الرئيسية | ترجمة | فن التواري | نعومي شهاب ناي / Naomi Shihab Nye | ترجمة: أمال نوّار

فن التواري | نعومي شهاب ناي / Naomi Shihab Nye | ترجمة: أمال نوّار

نعومي شهاب ناي / Naomi Shihab Nye

ترجمة: أمال نوّار

 

عندما يستوضحون، ألا أعرفكَ؟

قلْ لا.

عندما يدعونكَ إلى الحفلة

تذكّر ما تكون عليه الحفلات قبل الإجابة.

أحدهم يخبرك بصوت صارخ أنه ذات مرة كتبَ قصيدة.

قِطَع نقانق منقوعة بالدهن على طبق ورقي،

آنئذٍ أجبْ.

إذا أردفوا، لا بدّ أن نلتقي،

قلْ لماذا؟

ليس أنّكَ لم تعد تحبهم بعد الآن،

إنما أنتَ تحاول تذكّر شيء بالغ الأهمية كيما يُنسى.

الأشجار، جرس الدير عند الغروب.

أخبرهم أنك في غمار مشروع جديد لن ينتهي إنجازه أبداً.

عندما يتبيّنكَ أحدهم في محل للبقالة،

أومىء برأسكَ خاطفاً، واغدُ رأس ملفوفة.

عندما شخصٌ ما، لم تره منذ عشرة أعوام يظهر لدن الباب،

لا تشرع بإنشاده كل أغانيكَ الجديدة،

لن يسعكَ إدراك ما فات قط.

اخطرْ في مشيتكَ وشعوركَ أنكَ ورقة نبات.

أعرفْ أنكَ قد تنهار في كل لحظة.

بعدها، قرّرْ ما ستفعله بوقتك.

 

نعومي شهاب ناي
Naomi Shihab Nye
(1952-….)

في المشهد الشعري الأميركي المعاصر، تبدو أعمال “نعومي شهاب ناي” من بين الأعمال الأكثر حميمية وألفة وخصوصية، نظراً لنهلها من قاموس الحياة العادية، وإستشفافها البعد الشعري في أكثر مفرداته عرضية وثانوية. “هي دائماً تستخرج الذهب من الشيء العادي” كتب فيها أحد النقاد. البساطة والعمق هما ما يمنحان شعرها دفئاً رحمياً آمناً، وبعداً ميتافيزيقياً تكاد لا تخلو منه مفردة حياة واحدة في قصائدها مهما بدت سطحية. لأشعارها روح مائية، تتعدى ملكاتها الشفافيّة والصفاء والترشّح والجريان، إلى القدرة على التسرّب، غفلةً، الى أعمق المشاعر. تأثرّت بأشعار وكتابات كل من و.س. مروين، وليام ستافورد، كارل ساندبيرغ، وجاك كيرواك، وهي على غرار ستافورد، استطاعت اكتشاف وإضاءة الباطن المُدهش لظاهر الأشياء العادية لتحيلها إلى معجزات صغيرة، ولتمرّر عبرها رؤاها وأفكارها، بحكمة وبساطة، وبعيداً عن المنحى الوعظي المباشر. ولدت نعومي شهاب ناي عام 1952 لأب فلسطيني وأم أميركية. ترعرت ما بين مدينة سانت لويس من ولاية ميزوري والقدس القديمة، لتستقر لاحقاً في ولاية تكساس.

شعرها يعكس هذا الإرث المتنوع الذي منحها سمة الإنفتاح على تجارب الآخرين وشعوراً بالإستمرارية رغم كل الحدود. لها ما يفوق العشرين مؤلفاً ما بين الشعر والنثر والمقالة والرواية وأدب الأطفال والأنطولوجيا الشعرية وغيرها. من أعمالها الشعرية: “أنت ولك” 2005، “19 صنفاً من الغزلان: قصائد الشرق الأوسط” 2002، “وقود” 1998، “كلمات طي الكلمات” 1995، “حقيبة حمراء” 1994، “قفاز أصفر” 1986. حازت العديد من الجوائز الشعرية والتكريمات، وهي من دعاة السلام، وناشطة فاعلة في مجال العمل الإنساني الخيري والإصلاح الإجتماعي. حالياً تقيم مع عائلتها في مدينة سان أنطونيو من ولاية تكساس وتقوم بالتدريس في جامعة تكساس، أوسطن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.