شرائحٌ | أحمد ضياء
أحمد ضياء:
للمدافنِ شاشةٌ توشوشُ في أُذنِ الميت
أدلقُ حسرتي في أناء وأرتدي عُري الأقدامِ
جرةٌ مهشمةٌ يصيّرُني الانفجار وبمقاساتٍ متباعدة
انتحاريٌ يعصرُ وجهي بخرائب ذابلةٍ متسلحةٍ بالقتلى
واجمةٌ تلك العيونُ اللامعةُ بشيخوخةِ الغبار
باكينَ بحجمِ الدمِ المتهدل من ثنايا السياراتِ المنفجرة
لمَ لا نطفئُ صوت العدوى لينتقل المهرولون عبر أثيرِ التحول؟
أمضغُ الورقَالمنزلق من شجرِ الأماكن
أهرولُ ككسرّةِ الشمس اللاهثة بشخيرِ أطفالكم
تدحرجتُ على عتبةِ القصف وجسدي مركبة باردة
تسورُ الخفافيشُ فتزفَّ موتانا بضمادِ العتمة
أحملُ الموت في حقيبتي، أوزعه بين جدائلي
أطلقهُ في فضاءٍ يلدُ الآفاق عتبة بابٍ تجوبُها الضحايا
تُهرَسُ الرؤوس بمساحيقَ تحتشدُ بفوهةِ القناص
تُخيطُني مُلابَساتُ الحادثِ إذ تتكلمُ بذراعي وقدمي المنزوعتين وتتركُ الجاني يتفرجُ
على بدني المُقرّم.
أوبخ عيني أمنعها من التحرر
يدعسُ الموتُ أفواهنا بالكاتم
يرسلُ موجات رؤياهالمعشعشة بمشاجبَ تموءُ بصعقها
عباءات توشوشُ فيَّ
أُجبرُ الشيخوخةَ بضلوعِ الشباب
تضمحلُ شظايا برادةَ الحديدِ الساقطة من تدهورها
وتلتئم في تذوق أحبار أجسادنا.
أنا قاتلٌ لطيف
ضلوعي غاراتٌ ناشفةٌ من القذيفةِ.
أسلاكُ الكهرباءِ تطبخُنا
تفرغُ شحناتها
تفركُ
تقرعُ
تصيخُ الغضب، تكوّم قبعة الماءبأرجوحةِ المغسل.
أحمد ضياء شرائح 2015-11-10