سعيد منتسب (المغرب):
لَيْسَ اليومَ
رُبَّمَا في يومٍ آخر
سَأُثير إعجابَ جميع الغرقى الطيبين
هؤلاء الذين صنعت الأسماكُ من عيونهم
مِسلَّةً يتحلَّق حولها الصيَّادون
كُلَّما عادوا إلى أكْواخِهم
بحُلولِ المساء.
هؤلاء الذين راحوا بجلاءٍ أقوى
كي يزوروا نهاراً آخرَ عاليَ الأسْوار
لا تُشرق فيه شمسٌ
ولا تُعَرْبد عاصفةٌ.
هؤُلاء الذين اخْتَلَجُوا
عَلَى ظهْر الغَيْم
كَيْ يَعْصِروا ضرْعَ الريح
حتى آخرَ قطرةٍ.
هؤلاء الذين يُغادِرُون في طَابورٍ طويلٍ
أمواجاً تَخْرُج من عَرينها جائعةً
حتى إذا هبط المساءُ
عادت محمّلة بالضحكِ والغنائمِ.
سأكُونُ كمن يُنازل ظلَّهُ على السُّطوح
كي يتسنى له يوماً
أن يتدحرجَ من أعلى أو يطيرَ
لن أكون مطويَّ الجناح كالعادة
ولا مفتوحَ القَدَر مثل طلقةٍ متعاكسةٍ.
أعْلَمُ أن الأرضَ
ما تزال تحت قدميَّ
دافئةً
وأن شارعَ الزرقطوني
الذي فتحْناه على مِصْراعيْه
لنْ يأبهَ طُولَ الوقت لِكَرْكَراتِ
عَسَسِ مُنتصفِ الليْل
الذين يُدَخِّنُون بِشراهةٍ.