الوَقْتُ غِيَاب | رشيد طلبي
رشيد طلبي
أَنَا الحَلَزُون…
ثَقِيلُ الخُطَى،
طَيِّبُ المَلْمَسِ، لَكِنْ
لِي أَنْيَابٌ أُدَبِّرُ بهَا وَقْتَ
شَقَائِي…
أَتَحَنَّثُ فِي قَوْقَعَةِ الغِيابِ، نِكَايَةً بِشِتَاءٍ مُفْعَمٍ بالمَسَافَةِ الطَّاعِنَةِ فِيَّ. و ذكْرى الآتِي…. مَفَازَةٌ لِقَصِيدَةٍ بِكْرٍ…انْبَجَسَتْ مِنْ عُيُون لَيْلٍ ضَارٍ. تَشْتَهِي طَعَنَات السُّؤَال اسْتَقَرَّ في نَرْجِسِيَّة دمِهِ البَاذِخ. هُوَ ” كونَاتُوس”؛ مُسْتَقَرُّ الشَّقَاء، حِينَ تَنْفَصِمُ الأَحْبَالُ، و الوقْتُ غيَاب…
كَمَا أَنْتَ، حِينَ رأَيْتض عَلَى مَمَرِّ الشَّارِعِ دَخَناً، عُدْتَ أَدْرَاجَكَ، تَسْتَفُّ مَا تَبَقَّى مِنَ التِّبْغِ والحِبْرٍ؛ كَفَناً لِقَصِيدَةِ البَارِحَةِ. مَاذَا لَوْ كُنْتَ أَنِيقَ المَنْظَرِ، وَ أَحْلَقْتَ بِمُوسَى الصَّبَاحِ كُلَّ الذّكْرَيَات، وَ دَخَلْتَ حَانَةً مُفَتَّتَةً بينَ قَدَمَيْكَ، دُونَ قَمِيصٍ، وَ رَبْطةِ عُنُقٍ أَتْعَبَهَا الانْحِنَاء، فَبَايَعْتَ الصَّمْتَ مَلِكاً لمُنْعَطَفٍ قاصٍ، هُوَ الوَقْتُ غِيَاب، و الكَلِمَاتُ تُفَاصِيل التِّيه المَبْحُوح. فَهَل لِوَرَقَةِ ” النّيْلُوفَر” انِبِعَاثٌ جَديدٌ، عَلَى قوْقَعَةٍ بلاَ ذَاكِرَة، بِلاَ عُنْوَان؟، فَقَطْ سَتَدُلُّكَ الرِّيحُ… فقطْ، هَاتِ حَرْفَكَ لأَشُقَّ بَهِ بَحْرَ اللُّغَةِ فِي مَتَاهَات القَوْل…
الوَقْتُ غِيَاب، وَ ظلاَلُ انْحِطَاطِي…مَسْخُ التَّارِيخِ للتَّارِيخ، فَهلْ للدَّمِ رُومَانْسِيَّةُ الجَسدِ؟… والوقْتُ غِيّاب…. و الحَلَزُونُ تاهَ عَنْ قَوْقَعَتِهِ، و تَحنَّطَ في زَاوِيةٍ منْ خَسَارَاتِه… لاَ خطَى،لاَ مَلْمَس، فقطْ لأَتَبَيَّنَ التِّيه مِنْ جَدِيد، أحْضُنُ الطَّرِيقَ الطَّاعِنَ فِيَّ، و المَسَافَةُ بينَ الوَرِيدِ وَالوَرِيدِ. و الوقتُ وَهْدَةُ جُرْحٍ أَبْيَض. مأذَا لَوْ أهْدَيْتُ إِلَيْكَ بَعْضاً منْ خَسَارَاتِي…. وَ أَدَّيْتَ عَنِّي فَوَاتِير أَيَّام عمُري المُثْقَلَةِ بِذِكْرى الآتِي….وَ بَقَايَا عَالمٍ من دُخَان…لأتَحَنَّثُ فِي مَغَارَةِ القَلْبِ، رُبَّمَا أَظْفَرُ بِمَا تَبَقَّى منَ الوَحْيِ، و كَلاَم الأَنْبِيَّاء…لكنْ تَنْقُصُني…..
ال………………..
مُ………………….
عْ…………………
جِ………………….
زَ…………………
ة………………….
أَنَا الحَلَزُون…
ثَقِيلُ الخُطَى،
طَيِّبُ المَلْمَسِ، لكنْ،
لي ظِلالٌ أحْتَمِي بِهَا
وَقْتَ انْحِطَاطِي….
الوَقْتُ غِيَاب رشيد طلبي 2017-11-28