أعطني وقتاً | عايدة جاويش
عايدة جاويش (سوريا):
أعطني بعضَ الوقتِ من الوقتِ
لأفهمَ ما حدثَ مع الوقتِ
لأفهمَ كيفَ ينتهكُ الوقتُ نفسه
كيف ينتهكني
كيف ينتهكُ الحبَ فيك وفيّ
أعطني طوقاً للنجاةِ
بشبرٍ من الدموعِ
غدوتُ أغرق
أعطني وقتاً
لأدركَ أنَّ الوقتَ
رجلٌ يتسلى بتجاهلي
يذهبُ مسرعاً دونَ أن يعترفَ
بأنهُ عاشقٌ ينامُ كلَ ليلةٍ دون غطاء
وقتاً
أستوعبُ فيهِ
كم أنا وحيدة
ليسَ أنا فقط
نحنُ وحيدون
وإنْ كنّا على بعدِ بضعةِ
سنتمترات من الحياة
لا حركة
أعطني بعضاً من الوقتِ
لأفهمَ كيفَ بفعلِ الزمن
لا تصدأ أشجاراً
تصدأ قلوب
أريدُ وقتاً لأصبحَ شجرة
لنْ أحبكَ إلى الأبد
سأحبكَ ليومٍ واحدٍ فقط
لا أحبُ الأشياءَ الخالدةَ
أحبُ الفناء
شاطرني الفناء
بفعلٍ من البقاء
لأشاطركَ الحياة
بفعلِ الزوال
أحبُ فعلَ السنينَ في وجهي
أحبُ اختصارَ الزمن
في خطوطي الجديدة
هكذا أتحايلَ على الوقتِ بالحب
مرغمةً إياهُ على الصبرِ
أعطني بعضاً من الوقتِ
لأنهي قصيدةً تائهةً
في رأسي
أعطني وقتاً
لأثبتَ لكَ أنَّ الحياة خدعة
خدعة جميلة
تصيبنا بلوثة أشيائها
تتركنا هكذا كما نحن
على قارعة الطريق
نشرب نخب الخدع العظيمة
الآن أركضُ ويركضُ الوقت ورائي
يلهثُ يتهاوى كلاعبٍ
أبتلعَ لسانهُ ولم ينجو
مع ذلك سيارات الإسعاف
لم تهرعْ حينَ طعنني
سيفُ الوقتِ بالتأخير عن الحياة
غريبٌ كيفَ يمضي الوقت
وأنا أحدقُ بعيداً
أطرفُ بعيني
ليسَ لهذا نهاية
ومع ذلك
أجد أن الوقت المخصص لي
قد شارف على الانتهاء
أعطني وقتاً عايدة جاويش 2016-07-05