عبدالله الهامل (الجزائر):
في المرايا وحش يشبهني
وهاوية
وحبل يُلف حول عنقي
لا يقتل الوحش
ويقتلني
المرايا الكوابيس
الضاربة في
ليل العزلات
بأبد يستبد .
انتبه أيها الكلام !
واجلس قريباً لأسألك عن الفارق الطفي
بين الزجاج وروحي .
في المرايا
أرى
نرجس النبذ يفتك من الماء غامض رؤاه
يخبـر عـن جـراح الزهـرة
(الزهرة التي ضعت بها سنيناً ونسيت.)
في المرايا خطوة تسبقني إلى امرأة شرق الحكاية
أعرف ضحكة لها :
رنين أجراس في غابة عتمة
أسمى غيابها شمس النصوص
وأكتفي برقصة في طالعي.
إيه ! المرايا الفضيحة
تغسل عرينا بماء الجمرة السرية
في هشاشة أعضائنا،
بها نرفو رتقاً في الرأس الهرم
رأسك أيها الشاعر
في المرايا وجوه آلفها
وقد تطلع في الحلم شاحبة تلوح بوداع أخير؛
أفزع،
فأراها ثانية في المرآة تأكل وجهي مثل الدود.
المرايا صديقة
المرايا لدودة .
المرايا لا تصدقني.
الزهرة التي ضيعت كل هذي السنين
تعود شاحبة في شاشة الحلم
(مع النأمة الأولى)
الزهرة الذابلة في تربة القلب
تعطش منذ وقت حسير
لنفـث روحـي
في جذرها.
زهرة الأوركيدا
الوحيـدة
تغادر شكلها، وظلها وتدخل ميعادي
تجرحني
وتباركني
بصلـوات الأريـج
لأبـدأ
صباحاً جديداً
لا أعرفـه.