د. غادة البشتي* – ليبيا
أَظُنُّ…
أَنَّ مَا أَسْمَيْنَاهُ حُبًّا اِنْتهى..
عِندمَا يَحتَطِبُ الصَّمْتُ
على طُولِ الشَّاطِئِ
أصدَافَ الرِّمَالِ الخَالِيَةِ مِنَ الرِّيحِ،
وتَفْتُرُ خُطُواتُ الشَّوْقِ ..
كَقَلَمٍ رديءٍ يلفظُ أنفاسَه الأخيرَةَ
لم يستطعْ أن يكْتُبَني
وَلا أن يكتبَك..!!
نرْتَطِمُ بلحظَةٍ تَشْعُرُ بِضِيقِ التَّنَفُّسِ
كَإِيقاَع كَلاسِيكِيٍّ مُتَعَكِّرِ الْمَزَاجِ،
مُخَلِّفَةً وَرَاءَهَا فَقَاقِيعَ بِلَوْنِ التراجيديا..َ
سَنَضُعُ كُرْسِيًّا مُقَابِلَ حَقِيبَتَيْنَا..
نَتَأَمَّلُ جِدَارَ مَوْقِدِنَا البَارِدِ
الَّذِي اِسْتَهْلَكَ جَمِيعَ خَشَبِ كُوخِنَا..
وَكِنْزَتَكَ البَيْضَاءَ ..
وَنَضَعُ نُقْطَةً في آخِرِ السَّطْرِ
بِحَجْمِ كَلْبٍ كَبِيرٍ…!!؟
قليلٌ منَ مَطَرٍ ..!!
أُحَادِثُكَ بَكُلِّ لُغَتِي
وَتَرُدُّ بكلمَةٍ وَاحِدَةٍ من مَقْطَعٍ وَاحِدٍ..
أَتَجَاهَلُ عُمْرَ الأَبَدِ
وَأَجْثُو أُلَمْلِمُ خُطُوَاتِ اللِّقَاءِ
أَتَخَيَّلُ شَخْصَيْنِ قَرِيبَيْنِ جِدًّا
يَتَشَارَكَانِ وَجْبَتَي الصَّبَاحِ
يُضَيِّقَا عَيْنَي فِكْرَةٍ مُلِحَّةٍ..
بِإِنْجَابِ طِفْلَةٍ بِعَيْنَيْنِ وَرْدِيَّتَيْنِ..
فِي الغَابَةِ الخَلْفِيَّةِ..
بِنُوتَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ وَاحِدَةٍ..
لا مَجَالَ لِلْخَطَإِ فِيهَا
أَتَخَيَّلُ شَخْصَيْنِ..
يَمْنَحَانِ التَّذَكُّرَ
مَلْعَبَ جولف.. وَيَوْمًا بِلَوْنِ السَّمَاءِ
وَكُرْسِيِّيْنِ دَافِئَيْنِ بِدَارِ الأُبْرَا
وَقَلِيلًا مِنْ مَطَرٍ بِطَرِيقِ الوُصُولِ..
شَخْصَيْنِ..
فَارِعَي النِّسْيَانِ يَعْتَمِرَانِ قُبُّعَاتٍ بِمَتَاعِبَ كَثِيرَةٍ..
يَسْتَرْخِيَانِ عَلَى لَيْلٍ لا يُبَالِي بِتَوَافُقِ الأَبْرَاجِ..
يَرْتَدِي سَاعَةَ ” Roamer” بِأَوْقَاتٍ شَهِيَّةٍ..
تَسْتَبْدِلُ أَيَّامَ الأُسْبُوعِ كُلِّهَا..
بِحَدَثٍ صَغِيرٍ مِنْ شَفَتَيْهِمَا..
شَخْصَانِ..
لَيْسَا أَنَا وَأَنْتَ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ..
مَا رَأْيُكَ..؟
مَا رَأْيُكَ أَنْ..
يَأْخُذَ حُبُّنَا نَفَسًا عَمِيقًا
وَيُسْنِدَ رَأْسَهُ عَلَى أَوْقَاتٍ خَلَتْ مِنَ التَّعْبِيرِ..
يُكَرِّرَ مَضْغَ الحُلُولِ..
وَتَكُونَ أَحَادِيثُنَا كُلُّهَا مُجَرَّدَ احْتِمَالٍ
وَأَنْ أَنْسَى وَعْدَكَ لِي ..
بِكُرْسِيٍّ دَوَّارٍ لا يَمَلُّ” فرانز شوبرت”
وَبِسَرِيرٍ لا لَوْنَ لَهُ وَلا اسْتِقَامَةً ..
وَوَعْدَكَ بَأَنْ..
تَرْسُمَ بِشَفَتَيْكَ نُجُومًا زَرْقَاءَ بِقَدَرِي
وَتُعِيدَ تَشْكِيلَ خُطُوطِ كَفِّي
وَتُرْجِعَ لِمَفَاتِيحِي أَبْوَابَهَا
وَعَدْتَنِي
بِغَابَةٍ وَاسِعَةِ السَّاقَيْنِ ..
تَسِيلُ فِيهَا شَلَّالاً بِلَوْنِ عَيْنَيَّ
وَعَدْتَنِي..
أَنْ تُعِيرَنِي هَرْوَلَةً صَغِيرَةً لِظُهُورِكَ المُفَاجِئِ
وَشَالَ حَرِيرٍ أَسْوَدَ يَنْدَسُّ بِبَيَاضِ نَهْدِي
وَمِرْآةً بِعُنُقٍ طَوِيلٍ..
تَتَدَلَّى عَلَيْهِ أَحْلامٌ بِلا حُرَّاسٍ..
وَعَدْتَنِي
أَنْ نَسْكُنَ بِقَرَارَةِ “هَوَا فْطَيح”
مُوئِلِنَا الأَوَّلِ
هُنَاكَ لا جَدْوَى مِنْ سُوءِ الْبَشَرِ..
أُعِدُّ لَكَ إِفْطَارَ كُلِّ النَّهَارَاتِ
مِنْ خِزَانَةِ مَلابِسِي الدَّاخِلِيَّةِ..
نَمْرَحُ كَطِفْلَيْنِ ..
تَغَيَّبَا عَنْ يَوْمٍ دِرَاسِيٍّ مُمِلٍّ..
نُشْعِلُ سَجَائِرَ اللَّيْلِ بِفَمِ الحَكَايَا
لَيْلَةَ..
يَكُونُ ذِهْنُ القَدَرِ فَارِغًا مِنَّا تَمَامًا
كَكَأْسٍ أَلْقَتْهَا يَدٌ ثَمِلَةٌ..
مَا رَأْيُكَ أَنْ أَنْسَى هَذَا كُلَّهُ ..
وَأَجْلُسَ قُبَالَةَ بَحْرٍ لا يَعْرِفُنِي
كَجَزِيرَةٍ صَغِيرَةٍ..
أُلَطِّخُ مَلابِسِي بِرِيقِهِ الأَخْضَرِ
وَأَجْمَعُ وُعُودَكَ الكَثِيرَةَ ..
مِنْ بَابِهِ الخَلْفِيِّ ..!
الدكتورة غادة البشتي، عضو هيئة التدريس بجامعة الزاوية – ليبيا