سرديات

  ” سكَنتُ وجه امرأهْ تَسكنُ في موجةٍ يقذفها المدُّ إلى شاطئٍ ضيَّع في أصدافه مرفأه. سكنتُ وجه امرأَهْ تُميتني، تُحبُّ أن تكونْ في دميَ المُبحر حتى آخر الجنونْ مَنارةٌ مطفأه.“  أدونيس   كان الوقت مساءا، أستأذن الدروب الزرقاء بتأفف، ضجيج السياح يعلو شيئا فشيئا. الجبلين المعلقين حزينين ولا مطر ...

حنان الدرقاوي كانوا يضربون رقابهم  ورؤوسهم بسكاكين كبيرة، أرى أطرافا من الرقبة ومن الرأس تتدلى. كانت موسيقى غريبة تقرع وهم يصرخون الله أكبر ويأكلون البرتقال الممزوج بالدم. كنا أطفالا وكانت أمهاتنا تحملننا إلى طقس التطهير ذاك. فيما بعد رأيت آخرين في التلفاز يجلدون أنفسهم بسلاسل حديدية ويصيحون يا حسين يا ...

ميمون حرش تملى وحيد وجهَه في المرآة وصرخ: “أنا وحيد وسعيد بذلك. فما شأن الناس بي!؟”. لم يكن وحيداً فقط بل ذميم أيضاً، يعرف هذا ويؤرقه، وهو المدمن على مشاهدة الأفلام وقراءة الروايات الطويلة، ولولا هذه أو تلك لكان نسياً منسياً، كانت بجد عونَ وحيد الوحيد. متوحد مع ذاته، يبني ...

شيرزود آرتيكوف – أوزبكستان ترجمة : نزار سرطاوي عن الكاتب شيرزود آرتكوف كاتب قصص ومقالات ومترجم من أوزبكستان وأحد الفائزين بجائزة “إقليمي اللؤلؤي” للأعمال النثرية. ولد في مدينة مارغيلان عام 1985. تخرج من معهد فرغانة للبوليتكنيك عام 2002. صدر له كتاب بعنوان  “سيمفونية الخريف” في عام 2020. ينشر أعماله في ...

هشام فنكاشي يحكي لي أبي عن “الهيشة” التي تأكل الأطفال الصغار، وعن الغول الذي يقطن الجبال…كانت شخصيات حكاياته ترافقني في منامي فتصبح بطلات كوابيسي  تصارعني ولا تتركني حتى أتبول في فراشي… تقول لي أمي “انقض عليك حمار الليل”. فأصبحت أكره وأخاف من الحمير ومن جبروتها وتسلطها علي كل ليلة. عندما ...

علي السباعي   أعمل مصلّحاً للأجهزة الكهربائية الدقيقة في مدينة أور، تعلمت من زوربا حب الحياة، وكنت كجيفارا متمرداً، كنت معوزاً للفرح،  لابتسامات الناس، للربيع يلامس قلبي، للبياض، لرؤية الألوان الفاتنة تطرز حياة الناس، لأجواء السعادة تشرق على الناس مثلما أشرقت شمس تموز صباح اليوم الجمعة، أشرقت فوق هامات النخيل ...

حمودي عبد المحسن     فصل من رواية الراية البيضاء (الدرفش) في قيد االكتابة قبل ألف عام وعام كانت هناك حكاية حب عظيم تنحدر من بلاد ما بين النهرين، إذ من قرية منداي التي تقع في البطائح قرب هور الحمار الذي يستمد مياهه من النهرين العظيمين دجلة والفرات تبدأ الحكاية ...

صفوت فوزي – مصر   صامتين كنَّا؛ إذ لَم يَكنْ أبي قَد تكلَّم بَعد. فَتَحَ فاه قائلًا: “اكتُب كلَّ ما ترى”. ولم أكن أرَى شيئًا. فلما انداحت العتمةُ، أبصرتُ كلَّ شيءٍ، واختفى هو. هذا المكان أعرفُه جيدًا. صالة مستطيلة ضيِّقة تتوسط غرفتين. في الغرفة المطلة على الشارع– نافذتها مغلقة الآن– ...

حسن شوتام روى لي صديق مَوْقفا اختبره، فيه من الطرافة والبلاغة ما يُغري بالنّقل والمشاركة. أثلجت سماء المغرب قبل الأوان، فأغلِقت جميع المسالك الطرقية. ولسوء حظ صديقي، اضطرّت الحافلة التي استقلّها إلى التوقّف – قبل بلوغ باحة استراحة أو ملجأ طوارئ – على أوّل هامش مُتاح. دبّ القلق بين المسافرين ...

 محمد خلفوف     عندما دخلت الحانة، استقبلتني عيناه الضيقتان. تهاويت على الكرسي بجانبه،زفرت زفرة طويلة، قال : ما بك؟ رأسي يغلي جاء النادل فطلبت بيرة، وطلب زفزاف بيرة أخرى، “أريدها باردة ” قال ،أضفت :”و أنا كذلك “ في الحقيقة لم أكن أن زفزاف طيب هكذا، عندما قرأت له ...