علي نويّر
قبل أنْ يخلقَ اللهُ الأنهارَ والغاباتِ والحقول
وقبلَ أن يرفّ جناحٌ لطائر
أو رمشٌ لمعصيَة
خلق المرأةَ السمكةَ , والرجلَ الحوت
قال لهما:
هذه سماءٌ .. وذلك بحرٌ
إهبطا اليهِ بسلامٍ آمنيَنِ
اضطربَ وجه البحر
وابتلّ قلبُ الأرض
وراحا في سَورة لهوٍ
حتى غِيضَ الماء
وانكفآ عارييَنِ على الرمل
وبِلا زعانفَ
انتفضا بقدمينِ حافيتَين
قالا : نحنُ عطاشاكَ يا ربّ
…. فكانتِ الأنهار
-
نحنُ جوعاكَ يا ربّ
… فكانتِ الحقول
-
نحنُ عراياكَ يا ربّ
… وكانتِ الغابات
وعلى صخرةٍ في جبل
رسما خطوطاً ودوائرَ
أفاعيَ , نموراً , وشياهاً
بعد أن غطَّا في النوم معاَ
أُضيئتْ شعابُ الجبل
هبطتْ منها ؛
أفاعٍ
ونمورٌ
وشياهُ
….. وقصائد
ذهبت الأفاعي إلى الحقول
والنمورُ إلى الغابات
والشياهُ إلى الأنهار
وحدَها القصائد
عادت ثانيةً إلى السماء
8/5/ 2016