الرئيسية | حوار | زكرياء قانت: قصيدة النثر جاءت ثورة على السائد

زكرياء قانت: قصيدة النثر جاءت ثورة على السائد

   حاوره عبد الواحد مفتاح

 هو أحد الشعراء الشباب شديدي الحماسة لقصيدة النثر، لا يكتفي بتنمية جماليات جديدة داخلها، وإنما يعمل على تغيير هذه الجماليات في كتابته الجديدة، التي يحافظ على لمعانها كل مرة.
زكرياء قانت الذي أعلن تميزا مبكرا لقصيدته. نستضيفه هنا، في هذا الحوار القصير لنصاحبه إلى حيت يدلل لنا عن رؤيا بتكبير الزوايا لمشروعه الشعري، وما يتوخى له.. خاصة أنه أحد شعراء الحساسية الجديدة، هذا الصنف غير المهادن ومتقلب الطرحات والطرائق الشعرية، ما يجعنا نؤمن حقا أن مع كل قراءة لشاعر جديد، من الضروري أنه سيذهب بنا إلى تقويض تام لكل ما نعرفه عن الشعر.

  • كبداية لهذا الحوار، ما فاتحة النص الذي ورطك في عالم الكتابة؟ خبرنا قليلا عن البدايات؟

بالنسبة لبدايتي الإبداعية فعلاقتي بالكتاب كانت مدخلا لي لعالم الكتابة،أذكر جيدا كيف كنت أترك حصص الدروس لأمضي اليوم في مكتبة الخزانة البلدية أقرأ الشعر و القصة و الرواية و كل ما وجدته أمامي ،في تلك المرحلة بالذات بدأت روح نقش الورق تغزوني فبدأت بكتابة محاولات سردية و شعرية. كنت في كتابة الشعر ما زلت أضع القافية عند نهاية كل بيت إلا أنني تخلصت من هذه العادة بعد أن سحرني عمق و جمال قصيدة النثر. _طقوسي الكتابية تمزج العزلة و لفافات التبغ السحرية و موسيقى البلوز ليخرج الكاتب الذي يسكن جسدي النحيل .أمسك القلم و أغزو البياض المفزع قبل كتابة الحرف الأول، فكتابة الحرف و الكلمة الأولى مدخل لملكوت الإلهام و الشعر الذي يعبر بأرواحنا بين الإحساس و سريالية ما لا يمكن أن تدركه الجوارح.

  • في منظورك ما وظيفة الشاعر اليوم؟

أعتقد أن الشاعر في الأول و الأخير رسول للحب في عالم عدمي يخنق رئاتنا، حيث الحروب و الآلام. دور الشاعر هو إحياء موتى الواقع الصادم و بعت الأمل المفقود في قلوبهم من أجل تغيير نحو الأفضل.

  • مَن مِن الشعراء ارتبطت بهم وجدانيا، في رحلتك مع القصيدة ؟ وهل الشاعر بالنهاية هو محصلة قراءات؟

الكتابة و القراءة شيئان لا يمكن أن نفصلهما عن بعضهما أبدا فالقراءة تساهم في نضج التجربة الأدبية للشاعر أو الكاتب، لا أتحدث عن قراءة أعمال أدبية فقط بل يجب الانفتاح على قراءات متنوعة فحتى لوكانت الموهبة فطرية أو عصامية، فالقراءة تغدي أرواحنا لننفتح أكثر في خربشاتنا . ولقد تأثرت في تجربتي الخاصة بزمرة من الشعراء أذكر منهم شهيد الشعر والجمال لوركا إضافة للماغوط، أدونيس، بنيس وأنسي الحاج… إضافة لانفتاحي على الشعر الكلاسيكي فمن منا لم يحب بلاغة المعلقات و قصائد أبو نواس الخمرية .

  • تكتب وتنشر ما تكتب في الجرائد وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعيدا عن الملتقيات الثقافية والمهرجانات الأدبية، هل هي عزلة اختيارية، أم نوع من الاحتجاج؟

ابتعادي عن الملتقيات الثقافية و المهراجانات الأدبية ليس اختياريا فهو نتيجة للتهميش و الإقصاء الذي يعانيه الكتاب في بداية مسيرتهم، فلا تشجيع للمواهب الشابة فحتى الآن مثلا لم أجد أي دار نشر تتبنى مجموعتي الشعرية الأولى بسبب عدم توفري على مبلغ الطبع، و هذا ما سيجعل كتاباتي في معزل عن القراء لذلك اخترت التعريف بتجربتي في الفضاء الافتراضي آملا في أن يجد اسمي مكانه في الساحة الأدبية.

  • هل تجد أن قصيدة النثر التي تكتبها بإخلاص كامل قد حققت وعدها، الذي انطلقت منه؟ أم أنها بحاجة لمراجعة جملتها النظرية بالكامل؟

أعتقد أن قصيدة النثر منذ احتجاجها الأول عن جمود الشكل وتقييد الإبداع الشعري بقوالب وقواعد معينة تحتوي النص، وحتى يومنا الراهن قد حققت تطورا ملحوظا والدليل على ذلك الجمهور الذي استطاعت جمعه إضافة لفرضها لنفسها كجنس أدبي. ولا أعتقد أن قصيدة النثر يجب أن ينظر لها فهي في الأول والأخير نتاج ثورة عن السائد وسقف حريتها لا بد أن لا يفارقها بعيدا عن القواعد وأستاذية المنظرين.

  • كيف ترى للتجارب الشابة اليوم، التي تكتب هذه القصيدة ؟ وتربط نشرها بالأنترنت، هل هذا الفضاء أيضا أضاف الكثير للأدب، أم كان وبالا عليه؟

أعتقد أن فضاء مارك الأزرق فتح للمبدعين منبرا حرا فأعفاهم من التملق للمجلات و ملاحق الجرائد الحزبية، وفتح كذلك رابط تواصل القراء مع الكتاب. هناك تجارب واعدة وأقلام جميلة تسكن الفضاء الافتراضي لكن هذا لا ينفي وجود تجارب لم تختمر بعد و ما يلزمها هو تحقيق التراكم ليصبح مستواها أفضل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.