الرئيسية |
شعر |
بَيْنِي وبينَ الْمَرايا مسَافَةُ ريـــحْ | محمد شيكي – المغرب –
بَيْنِي وبينَ الْمَرايا مسَافَةُ ريـــحْ | محمد شيكي – المغرب –
محمد شيكي
أنأ اْلْفَصْلُ، فَوْقِي اسْتَراحَ عَبيرُ الْجراحِ ،
تَدَاعَى إلَيَّ.. !
بَكَى فِي يَدَيّْ !
يُحَاوِرُ مِنِّي خِطَابَ السَّلامْ،أَصِيرُ لَهَ بيرَقاً لا يَنَامْ، وَعَيْنِي عَلَيْهَ ،
أَخُطُّ نَزيفَ الْحُروفِ عَلَى مهْجَتَيْنَا وأَبْسُطُ فِي طَمْيهَ عِزَّتَيْنَا
وَحُلْماً وَضيءْ الرُّؤى، لَعَلَّهُ بُرْجُ الْفَرَجْ.. ! !
…..
أَنَا الْفَصْلُ ، بَيْنِي وبينَ الْمَرايا مسَافَةُ ريـــحْ، وَقَلْبٌ كَسيحْ..
يُقَاوِمُ صَدْري الكَليلَ الْعَليلَ غُمُوضَ السّبيلْ..
وَيَغْرِس فَجْراً وَظُهراً وَعِنْدَ المَسَاءِ أريجَ النّجيعِ النّبيلْ.
يُبَارِكُ حَقَّ الْحَياةِ، وَحَقَّ النَّبَاتِ يُوَزِّعُ عيدَ الْوُجودِ عَلَى العَالَمينْ
وَكَأسَ النّبيذِ عَلَى الْعَائِدينْ.
عَلَى فَرْحَةِ الطِّفْلِ حينَ يَؤوبُ سَليماً منَ المَخْمَصَةْ.
عَلَى قَلْبِ أُمٍّ يَنَامُ الصَّبِيُّ عَلٍيٌّ عَلَى فَخْذِهَا الأَطْلَسيْ،
وَيَحْلُمُ جَهْراً بِخَفْقِ الْوُجُودِ النَّدِي
بِرقَّةِ دَوْحٍ ، بِبَسْمَةِ روحٍ وحُضْنٍ شَجِي،
وَعُشْب الدُّروبِ التِّي غَادَرتْ أَمْنَهَا.َ
…
تَعَالَيْ إِليّْ – يقُولُ عَلِي الصّبِي – يَا أجْمَلَ أُمٍّ ، لأَكْبُرَ يَوْماً كَحُلْمِ النُّجومْ،
وَأَرْسُمَ نَهْراً أسيلا هُنَاكَ عَلَى قَبْرِ جــدِّي
هُناكَ عَلَى قِمَمِ فِي الأعَالِي، عَلَى شَجَرِ النّازحينَ مْنَ الْمَوتِ ،
إِنّي نَفَضْتُ غُبَارِي وَأَقْسَمْتُ أنَّ الْبٍلاْدَ رَسَتْ في يدَيْ
وَأَنّي اسْتَوَيْتُ كَمَا يَسْتَوي اللَّهُ فِي كُلِّ خَلقٍ،أُعيدُ إلَى اللَّوْنِ نَسْغَ الفَراشِ البَديعْ ،
أُصَالِحُ مَاءَ السَّماءِ – يقولُ الصّبِيُّ عليٌّ – بِأَرضِ السّديمْ،
فَلا شَيءَ يُغْنِي الحياة سِوى الحُبُّ ،
يَا بَابهُ الْمُسْتَباحُ انْفَتِحْ كَيْ تَمُرَّ اللُّغاتُ وَتَخْرُجُ مِنْهَا شَظَايَا انْبعِاثِي ،
اسْتَنِرْ يَا شِهَابِي القَوِيِّ الْحَليمْ وَحَلِّقْ بَعيداً وَبُحْ للنهار بسر جَدِيدْ..
…
يَا وَحْيَ الْوُجودِ، تَمَدَّدْ عَميقَا، وجَدِّدْ مَعَاجِمَ هَذي الْجَمَاجِمْ حَتَّى تَجِيءَ الطّريقْ،
كَيْفَ الْوُصولُ إليْهِ ؟!
رانِي يَا أُمِّي أَسيرُ عَلَيْهِ، أُعَانِق غَيْمَ الصَّبَاحِ، وأفْقِي اللَّذيذْ وَ لا أَنْتَمِي لِغَيْرِ الْفضيلَةِ
أكشفُ عَنْ عِزَّةٍ أبْتَغيهَا وَعَنْ غُرَّةٍ أشْتَهيهَا،
فأجْثو- يَا أمّي – علَى راحَتَيْهَا كَما لَوْ كَأَنِّي شَريدٌ تَعَثَّر في مٌقْلَتَيْهَا يَسيرُ بِلا بَوْصَلَة…
….
اِشتَعِلْ يَا شِهَاب التَّحَدِّي ،اتّقِدْ في ضُحَى الصَّحْوِ ثُمَّ انْدَلِقْ بِالْمِدَادِ السّعِيدْ…
تَمَدَّدْ يَميناً، تَمَدَّدْ شِمالاً
تَرَنَّحْ جَنوباً وَشَرْقَاً في كُلِّ الْجِهَاتِ وَمِلْ بِهَزيجِ الرَّبَابِ إِلى كُنْهِ نَفْسِي
لأَنِّي اخْتَزَلْتُ بَريقَ الْمَعَاني فِي أبْهَى الْقِيَمْ..
وَ إنَّكَ تَشْهَدُ أَنّي اسْتَبَقْتُ الصَّدَى: صَاعِداً نَازٍلاً كَالْحْبَالِ الرَّشِيقَةِ مِنْ بِئْرِهَا الْمَاءُ يَهْرِقُ خِصْبَ التُّرابِ عَلَى قَرْيَتِي الشَّارِدة،فَهَلْ تَسْتَعِيدُ النَّخيلْ؟وَهَل في الْجَليلِ سَتَنْمو السّنَابِلُ ملء الْجَمَالْ؟وَهَلْ في دِمَشْقَ وهَلْ في الخَليلْ وهَلْ مِنْ حَلَبْ ؟
مكناس غشت 2016
بَيْنِي وبينَ الْمَرايا مسَافَةُ ريـــحْ محمد الشيكي محمد شيكي 2016-08-09