الرئيسية | حوار | الكاتب الصحفي والناشر عبد النبي الشراط: الناشر الناجح يجب أن يعطي قيمة لعمله بغض النظر عن الربح والخسارة

الكاتب الصحفي والناشر عبد النبي الشراط: الناشر الناجح يجب أن يعطي قيمة لعمله بغض النظر عن الربح والخسارة

حاوره عبد الواحد مفتاح

يعتبر عبد النبي الشراط أحد الصحفيين المغاربة المخضرمين، حيت تمتد مسيرته المهنية لما يزيد عن أربع عقود، خبر خلالها وعايش التحولات الأساسية في الصحافة المغربية، ما أكسبه دربة وخبرة كانت سبب حضوره الوازن كصحفي، عانق هموم الثقافة والتحم بمشروعه في جانب مهم من أنشطتها، عبر إنشاء مؤسسة دار الوطن للنشر والتوزيع التي ساهمت بالتعريف والترويج لعدد غير يسير من الكتاب المغاربة الشباب، وفتح فظاءات أوسع لتداول الكتاب المغربي عربيا

عبد النبي الشراط هنا في هذا الحوار الذي خصصناه لمشاكل النشر والتوزيع، يفتح لنا الباب مشرعا بما يملك من خبرة في الميدان، لمناقشة الإشكاليات الأساسية والعقبات التي يمكن تجاوزها للنهوض بواقع هذه الصناعة، التي سيكون من شأن تطورها تقديم الكثير للثقافة المغربية.

  1. ساهمتم في دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر بمد الساحة الثقافية بأعمال رائدة امتدت على طول خريطة الوطن العربي، كيف تقيمون دور الناشر داخل عملية إنتاج الكتاب؟

قبل الإجابة عن سؤالك الأول أود أن أتقدم منكم بالشكر الجزيل على إتاحة هذه الفرصة للحديث في موضوع تتغافل عنه العديد من وسائل الإعلام.

بخصوص سؤالك،نحن في دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر نعتمد آلية خاصة بنا فيما يتعلق بالعلاقة مع الكاتب /الكاتبة أولا،فالعديد من الكتاب لا يعرفون كيف تمر عملية الطبع والنشر..ونحن نقدم للكاتب / الكاتبة تعريفا دقيقا كيف تمر هذه العملية.

وكما تفضلتم فقد أصبحت دار الوطن بفضل الله من دور النشر العربية المعروفة على مستوى العالم العربي ودول المهجر وبعض دول أوروبا.

أما عملية إنتاج الكتاب وعلاقتها بدور النشر بشكل عام فإننا نعتقد أن دور النشر تساهم كثيرا في ترويج المنتوج الثقافي،سواء داخل المغرب أو خارجه،والكثيرون لا يتحدثون عن الناشر إلا أنه يستغل إبداعاتهم وهذا غير صحيح،لأن أول خاسر هو الناشر.

12

  1. سوء توزيع الكتاب هل هو راجع لضعف الدعم من الوزارة الوصية؟

أولا ليست هناك عندنا وزارة وصية لا على الكتاب ولا على التوزيع،فالقطاع مع الأسف غير مقنن ولا يخضع لأية ضوابط تنظيمية،ونحن من الناشرين القلائل الذين لا يطلبون الدعم من وزارة الثافة، (إذا كانت هي الوزارة المقصودة في سؤالك) لأن الدعم المشروط الذي تقدمه الوزارة يخضع للعلاقات والزبونية بالإضافة إلى عدم جدية الوزارة في تسديد عملية الدفع،ويبقى دعم هذه الوزارة مجرد للاستهلاك الإعلامي..وإذا ما قارنا (الدعم) الذي تقدمه وزارة الثقافة للكتاب بالدعم الذي تقدمه للجهات الأخرى فإننا نلاحظ أن وزارة الثقافة إنما وجدت لتضحك على المثقفين فقط.وإذا أردت التأكد من هذا الكلام فعليك كصحفي أن تذهب لهذه الوزارة وتطلب قائمة دعمها للكتاب وقائمات دعمها للغناء وارقص والمهرجانات الفارغة .

2

  1. كثيرون يرون أن قلة الإقبال على الكتاب هو بسبب كلفته المرتفعة ،ما عوامل ذلك وهل هذا صحيح؟

 إذا أردنا معرفة سبب ارتفاع تكلفة الكتاب فعلينا أن نبدأ من المواد الأساسية التي تعتبر ضرورية في صناعة الكتاب،وفي مقدمها:غلاء الورق المستورد ومشتقات الطباعة الأخرى،حتى الذين يستفيدون من تخفيض استيراد هذه المواد يعتبرون قلة وهم ناشرين أغنياء بالدرجة الأولى ولهم سيطرة على السوق،وأغلبهم يستفيد من دعم الجمارك ثم يعيد بيع هذه المواد الطباعية بسعر مرتفع في السوق،وهذا بحد ذاته يشكل خطورة على مستقبل الكتاب في بلادنا.

أما إذا رجعنا للأرباح التي يمكن أن يجنيها الناشر وراء طباعته لكتاب ما فهي لا تتعدى 500 درهم كهامش ربح في الكتاب الواحد..حتى أغلبية المطابع يكون لها نفس الهامش.

  1. ما هي الصعوبات التي تواجهها كناشر من أجل إتمام عملك على أحسن وجه؟

     لا أشتكي شخصيا من الصعوبات لأنني تعودت مواجهتها بالتوكل على الله والاعتماد على النفس وعلى تجربتي المتواضعة في صناعة الكتاب،لكنني أرى أنه إذا فكرت الوزارة في دعم الكتاب فعليها أن تتعامل مع الكاتب مباشرة لكي يبقى هذا الكاتب حرا في اختيار دار النشر التي يريد التعامل معها،أما الدعم عن طريق دور النشر فأنا لا أراه وجيها..ولا داعي لذكر الأسباب..

 

  1. ما هي الكتب التي ترون أنها تستقطب القراء ؟ وتخلق رواجا فكريا، وهل الكتاب الثقافي قادر على المنافسة؟

الكتب النظرية بالأساس، والكتب الدينية العقلانية التي لا يعتمد مؤلفوها على الخرافات وتأويلات الشيوخ القدامى، وعندنا في دار الوطن تجربة فريدة في هذا المجال والحمد لله، خاصة وأن العديد من الكتاب العرب من مختلف أقطار الوطن العربي باتوا يفضلون التعامل معنا بسبب التسهيلات التي نقدمها بالإضافة إلى حرصنا على الجودة في الإنتاج حتى لو خسرنا أحيانا..لأن الأهم عندنا هو عنوان: دار الوطن.

2

  1. دائمًا ما يشكو الناشرون من الركود والخسارة.. فما مواصفات الناشر الناجح؟

الناشر الناجح يجب أن يعطي قيمة لعمله بغض النظر عن الربح والخسارة..

  1. يلجأ الكثير من الكتاب لدور نشر لا تعتمد لجنة قراءة، في اختيار الأعمال مما يساهم في انتشار بعض الأعمال الرديئة،ألا ترى معي أن الناشر يتحمل مسئولية الرداءة ؟

هذا سؤال جيد، (شوف) كل دار نشر يجب أن تتوفر على لجنة للقراءة ومترجمين ومراجعين لغويين..هذا ضروري،ولكن في حالة إذا كانت الدار ستتبنى العمل المراد طبعه،لأنه لا يمكن لدور النشر أن تطبع على حسابها كل ما ينشر من كتب..وبالمناسبة العديد من الكتاب الجدد يعتقدون أن دار النشر مفروض عليها أن تطبع لأي كاتب..مهما كان كتابه..وهذا خطأ ..فدور النشر ليست مؤسسات خيرية ،هذا ضروري من قوله.

بالنسبة للأعمال التي ترى دار نشر معينة (حسب سياستها،ورؤيتها..) أنه بإمكانها أن تتبنى هذا العمل أو ذاك،فمن حقها أن تخضع الكتاب للتدقيق والمراجعة والتعديل إن اقتضت الضرورة دون أن يمس هذا التعديل بجوهر الأفكار المطروحة في الكتاب،،هنا لابد من لجنة قراءة تمحص العمل،ولابد من مراجعين لغويين إلخ..

أما حينما يأتي كاتب ليطبع على نفقته الخاصة فليس من حق الدار أن تتدخل في محتوى الكتاب ولا علاقة للجنة المراجعة بهذا..خاصة وأن العديد من الكتاب يرون أنه لا حاجة لمراجعة أعمالهم..هنا لا يمكن للناشر أن يفرض المراجعة اللغوية مثلا على الكاتب..لأن دور النشر لا تطبع كل شيء على حسابها..

أما الرداءة في المحتوى فيتحمل تبعته الكاتب وحده..دار النشر مسئولة عن الكتب التي تتبناها..لا غير.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.