الخزانة | جمانة جابر

جمانة جابر

 

هي خزانة عريضة قاتمةُ اللون

أكتسب خشبُها ملامح شيخٌ طيب

أبوابها بلكاد تُفتح، كأرداف عذراء خجولة ليلة عُرسها.

***

رائحتها تشبه النبيذ المعتق او عطرٍ يُغوي عجوز سئم من سقط المتاع

***

الخزانة تعاني من المغص..

بداخلها ثياب عَطِنة وخرق ممزقة لنساء وأطفال

منديل أمي المطرز بحرف أسمها أصابه “صفرة” الزمن

***

فستان عُرس/ عقد لؤلؤ/ خمار الجدات

رسم عليه عناق حائل اللون

***

هنا تجدون شهادات وخصلاً من شعورٍ بيضاء او شقراء

صور أبي ومجد الاشتراكية

اسنان طفولة لم ترمى للشمس بعد

ورقة طلاق..الحرب كان اسرع منها

***

رسائلي لابن الجيران الذي امتزج مع اريج غصن الزيتون

و ورود مجففه

هنا…هنا تجدون مقبرة جماعية لم تُكشف

انتحار جماعي لحيتان

***

يا خزانة زمن الخوالي

كم بداخلك من حكايات

وتودين لو تروي حكايتُكِ

تودين في كل مرةٍ أمسح عن وجهكِ دموع مغبرةَ

وأفتح ببطء ردفتاكِ الكبيرتان السوداء

أن تصرخين قائلة

(( ألي  فيني بكفيني))