الرئيسية | حوار | التشكيلي أحمد بن اسماعيل: نادرا ما يشتغل ناقد مع فنان داخل مرسمه ليلمس المواد و نوعيتها والصباغة والسند الذي يشتغل عليه

التشكيلي أحمد بن اسماعيل: نادرا ما يشتغل ناقد مع فنان داخل مرسمه ليلمس المواد و نوعيتها والصباغة والسند الذي يشتغل عليه

حاوره عبد الواحد مفتاح


يعتبر أحمد ابن اسماعيل من الفنانين التشكيليين المغاربة الذين يجاوزون في أعمالهم بين التصوير الفتوغرافي والتصوير الصباغي، وتعتبر تجربته من التجارب الفنية المختمرة والعميقة، لما يصقلها به من اشتغال ركيز على العلامات الإشارية والمواضيع الفكرية، في تناص بين الفني والفلسفي، وهو إلى ذلك راكم دراسات لنقاد فن وازنين حول مشروعه الجمالي. في هذا الحوار ننخرط معه في جملة من المواضيع، التي تشغل المتتبعين لمشروعه، ورؤاه حول واقع الساحة الثقافية والنقدية.

 

  • كفاتحة لهذا الحوار خبرنا قليلا عن بداياتك مع الفن التشكيلي؟

شيئا ما بدأت متأخرا رغم ولعي بالتصوير الفوتوغرافي منذ الطفولة وقد كنت أمتلك أحيانا آلات تصوير بسيطة. حتى سنة 1982سأنتقل من مراكش إلى مدينة الدار البيضاء كأستاذ للغة العربية بثانوية الإمام مالك وهنا التقيت بزميل في العمل كنت أعرفه من خلال مسرحياته التي كانت تقدم في إطار مسرح الهواة وهو الروائي المبدع يوسف فاضل. فكنا شبه يوميا ننظم أمسيات  ببيته في بلفيدير الذي يتوفر على مرسم يشتغل فيه يوسف على بعض اللوحات .فهو تشكيلي رفيع أخذته الكتابة . في هذا المرسم تعلمت الخطوات الأولى في التشكيل.

الفنان التشكيلي المغربي أحمد بن سماعيل

  • يقول حسن نجمي عن منجزك، «يرسم – أحمد بنسماعيل-العالم من حوله، كأنه يهرب من منطق الكبار إلى تلقائية الطفولة الموزعة بين الأشكال والألوان والعلامات الطازجة» إلى أي حد تتداخل طفولة الفنان وتمتد داخل مساره، الذي يؤطره في مشروع جمالي عالم، من المفروض إستناده إلى الخلفية المعرفية والتقنية أولا؟

أتكيء دائما على ذاكرتي الطفولية  بحي سيدي بن سليمان الجزولي أحد الأحياء العتيقة بمراكش بني في عهد المرينين حي مليء بالأضرحة والأولياء والمقابر و ليالي الذكر و الدجل و السحر والجن وقراءة كتاب دلائل الخيرات يوميا داخل ضريح سيدي بن سليمان الجزولي أحد الرجال السبعة بمراكش. هذه القباب والأضرحة والصوامع والقبور متواجدة في لوحاتي بشكل أو باخر أو أحيانا تكاد لا تظهر لأجد نفسي أرسم باللغة الدارجة وليس الفصحى.

ولابد للفنان من مهارات تقنية ومعرفية يستند عليها أثناء العمل حتى يعرف متى يبدأ ومتى ينتهي  أما التقنيات فتكتسب مع الأيام و الإستمرار والإشتغال الدؤوب.

الفنان التشكيلي المغربي أحمد بن سماعيل

  • نجد الضوء والرمز حاضرا بقوة في أعمالك، وهو بالإضافة لكونه منجز تشكيلي، يتطلب مهارة أسلوبية وتمكن من الأدوات والتقنيات، دعوة فلسفية، لماذا الرمز كتيمة رئيسية في أعمالك؟

بمناسبة ذكر الضوء والظل فقد اشتغلت على هذا الموضوع فوتوغرافيا في أحد معارضي بداية التسعينات. أسميته اثار الليل. أسفر عن كتاب مشترك مع الأديب المغربي الراحل إدمون عمران المالح. تحت عنوان ضوء الظل.

أما الرموز والكتابات والأرقام في لوحاتي غير ذات معنى و لن أدعي أني أقصد بها  شيئا ما. و لا أريد منها أن ترمز لشيء و إنما أنثرها هكذا عشوائيا. و بالطبع مع الحفاظ على الانسجام و التناسق.

  • كيف ترى لواقع الساحة التشكيلية المغربية اليوم؟

هناك تجاريب شبابية رائعة من تطوان وأصيلة وإلى غاية تزنيت. حركة غنية متنوعة فيها بحث ومثابرة. دون أن نغفل جيل الرواد.

لوحة بن سماعيل

  • ماذا عن سؤال النقد هل تجده يقدم مواكبة صحية؟

لا أرى أن النقد يواكب كل التجارب والمعارض و الانجازات. ولا نعرف إلا نادرا ما يشتغل ناقد مع فنان داخل مرسمه ليلمس المواد و نوعيتها والصباغة والسند الذي يشتغل عليه. ويعيش مع الفنان مراحل تكوين هذه اللوحة و نجاحه و إحباطه.

  • أنت من الداعين إلى التخلص من فكرة أن الفن والثقافة ترف زائد، بل الفراغ الحاصل في تأطير الأطفال والشباب بالفن وبالثقافة، وهو سبب هذه الآفات الاجتماعية، هل مازال الفن قادر على تحقيق الوعد الذي انفجر منه في زمن العولمة والميديا؟

 الفن يجب أن يكون حاضرا في حياتنا اليومية فكيف سيكون لهذه الحياة معنى بدون موسيقى و غناء ورقص و رسم  ومسرح وسينما.  ومن اللازم أن يتم تلقين أطفالنا هذه الفنون ليحبوا الحياة و يقبلون عليها.

إلا أن ما رأيناه في هذه السنوات الأخيرة من حذف لتدريس الموسيقى و الرسم  من المدارس الأعدادية ما يجعلنا نخاف  على أولادنا ونفوسنا من  الظلام و الجهل والبشاعة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.