عزالدين بوركة (لا منتمي):
1
صرنا اليوم نرى بكون الشعر العربي أضحى يتبنى ثلاثة أنماط شعرية للقصيدة، تتداخل فيما بينها لتكون –لنا- مآلات الشعر العربي المعاصر.
2
إن الزعم بفناء جنس وصعود آخر مكانه، لهو (عندنا) ضرب من التخريف والوهم، نابع من قلة الاطلاع على جديد الشعر وانغلاق الرؤية بفعل الانتماء لإيديولوجية تخندق التفكير وحس التذوق، وأيضا هو برهان عن ضعف التمكن من استيعاب جماليات المخالف. فشعراء النثر وهم يرون بموت قصيدة الوزن والتفعيلة، واهمون ويتوهمون، إذ استطاع لهذه القصيدة (الوزن والتفعيلة) أن تصير متابعة لجل التغيرات العالمية على مستوى البناء الشعري والصور والانكتاب. وإن اعتقد أصحاب قصيدة الوزن والتفعيلة أن لا جدوى من خروج الشعر من النثر، نسألهم ما الشعر وما النثر؟ هل يتحقق فقط الشعر داخل البحور وقفص العروض؟ فنكون بهذا نعود لما وقع للشعر في كبته داخل أقفاص الخليل، وسننتظر فتحا جديدا مع أبي العتاهية جديد! وفرزدق جديد !ومتصوفة جدد! ثم ننتظر مئات السنين لنفتح ذواتنا على العالم، بعدما يكون قد تجاوزنا بسنوات شعرية.
3
الشعر ليس معادلات لغوية –فقط- بل هو الكائن الذي يجاور اللغة داخل الكائن، إن الشعر نابع من طرقات المطرقة على الجدار والفأس على الأرض ونبضات القلب. الشعر ذاك الشعور الرهيف بهزات أوتار البروتون في الذرة، وهزات قلب الحبيب، الشعر رهافة طفل صغير يحبو، الشعر سقوط الثلج على قمة جبل أطلسي… الشعر ليس رنين اللغة فقط، أو فقدان هذا الرنين، إنه ذلك القول النابع من اللغة وخارجها في آن، أن تقول ولا تقول داخل البحور أو خارجها. أن تستحضر الذات واليومي والهش. الشعر هو الغاية وليس الوسيلة… الشعر غاية اللغة وأقصاها، وأعذبها. ليس مهما أن نكتب داخل العروض لنسمي ما نكتبه شعر.. فشطحات الصوفي، شعر خال من العروض.. وأ ليس الشعر عند ميلاده وُلد مُهَلْهَلاً غير موزون؟
الشعر أبلغ من أن نؤطره في قالب، يتمنى الوزن أو يعدمه.. الشعر هو غاية اللغة والعالم وهذا يكفي..!