الرئيسية | ترجمة | أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ | آنْ سِيكِسْتُونْ – مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة / مَاسَة مُحَمَّد الرِّيشَة – فلسطين

أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ | آنْ سِيكِسْتُونْ – مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة / مَاسَة مُحَمَّد الرِّيشَة – فلسطين

قصيدة بقلم آنْ سِيكِسْتُونْ
ترجمة: مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة / مَاسَة مُحَمَّد الرِّيشَة

 

بِمَا أَنَّكَ تَسَأَلُ، فَأَنَا لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَذَكَّرَ فِي مُعْظَمِ الأَيَّامِ.
أَسِيرُ بِمَلاَبِسِي، غَيْرِ المُمَيَّزَةِ بِعَلاَمَةٍ مِنْ تِلْكَ الرِّحْلَةِ.
حِينَهَا يَعُودُ الشَّبَقُ غَيْرُ المُسَمَّى تَقْرِيبًا.

حَتَّى وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيَّ شَيْءٌ ضِدَّ الحَيَاةِ حَتَّى ذلِكَ الحِينِ.
أَعْرِفُ جَيِّدًا شَفَرَاتِ العُشْبِ الَّتِي تَذْكُرُهَا،
وَالأَثَاثَ الَّذِي وَضَعْتَهُ تَحْتَ الشَّمْسِ.

لكِنَّ لِلْمُنْتَحِرِينَ لُغَةً خَاصَّةً.
مِثْلَ نَجَّارِينَ يُرِيدُونَ مَعْرِفَةَ أَيِّ الأَدَوَاتِ.
إِنَّهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ مُطْلَقًا لِمَاذَا يَبْنُونَ.

صَرَّحْتُ مَرَّتَيْنِ عَنْ نَفْسِي بِبَسَاطَةٍ جِدًّا،
وَامْتَلَكْتُ العَدُوَّ، وَأَكَلْتُهُ،
وَأَخَذْتُ سِحْرَهُ مِنْ عَلَى مَرْكَبِهِ.

بِهذِهِ الطَّرِيقَةِ الثَّقِيلَةِ وَالمَدْرُوسَةِ،
وَالأَشَدِّ سُخُونَةً مِنَ الزَّيْتِ أَوِ المَاءِ،
اسْتَرَحْتُ، وَسَالَ لُعَابِي عَلَى فَوَّهَةِ الفَمِ.

لَمْ أُفكِّرْ فِي جَسَدِي عِنْدَ وَخْزَةِ الإِبْرَةِ.
حَتَّى القَرْنِيِّةِ وَبَقَايَا البَوْلِ ذَهَبَتْ.
المُنْتَحِرُونَ خَانُوا الجَسَدَ فِعْلاً.

المُجْهَضُونَ لاَ يَمُوتُونَ عَادَةً،
لكِنَّهُمْ مُبْهِرُونَ، وَلاَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَنْسَوْا عَقَارًا لَذِيذًا جِدًّا
حَتَّى الأَطْفَالَ أَرَادُوا النَّظرَ إِلِيْهِم وَالابْتِسَامَ.

لِحَشْرِ كُلِّ تِلْكَ الحَيَاةِ تَحْتَ لِسَانِكَ!-
تِلْكَ، كُلُّهَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهَا، تُصْبِحُ عَاطِفَةً.
تَقُولُ أَنْتَ: مَوْتُ عِظَامٍ حَزِينَةٍ؛ مَكْدُومَةٍ،

مَعَ ذلِكَ لَمْ تَزَلْ تَنْتَظِرُنِي، سَنَةً تِلْوَ سَنَةٍ،
مِنْ أَجْلِ دِقَّةِ إِبْطَالِ الجُرْحِ القَدِيمِ،
وَلِأُخْلِيَ تَنَفُّسِي مِنْ سِجْنِهِ السَّيِّئِ.

هُنَاكَ تَوَازُنٌ، وَالمُنْتَحِرُونَ يَلْتَقُونَ أَحْيَانًا،
يَحْتَدُّونَ عِنْدَ الفَاكِهَةِ، وَالقَمَرِ المَنْفُوخِ،
وَيَتْرُكُونَ الخُبْزَ الَّذِي أَخْطَأُوا بِهِ مِنْ أَجْلِ قُبْلَةٍ،

وَيَتْرُكُونَ الصَّفْحةَ مِنَ الكِتَابِ مَفْتُوحَةً بِإِهْمَالٍ،
وَشَيْئًا غَيْرَ مَحْكِيٍّ، وَالهَاتِفَ بَعِيدًا عَنِ الكُلاَّبَةِ،
وَمَهْما كَانَ الحُبُّ، فَإِنَّهُ عَدْوَى.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.