفلتر خلالها  تراكم الكتابات في مخي، فأنظم وأصنف المعلومات والقضايا الشائكة التي تملأ رأسي…وأحاول التخلص من فضلاتها التي تقض مضجعي.

  • في منظورك ما وظيفة المثقف العربي اليوم؟

    وظيفة المثقف العربي اليوم زيادة القراءة، والاطلاع على المخفي الأعظم مما يجري على الساحة العالمية من آداب وفنون وفلسفة وعلوم وحضارة، وما يخالف ذلك من شرور عسكرية همجية يسلطها الغرب على ساحتنا العربية، ثم استخدام وسائل الإعلام والتواصل المختلفة وهي كثيرة، لتوصيل رسالته التنويرية للقراء العرب…. فالقراءة المكثفة للكتب والمصادر النوعية، تصقل مهارات الكتاب والمفكرين التنويريين القلقين على مستقبل وطنهم العربي، الذي يتعرض للقضم والقهر والتدمير والنهب والسلب لمصلحة الغرب، الذي لم يتوقف عن مواصلة الهجوم الشرس علينا منذ عهد (هاني بعل) الكنعاني العربي العظيم،240 قبل الميلاد، وحتى اليوم.2016.

والمؤسف أن معظم هذا التدمير يتم بأيدي بعض أبنائه المرتزقة، والذين لا يمانعون في أن يكون ” كل شيء للبيع” وذلك هو عنوان مجموعتي القصصية السابعة، الصادرة مؤخراً…

وظيفة المثقف أن يمارس دوره الطليعي لتنوير الأمة..وأن لا ينام قائلاً على رأي سعد زغلول: ( مفيش فايدة..غطيني يا صفية) وذلك بمختلف وسائل التعبير كالفن والأدب والفكر والفلسفة والصحافة والخطابة والكتابة…

  • هل نستطيع اليوم التكلم عن أدب قومي، أو كتابة جمالية للعالم من منظور قومي؟

لا نستطيع القراءة أو الكتابة أو التكلم أصلاً إلا بمنظور قومي، وأمامنا الاتحاد الأوروبي الذي يحاول جاهداً تجميع أوصاله المختلفة، من أجل أن يكون قوة فاعلة في عالم متصارع متغير.. رغم أن لكل دولة منهم حروبها المتصارعة ضد بعضها بعضاً،  وأن لكل دولة منهم لغتها  وتاريخها.

ونحن في الأقطار العربية نحمل تاريخا واحداً ولغة عربية واحدة وعادات وتقاليد واحدة، وتقريباً دينا واحدا، وقضايا مشتركة واحدة، تلك التي قسمها سايكس وبيكو بخط قلم في مجلس العموم البريطاني، فآمنا بها كحقيقة واقعة ..

فعندما يجتمع اتحاد الكتاب العرب نجد أن أعضاءه ينشدون نشيداً واحداً، ويقرأون على أديب واحد، ويبحثون هموماً مشتركة واحدة، فكيف لكل منا أن يقرأ أو يكتب خارج هذا الإطار الواحد؟

  • * أنت روائي وقاص وكاتب مسرحي، أي هذه الفنون التعبيرية يجد صبحي فحماوي نفسه فيها أكثر؟

3بالنسبة لي ، كلهم أولادي، إذ أن كل جنس منهم متعلق بالجنس الآخر من الإبداع…وأما حاجة سوق الوراقين، حسب طلبات القراء ، فهي تتجه للرواية، والمساحة هنا لا تتسع لشرح سبب انتشار الرواية عربياً وعالمياً. إذ أن المفاضلة بين الرواية والشعر ليست هي الموضوع ، فلكل منهما قيمة أدبية فنية كبيرة نحترمها ونجلها ، ولكن الموضوع هو مفهوم كلمة “الرواية” ومراحل تغير دلالة هذه الكلمة. ففي البداية كان “الراوية” هو (الجمل) ذلك لانه يحمل الماء على ظهره للري ، واشتقاقاً من هذه الكلمة كانوا يقولون للشاعر: “هات ارونا شعراً” ومن هنا نفهم أن الشعر كان نوعا من الرواية الروحية، أو الرواية الذهنية. وقد كانت “رواية الشعر” قمة المتعة الثقافية في دواوين العرب، إذ أن الشعر يعد وثيقة ثرية يمكن الاعتماد عليها في التعرف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم، ويسود على مجمل أحاديث العرب في دواوينهم.

وكلمة “الرواية” لم تكن تشير إلى ما نكتبه او نقرأه هذه الايام من سرديات نصية تحت باب الرواية، او النصوص الأدبية، بل ابتدأت برواية الشعر ، فمفهوم كلمة الرواية هي (قمة الفن الأدبي) سواء كان شعرا أو نثرا بمختلف أنواع النثر، لهذا بقيت عبارة “الرواية” هي المسيطرة على مختلف أنواع الإبداع الأدبي ، فقد استطاعت كلمة ” رواية” أن تصمد عبر العصور، وتبقى المسيطرة على فنون الادب، والدالة على الأدب الأكثر إمتاعا وتداولا وشعبية وقراءة.

وحسب مفهوم “الرواية ديوان العرب” كان العرب يسهرون في دواوين بيوتهم، أو في دواوين الآخرين، فتجدهم يتحدثون في تلك السهرات عن قضايا كثيرة؛ فمنهم من يتحدث عن سبي قبيلة، وذاك عن القحط، وغيرها، لذا كان الحديث في الديوان ذا شجون وشؤون، وفي العصور الاموية والعباسية كان الحكواتي يروي للجمهور حكايات مختلفة أشكالها، فبقيت كلمة “الرواية” تحتفظ بسيطرتها على قمة فنون الأدب.

أما في بدايات القرن العشرين وما قبلها، حين كان المسرح على أشده وتالقه، كان يقال للمسرحية “رواية” فالروايات كانت نفسها ما تعرف به اليوم على أنها مسرحيات، وكنا نسمع من إذاعة لندن  برنامجاً اسمه “روايات شكسبير” لا تعرض سوى مسرحياته الشهيرة، مع العلم أن شكسبير كان شاعراً مسرحياً..وبذلك توجت المسرحية بمسمى “رواية ” فالرواية غدت هي الأكثر قراءة أو تداولا ، وهي الأكثر حضورا بين أيدي القراء الباحثين عن الفردية والانعزالية، في عصر العولمة الرأسمالية الفردية، الذي بعد انهيار المنظومة الاشتراكية، أخذ يسعى لتفتيت المجتمع، وتعزيز السلوك الفردي، بكل أبعاده ومعطياته، فصارت قراءة الرواية سلوكاً فردياً يتماشى مع معطيات العصر، مما أدى إلى انتشار سردية الرواية، وتفوقها على سائر الفنون .

ولهذا صرت أكثر من قراءة  الرواية وكتابتها، وها أنا في الرواية العاشرة، والتي نشرت في أعلى دور النشر العربية من “روايات الهلال” المصرية، ودار الفارابي اللبنانية، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر اللبنانية، ومكتبة كل شيء الحيفاوية، وعدد من دور  النشر الأردنية..وحصل كثير من الباحثين على رسائل الماجستير والدكتوراه في دراساتهم لرواياتي.

  • ماذا أضافت جائزة “الطيب صالح لصبحي فحماوي؟

الجوائز هامة، ليست لقيمتها المالية، ولكن لأن القراء لا ينتبهون لقراءة كتبك بدون حصولك على جوائز.. وحتى النقاد لا يلتفتون لقراءة كتبك إلا بعد أن تحصل على جائزة هامة..

ففي مؤتمر روائي عربي، قمت بإهداء إحدى رواياتي إلى دكتور كبير وناقد يشار إليه بالبنان، فقال لي إنه لا يحمل الكتب لأن حقيبته لا تتسع لغير ملابسه..وفي اليوم الثاني من المؤتمر، تقدم هذا الدكتور الناقد وطلب مني بكل جرأة أن أبحث له في السوق الأردني عن رواية سورية حصلت على جائزة الشيخ زايد يومها، وأن أحضرها له..استغربت هذا الطلب، فقلت له : أنت الذي رفضت روايتي كهدية لك، تريدني أن أشتري لك رواية غيري؟ فقال: “لأنها حصلت على جائزة.”.

وهذا مؤسف طبعاً أن معظم النقاد لا يقرأون سوى الروايات الحاصلة على جوائز..

ولهذا فالجائزة مهمة، لعلها تحرك مشاعر النقاد لقراءة الرواية والكتابة عنها، ومن ثم لانتشار طباعتها وتوزيعها..بصفتها حاصلة على جائزة…..ولكن لسوء الحظ نجد أن كثيراً من الجوائز هذه الأيام مسيسة، وبسبب كوني لا أكتب لأتماشى مع الحصول على الجوائز، وأنتظم تحت مظلتها، بل أكتب إبداعاً عربياً يلتزم بقضايا وطنه،  فإن حظي ضعيف في ميدان هذه المسابقات المسيسة.

  • لك وكُتب عنك أكثر من ثلاثة وعشرين كتاباً في الرواية والقصة والمسرح. كيف تستطيع أن تجمل لنا الخطوط الأساسية للمشروع الكتابي والجمالي الذي تشتغل عليه ؟

الخطوط الأساسية التي أشتغل عليها هي تحقيق متعة القراءة للقارىء..جمالية اللغة..جمالية العبارة المعبرة.. الدراما التي تشد القارىء للمتابعة..اختيار القصص ذات البعد الوطني الخادم لقضايانا العربية…الفكرة المنوي تقديمها..المعلومات الهامة التي ترد بين السطور..التوجيه المعنوي المنوي توصيله ..تقديم كل جديد للقارىء..

  • كيف تصور المرأة في رواياتك؟

لا أحمل في ذهني صورة نمطية محددة للمرأة، فهناك المرأة الإيجابية الشخصية، وهناك السلبية في تصرفاتها. ففي روايتي (حرمتان ومحرم) تجد نشاط المرأة –التي يقولون عنها “حرمة”- وفاعليتها في المجتمع، يعادل نشاط اثنى عشر رجلاً.. بينما في روايتي(الأرملة السوداء) تقرأ النقاش الذي يدور بين الرجال حول المرأة، بما يقابله من رد المرأة عليهم بوجهة نظر تفحمهم:

” قال الجمّال: ” المرأة تتطفل على الرجل في كثير من مناحي حياتها، فالرجل يحب أن يثبت نفسه بما يُنتج، في حين تحب المرأة أن تثبت نفسها باعتمادها على الرجل. وأشار إلى دراسة أجريت على 500 امرأة في وظيفة مديرة بنك بأمريكا، وكان السؤال: ” إذا أردتِ اتخاذ قرار في عملك، فمن تستشيرين ؟”  فكان الجواب: ” أزواجهن.”تحدق شهرزاد في وجهه، مندهشة مما تسمع، بينما هو يؤشر بذراعيه الطويلتين، ويتابع بصوته الجهوري قائلاً: وبينت دراسة أجريت على 50 امرأة ورجل، أن المرأة تتكلم 18000 كلمة في اليوم، بينما الرجل يتكلم 8000 كلمة، موضحة أن الرجل يعبر عن عواطفه بالعمل، بينما المرأة تعبر عن عواطفها بالكلام. كل هذه المفارقات تؤكد أن الرجل ينوء بتبعات المرأة الملقاة على عاتقه، وهذا يحتاج  إلى اعتراف المرأة وتقديرها!”  وهنا شعرت السكرتيرة شهرزاد أنها ستنفجر، ووجدت نفسها مضطرة للتدخل بقولها:

” لماذا تركزون على مثالب المرأة، ولا تذكرون حسنة واحدة من حسنات التي حملت بكم، ثم ولدتكم وربتكم وعلمتكم وحممتكم وأطعمتكم حتى بلغتم الكبر، وما تزالون بحاجة إلى حنانها ودفء حضنها الرؤوم؟”..”تتحدثون عن تطفل المرأة على الرجل، وأنتم لا تدركون تطفلكم على أمهاتكم منذ الولادة وحتى ممات الأم!

ترى من الذي يتطفل على الآخر؟ (اللهم لا اعتراض) هل الرجل الذي يأخذ بالوراثة مثل حظ الأنثيين هو الذي يتطفل على أخته، أم هي التي تتطفل عليه بالقبول بنصف نصيبها، هذا إذا لم يتم نقل الميراث كله بالترغيب والترهيب إلى الأخوة، وحرمان الأخوات منه؟…”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.