الرئيسية | بورتريه | يوليوس قيصر وزوال الجمهورية الرومانية | محمود محمد

يوليوس قيصر وزوال الجمهورية الرومانية | محمود محمد

محمود محمد

 

يعتبر يوليوس قيصر أحد أشهر الشخصيات الرومانية، قائد عسكري وسياسي بارع، نتيجة إنجازاته العظيمة وتأثيره الكبير فإن بعض اللغات اليوم تحوي كلمات مشتقة من اسمه بمعنى “القائد”، مثل ”Kaiser” بالألمانية و ”Czar” بالروسية، حتى أن الشهر الذي ولد فيه سمي باسمه تكريماً له July-Julius.

ولد يوليوس قيصر في 13 تموز سنة 100 قبل الميلاد  في عائلة عريقة من الأشراف الرومان، عايش في مرحلة مراهقته عهد الحرمان من حماية القانون الذي فرضه ماريوس صهر أبيه، كما عايش عهد ديكتاتورية سولا وأوائل عهد بومبي قائد روماني،لم يكن يوليوس قيصر مجرد طفل عادي، بل تجلت منذ بواكير عمره ملامح ومعالم وقدرات فذة أثارت الدهشة وأستحوذ على الإعجاب، لقد اتصف الطفل يوليوس بالذكاء والكرم والجود والعطاء والنبل والشجاعة والوضوح والصراحة وتناول الأمور والقضايا بصور لا تخلو من الجدية اللافتة للانتباه.

درس قيصر في اليونان العديد من العلوم، إذ كانت اليونان مركز العلوم في ذلك الحين وكان أبناء أثرياء روما يرسلون إاليها للتعلم ثم التدرج في العمل السياسي أو ما شابه، انضم قيصر إلى المعترك السياسي منذ بداياته ثم انضم إلى صفوف الجيش الروماني كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية إلى أن قاد جيشه الخاص المعروف كأكثر جيوش روما انضباطاً على الإطلاق، تزوج يوليوس قيصر زوجته الأولى كورنيليا سنة 84 قبل الميلاد، وبعد عدة سنوات فرض القائد لوسيوس كورنيليوس سولا سيطرته على الجمهورية الرومانية و أصبح ديكتاتوراً عليها، وأمر بإعدام جميع خصومه ومن بينهم أبو كورنيليا زوجة القيصر و أمر يوليوس قيصر بتطليق زوجته و تركها، رفض القيصر الأوامر و اضطر للهرب من روما، خلال فترة هروبه أصيب بالملاريا، وقبض عليه أحد رجال سولا وأجبر القيصر على دفع كل أمواله كرشوة ليبقى حياً.

خلال السنوات التسع التي تلت انشغل قيصر بقيادة حملاته في بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما إلى كل من بلاد فرنسا وسوريا ومصر وغيرها، حيث كانت معظم حملاته ناجحة إلى حد مثير حيث عين حاكما لإسبانيا البعيدة ليتم انتخابه قنصلاَ، ونصب بعد ذلك حاكماَ على بلاد الغال، وكانت تلك مهمة شغلته لتسعة سنوات كان خلالها تاركاَ لبومبي وكراسوس أمر حماية مصالحه في روما، إلا أنه كانت هناك خلافات كثيرة بينهم عند هذا الوقت جعلتهم يعقدون لقاءَ فيما بينهم في لوكا عام 56 ق.م. في محاولة لحل تلك الخلافات عين بومبي قنصلاَ وحيداَ عام 52 ق.م. بعد موت كراسوس الأمر الذي نتج عنه حرباَ أهلية وهزيمة لجيش بومبي في إسبانيا عام 45 ق.م ثم عاد قيصر بعد ذلك إلى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري المطلق.

حاول تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة وجعلها تتبنى مواقف تتم عن صدق وأمانة وأعلن في عام 44 ق.م. عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكماَ دائما على روما، ولكن تبدأ خيوط المؤامرة تتجمع بزيادة العداء لقيصر من جانب رجال الرومان, حيث صار القائد عجوزا متغطرسا, طموحا يبتغي أن يكون امبراطورا, فيجتمع كل المتآمرين في الساعة الثالثة صباحا في بيت بروتوس، الذي قدم له قيصر في حياته العديد من المناصب والألقاب وعينه حاكم لغاليا ومع ذلك صوب نحوه الخنجر فقال له يوليوس قيصر حتى أنت يا بروتوس ذكرها شكسبير في مسرحيته باللاتيني ET tu, Brute فأجابه إني أحبك لكن أحب روما أكثر فليمت قيصر، أيضا مما جعل اغتيال قيصر قصة درامية تاريخية ذكرها العديد من الكتاب وأبرزهم شكسبير الذي وصفها بأقبح عملية اغتيال بالتاريخ.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.