الرئيسية | فكر ونقد | الواقعية التعبيرية في شعر كريم عبد الله | أنور غني الموسوي

الواقعية التعبيرية في شعر كريم عبد الله | أنور غني الموسوي

د أنور غني الموسوي:

 

إنّ وطأة الأحداث وما تمرّ به شعوب الأرض عموما والعربية والاسلامية خصوصا، لا يترك مجالا للكتابة الرومانسية والذاتية، بل يدفع وبشكل واع وغيرواع نحو تصوير المأساة وندب الواقع المرّ لهذا العالم الأعمى. وبخلاف الواقعية القديمة التي ازدهرت في القرن التاسع عشر المعتمدة على محاكاة الطبيعة والتصوير المطابق للخارج، فإنّ تناول الواقع والمأساة الخارجية في الكتابات المعاصرة إنّما يعتمد التصوير التعبيري وطرح الموضوعات بصبغة ذاتية وداخلية (1)، وهذا جمع فذّ ومتقدّم بين الواقعية بتناول الخارج والموضوعي والتعبيرية بطرح الموضوعي بصيغ واشكال داخلية وذاتية. ومن هنا صح أن نسمّي الكتابة الجديدة التي تتناول الواقع بأنها واقعية جديدة لإختلافها تقنيا عن الواقعية القديمة وصحّ أيضا أن نصفها بالواقعية التعبيرية لهذا المزج بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي .

لقد أشرنا  في مناسبات كثير وفي مواضع عدّة من كتابنا (التعبير الأدبي) (2)  أنّ الكتابة ذات الملامح الإنتمائية والمرتبطة بالواقع والخارج تمثل شكلا من أشكال الأدب الرسالي. وأنّ هذه النصوص الرسالية  وبمحافظتها على المستوى الفني العالي الذي وصلته الكتابة المعاصرة وما صاحبها من تغيّر في الوعي تجاه اللغة عموما والكتابة خصوصا والأدب بشكل أخصّ، تحقّق أدبا رفيعا عذبا يضرب بعيدا في جهات عدّة أهمها تجاوز اخفاقات الحداثة وعزلة الأدب عن الناس،  بالأقتراب منهم والكتابة بلغة قريبة بعيدة عن التحليق والتحصينات الرمزية العالية، ومن جهة أخرى أنّها تقدّم أدبا عذبا مبهرا وبنكهة عالمية يمثّل المرحلة ويواكب عصر العوالمة وتداخل الثقافات ومن جهة ثالثة مهمّة أنّها في الشعر خاصة تقدّم نموذجا عالميا لقصيدة النثر، يعتمد النثر وشعرية (3) والبناء الجمالي المتواصل بكتابة شعر سردي على شكل المقطوعة النثرية بعيدا عن التحسينات الشكلية المعتادة للشعر، وإنّما الاعتماد الكلي على توهّج اللغة وعمق نفوذها وموسيقها الداخلية وعذوبتها الظاهرة.

كريم عبد الله، الحائز على جائزة القصيدة الجديدة السنوية لعام 2016 (4)، يكتب نصوصا تتسم بالرسالية وتحافظ على الفنيّة والشروط المطلوبة لكتابة قصيدة النثر، ببناء جملي متواصل وسردية تعبيرية (5) ظاهرة ونثر وشعرية جليّة. فالهمّ الوطني والانساني حاضر دوما في كتابات كريم عبد الله، كما أنّ الهمّ الأدبي والجمالي حاضر أيضا بكتابة النص المواكب للقصيدة العالمية المعاصرة، وتحضر أيضا تلك العناصر المميزة للسرد التعبيري.

لقد تناولنا كثيرا من هذه المظاهر والمضامين الرسالية والفنية والجمالية في كتايات كريم عبد الله في كتابنا (التعبير الأدبي) وفي غيره لأهمية هذا الشاعر، هنا سنعمد الى بحث أسلوبي في تجلّ تلك المظاهر الواقعية التعبيرية في شعر كريم عبد الله، وبالضبط نظام وحالة المزج بين ما هو واقعي وما هو تعبيري في الوحدات الكلامية من النصوص، ولقد بينا في مناسبة سابقة (6) أن الواقعية الجديدة في الشعر، لها أشكال منها النص البسيط كما عند أنور غني ومنها القصيدة السريالية كما عند فريد غانم ومنها السرد التعبيري كما عند كريم عبد الله،  وأشرنا هناك أنّ الجامع لذلك هو  اللغة المتموجة التي تتنقل بين التوصيلية والرمزية وبين الواقعي والخيالي .

 ومن المهمّ الأشارة هنا أنّ تلك التصنيفات والتسميات التي نعتمدها إنما هي وليدة الحاجة والضرورة لأجل مواكبة النص المعاصر والقصيدة المعاصرة، حيث  أنّا في كتبتنا وبحثنا – وكما يعلم الكثيرون – نتجه من النص الى النظرية وليس العكس كما يفعل البعض بالنزول من النظرية الى النص بأحكأم مسبقّة وممارسة وصاية فنية وجمالية، لأنّ وظيفة النقد والبحث الأدبي هي متابعة النص وملاحقته والنظر اليه كظاهرة انسانية بتجرد وبحريّة من دون اسقاطات ولا تكلفات، وهذا ما نسميه النقد الصادق الذي لا يرى في النص إلا ما فيه ولا يحاول أبدا تطبيق نظرية جاهرة على النص كما في المدارس البنوية وما بعدها من تفكيكية  وأسلوبية والتي لا يمكنها الصمود أمام سعة تجربة وثراء القصيدة المعاصرة، بل لا بدّ من اعتماد نقد منفتح وحرّ ومرن وأمين  ومؤمن بالنص، يضعه في المقدمة ليس فقط باعتباره مادة بحث فقط بل باعتباره منجماً للعطاء والاضافة  مع اعتماد السهولة والوضح في الافكار والتعابير. وهذا ما يمكن أن نصفه (بمابعد الأسلوبية) في النقد والبحث الأدبي. هنا سنتناول مقاطع من مجموعة قصائد للشاعر كريم عبد الله نشير فيها الى ملامح الواقعية التعبيرية (الواقعية الجديدة) في الشعر كنماذج أسلوبية وأشكال كتابية . وهذه القصائد كلّها منشورة في مجلة تجديد الأدبية المكرّسة بالكامل لقصيدة النثر السردية الأفقية (7).

من الموضوعات الحاضرة في شعر كريم عبد وكنموذج للرسالية والتعبير الانتمائي هو الحزن والأسى للخراب وآثار الحرب، اذ لا تجد نصّا له إلا وتجده معجونا بهذا الحزن.

في تعبيرية عالية لواقع مرّ وأعمى يحضر الظلام فيه والأسى ويتخفّى خلف كلماته الفاعل المخرّب كحالة من المسكوت عنه ونظام من الغياب والحضور للمعاني والدلالات، حيث يقول كريم عبد الله في قصيدة (خيانةٌ في تلافيفِ العقل):

(شمسٌ سوداء تتشمّسُ عليها خيانة أسئلةٍ مِنْ مقابرها الموغلةِ في أعماقِ الأنا. تتسلّلُ بلا صوتٍ بعنادٍ ترفضُ الظلامَ/ دويٌّ يمعنُ حفراً في أخاديدِ تجاويفِ الروح يسرقُ الأمانَ لا يورّثُ إلاَ أرتالاً مِنَ المتاريس / كالشياطين تتراقصُ تُحكِمُ أقفالها على منافذِ رحلةٍ ملغومة تشدُّ إلى نفقٍ كابوسهُ طوييييييييييل..)

انّها الشمس السوداء المظلمة  (نظام رمزي)  وأسئلة خائنة متجذرة في عمق الأنا (نظام تعبيري)  في نظام مجازي رمزي، تتسلل بلا صوت عناد يرفض الظلام ، انه الخواء ووجه الخراب (نظام توصيلي)، في (نظام سردي). ثمّ ترجع اللوحة بصورة أخرى (فيسفسائية تعبيرية) (دويٌّ يمعنُ حفراً في أخاديدِ تجاويفِ الروح)  (خيالية رمزية) هنا مرآة وترادف معنوي للجملة الأولى  (مقابر موغلة في عملق الأنا)، مما يحقق الفسيفسائية. ثم هو (يسرقُ الأمانَ ) (واقعية)  وهنا شرج للشمس السوداء وهو ايضا فسيفسائية تعبيرية  فهو (لا يورّثُ إلاَ أرتالاً مِنَ المتاريس …) (توصيلية وواقعية) وهنا يحضر خيط الى المسكوت عنه من حيث الارتال والمتاريس وهي وطأة الحرب .

في ما قدّمناه من استقراء أسلوبي كشف عن انظمة معقدة تعبيرية، تصف واقعا محزنا وآثارا مدمرة  وظلاما يتجذر في النفس (الكلية)، بلغة متموجة تتراوح بين التوصيلية والرمزية وبين الواقعي والخيالي، وبسرد تعبيري بقصد الايحاء والرمز وليس بقصد الحكاية والقص، مع توظيف للفسيفسائية تجذيرا لرسالة النص وتمكينا للفكرة ومزيد بيان لوطأة وعمق المأساة، فانّ من أهم دواعي الكتابة الفسيفسائية هو تجذير الرسالة وتعميقها في نفس القارئ.

و تحضر الواقعية التعبيرية بصور الحزن والأسى والخواء والخراب في قصيدة  (قيامةُ الأدغالِ المرتجفة )

 (تفقّدَ أضلاعَ أيامهِ / كانَ ضلعٌ أعوج يتمطّى/ تركَ القفص مهجوراً / بلا جدوى/ غاباته الغارقة بأسى الشفق ../ أمطرتْ بـعشراتِ الحكايات ../ فشبَّ في النهاراتِ حريق../ …… / لكنَّ مساحات الندم../ إفترشتْ لوعةَ القنوط/ المواعيدُ على غيمةِ الرحيل/ التذاكر مسروقةٌ في كفِّ العطش.. حقولُ القمحِ فوقَ الصدرِ تحلمُ بنيّسان ـــ المناجلُ جرّحتْ أخاديدَ جوع الينابيع/ على هاويةِ الحزنِ الساكت../ شربوا الملذّات بكأسِ التشفّي)

و هنا أيضا وبسرد تعبيري  ونثروشعرية ظاهرة ولغة متموجة تتنقل بين الواقعي والخيالي والتوصيلي والرمزي، يوثق لنا كريم عبد الله الواقع المر والخارج الموضوعي السقيم، فالقاموس اللفظي لهذا االمقطع  – وحده فقط – ينقل القارئ  الى الحقول المعنوية المرتبطة بالخواء والخراب والحزن والأسى، ولقد بينا في مناسبة سابقة (7) أنّ القاموس النصي يمكن أن يوظف كمعادل تعبيري (9)  دون الحاجة الى التراكيب الجملية المعنوية، بمعنى  عدم انحصار التعبير بالجمل المفيدة بل ان مزاج النص وفضاؤه العالم والعالم الذي سيعيش فيه القارئ يعتمد كثيرا على قاموس الألفاظ التي يختارها المؤلف، وأنّ من خلال العلاقة بين القاموس النصي ومعاني الجمل ورسالة النص يمكن استخراج عدد من اشكال الانظمة التعبيرية المركبة والمعقد والتي تؤثر في وعي القارئ وهذا ما سنتناوله في مقالات قادمة ان شاء الله .

و أيضا من الأساليب التي يجيدها كريم عبد الله والتي هي من علامات الكتابات الواقعية هو توظيف المفردة اليومية والحياتية حتى انه احيانا يستعمل المفردات العامة  كما هو معروف لمتابعيه، وكثيرا ما يستعمل أكثر المفردات حياتية ويومية والتي تخرج عن الشعر الرمانسي بالمرة يطعم بها الانظمة الرمزية   . في قصيدة (منشارٌ على قارعةِ الحكاية )

نجد العنوان منشار وهو خارج نظام القصيدة الرمانسية والكتابات الانتقائية، وهو مختار بشكل متعمد كما يختار غيره من المفردات اللاشعرية في الشعر، وهذا يذكرنا بحركة (الشعر ضد الشعر) بأن يكتب الشعر بمفردات غير شعرية هي في منتهى البساطة واليومية والحياتية او التقريرية فنجد القصيدة التقريرية او الاخبارية او اليومية وكل هذا هو من الواقعية الجديدة ان صيغت بشكل جيد ووظفت برمزية وايحائية تكسبها التوهج والابهار .

في هذه القصيدة (منشارٌ على قارعةِ الحكاية) يقول كريم عبد الله

(الحظوظُ شعثاء تحرّكُ شطوط الألم تنقلُ هوادجَ حزنِ الأرض، خَبَرتْ حنكةَ منشارٍ حاذقٍ يدمنُ لعبةَ إقتناص المغانمِ الوفيرة مبتسماً يمارسُ طقوسَ المكائدِ الساخنةِ، طوّفتْ في درابينهم الهاربة، تسارقُ بيقينِ قطّاعِ الرقاب، يتغلغلُ القحطُ في حكاياتِ أولادِ الدموعِ الرخيصة مذ كان الغراب يتوضأُ بالخطيئةِ هيّجَ إستعراض الجيوشِ الهائجةِ خيولَ الغزوات، تستحلبُ الضواري تقاويماً تستدرجُ الآلامَ في مزادٍ مجانيٍّ مرضعتهُ رثّةُ الضرعِ تروفُ وقتاً شحيح الألفةِ يتقافزُ على خارطةِ الزمنِ العجول ينزُّ مِنْ طيّاتهِ نحسٌ يذرقُ مبتهجاً في ماسورةِ الحلمِ يحلمُ أنْ يكونَ متأنقاً مرفوعَ الرمح تعلوهُ فضيحةُ الدسائسِ خيانةٌ مسعورةٌ تحشرجُ في أحاديث ملساءَ كجلدِ افعى تدفنُ بيوضها في صحراء تافهة تشتاقُ كثبانها نزعةَ توترٍ تعتصرُ نشوةً عجفاءَ بواعثها مركونة الى أجلٍ أعمى تسبحُ فيهِ رائحةُ القلق الخشن متخبطاً باللامبالاةِ تفخخه الاعلانات تحدُّ كتلٌ إسمنتية صماءَ).

في هذا المقطع العالية النثروشعرية وبناء جملي متوصل، يحقق النص شكلا جديدا من التموج اللغوي، ليس من حيث التراكيب المعنوية بل من حيث المفردات فالنص يتنقل بين مستويات من الانشاء للمفردات فمن كلمة عالية الشاعرية الى كلمة يومية وبسيطة جدا وهكذا. فوسط الكلمات المنتقاة والعالية الشعرية  نجد كلمات (منشار، درابين، الاعلانات ،  اسمنتية).

و هنا تحضر ايضا الواقعية التعبير بما تقدم من مفردات يومية وبحضور الحزن والأسى والخراب والخواء ، ساء على مستوى قاموس المفردات ام على التراكيب المعنوية والافادات. فمفردات ((الحظوظُ شعثاء، شطوط الألم، هوادجَ حزنِ الأرض، منشارٍ حاذقٍ،  المكائدِ الساخنةِ، درابينهم الهاربة، تسارقُ بيقينِ، قطّاعِ الرقاب، يتغلغلُ القحطُ،  يتوضأُ بالخطيئةِ، تستحلبُ الضواري، تستدرجُ الآلامَ،  مرضعتهُ رثّةُ الضرعِ، وقتاً شحيح الألفةِ،  الزمنِ العجول،  نحسٌ،  فضيحةُ الدسائسِ، خيانةٌ مسعورةٌ، تحشرجُ،  أحاديث ملساءَ،  كجلدِ افعى، صحراء تافهة،  نشوةً عجفاءَ،  أجلٍ أعمى، القلق الخشن، متخبطاً باللامبالاةِ،  تفخخه الاعلانات).

انّ كريم عبد الله هنا كشف عن قدرة تعبيرية مهولة، حيث انه لم يترك اية امكانية للغة الا ووظفها لأجل بيان رسالته، فالالفاظ مختارة بشكل يمكن من القول ان الشاعر كان يعيش اللحظة الشعرية الغارقة التي تفيض بالتعابير، فما من مفردة الا وهي معبأة بالألم ومعبرة عن الخواء والعمى باكبر قدر من طاقاتها بحيث انه لا يمكن أداء تلك المعاني بغير تلك الالفاظ. كما انّه قدّم هنا مقطوعة تعبيرية لم تدع شيئا ذكرته الى ووجهته توجيها ذاتيها وتطرفت في وصفه وبالغت في نعته وحاله وهذه من معالم التعبيرية الحقّة، ولو أنّا اردنا تقديم نموذج للتعبيرية في الشعر فانّ هذا سيكون أحدها ليس على مستوى الشعر العربي بل العالمي أيضا.

كما أنّ هنا أساوبا آخر استخدمه المؤلف وهو تعدد الاصوات. حيث نجد تعدد الرؤى واضحا، ولكريم عبد الله قصائد بوليفونية  متعدد الاصوات كثيرة (10). ونجد الرؤى والاصوات المتعددة المحققة للبوليفونية:

الصوت الاول: الحظوظ الشعثاء: (الحظوظُ شعثاء تحرّكُ شطوط الألم تنقلُ هوادجَ حزنِ الأرض)، فالتحريك والنقل افعال فاعلة تعبر عن تبئر خارجي ومحايد للمؤلف ويتجلى صوت الفاعل.

الصوت الثاني: المنشار: (خَبَرتْ حنكةَ منشارٍ حاذقٍ يدمنُ لعبةَ إقتناص المغانمِ الوفيرة مبتسماً يمارسُ طقوسَ المكائدِ الساخنةِ،)  فحاذق ومقتنص للمغانم ومبتسم كلها تعبر عن جهة ورؤية الفاعل والشخصية النصية  وليس  المؤلف بالطبع.

الصوت الثالث: النحس: ( ينزُّ مِنْ طيّاتهِ نحسٌ يذرقُ مبتهجاً في ماسورةِ الحلمِ يحلمُ أنْ يكونَ متأنقاً مرفوعَ الرمح تعلوهُ فضيحةُ الدسائسِ)  فالنحس يذرق مبتهجا ويحلم ان يكون متأقنا مرفوع الرمح، وهذه كلها  من بؤرة الشخص الثالث  الذي لا يتدخل ويحايد  بينما عبارة (تعلوه فضيحة الدسائس) هي من انطباع ورؤية المؤلف. وهكذا  في باقي النص. ومن الواضح أن البوليفونية وتعدد الاصوات والذي هو من سمات الرواية اساسا، غالبا ما يكن في الشعر ملتصقا بالرسالة والانتماء وبيان الواقع واداة تعبيرية للتعبير عن الخارج والموضوعي ويختلف جدا عن التعبيري الغنائي والرمانسي الغارق في الذاتية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.