الرئيسية | بالواضح | محزم بالشكوة ونقول الذبان منين جاني !!! | د. ناصر السوسي – المغرب

محزم بالشكوة ونقول الذبان منين جاني !!! | د. ناصر السوسي – المغرب

ناصر السوسي – الموجة الثقافية

حينما كانت بالمغرب كلية للآداب بالرباط وكلية للآداب بفاس كان الاهتمام بالفكر الفلسفي قويا إلى حد كبير ..

أتذكر بحرم كلية آداب الرباط العتيدة و وسط الأحياء الجامعية في منتصف عقد السبعينات من القرن الفارط مبيعات مجلة ” أقلام” الرائدة التي كان من أبرز كتابها الأساتذة و المفكرون محمد عابد الجابري و عبد السلام بنعبد العالي ومحمد سبيلا و عبد الرزاق الدواي و سالم يفوت و محمد وقيدي و الأديب و الفنان محمد إبراهيم بوعلو ومحمد زنيبر ..و “الثقافة الجديدة”و “الزمان المغربي ” ….و تجربة الملاحق الثقافية ل” المحرر “و “العلم” و البيان ثم “انوال ” في بداياتها الأولى تنفذ مبيعاتها خلال سويعات معدودة …

أتذكر أيضا ” دراسات عربية ” المجلة اللبنانية/ البيروتية التي كان يديرها صاحب ” دار الطليعة ” المرحوم الدكتور بشير جميل الداعوق و الأستاذين جوزيف صفير و جورج طرابيشي …كما أذكر مجلتي “HÉRODOTE “و ÉSPRIT ” فمجلة “LES TEMPS MODERNES “التي كان يشرف عليها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ..

في تلك الآونة شكلت الفلسفة و السوسيولوجيا و الدراسات التاريخية و العلوم السياسية مدار اهتمام الشباب المغربي بتينك الكليتين ..و لعل رعيلي يذكر بصفاء ذهن الدور الهام الذي لعبه كتاب ” LES DAMNÉS DE LA TERRE ” للمفكر و الطبيب النفساني FRANTZ FANON و دراسات محمد عرقون MOHAMMED ARKOUNE و ” مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط”و ” من التراث إلى الثورة ” للمفكر السوري د. طيب تيزيني و أعمال د. حسين مروه ” النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ” و انتاجات ما سيعرف ب ” اليسار الإسلامي ” كحسن حنفي ك ” التراث و التجديد ” … وتحليلات غرامشي العرب مهدي عامل للبورجوازية العربية ومساهماته الرصينة بصدد الحرب الأهلية المندلعة فترتئذ بأرضنا العربية لبنان و تطورات القضية الفلسطينية عقب أحداث ” ايلول الأسود ” … فضلا عن كتب “بوعلي ياسين” في اشاعة الفكر الفلسفي العقلاني وسط القطاع التلاميذي و الطلابي دون ان ننسى الدور الريادي التثقيفي الذي لعبته دار النشر الفرنسية François Maspéro في ترسيخ المزيد من الفكر المنظم داخل الشريحة المثقفة لإذكاء الوعي و لطرح الأسئلة المطلوبة ….لكن مع تشييد و بناء جامعات جديدة في ربوع الوطن و فتح شعبة الفلسفة بالكثير منها تراجع لدى الناشئة الاهتمام بقراءة الأعمال الفلسفية و الأدبية الكبرى مثلما تراجع النقاش الفكري الجاد و انكفأ حب المسرح الجاد و تراخى الانكباب على الفن الموسيقي الأكاديمي و عشق عالم التشكيل و السينما … الذي تربى عليه جيل بكامله و من خلاله بنى شخصيتة على أسس قوية و متينة……

فهل طفقنا اليوم ” محزمين بالشكوة و نقول منين ياربي هاذ الذبان جانا ؟؟؟؟ !!!!!!”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.