الرئيسية | شعر | هيــــاكل| مازن المعموري

هيــــاكل| مازن المعموري

مازن المعموري:

 

ما يتوقد من الظلمة على أكياس النفايات، وهجوع آلاف الطيور على عفن الأسمال وبقايا ما ترميه المستشفيات من قذرات الأمراض وتجاويف الدم المتحلل بين الخرق، أورام تحترق من التراكم القديم

تتسلل النار من فتحات التراب وطمْر الشحوب الطويل لمرمى الأفق

يتسلل أطفال المزابل بين الشقوق للحصول على نفائس البراز وقماطات الموتى وعلب البيبسي كولا وشِقَصِ الولادات الحديثة

بعيدا عن التلكّؤ

ما يستفيق على شجرات الدخان، بياضات الطيور تخفف سحنة السواد المبقع بالشراشف، لكنها ترفرف باستمرار لان أرجلها مشلولة أو متحللة بمواد طبية حارقة

ألتهم ألْسن الأطفال الملفوفين بالأقمطة الرطبة بدموع تشعرني بدفء أنثوي

رائحة نساء دحرتها الحرب .. هذا ما تذوقته فعلا عندما شممت ثوب أمي على ما أظن بين هياكل فوانيس كانت تشعلها في الظلمة

ـــــــــــــــــــــ

يجتمع الناس حول برميل النفايات

كل واحد منهم كان ينتزع قطعة منها ويهرب إلى بيته

 يمسح وجوه أطفاله بعفونتها حتى لا يعلقهم أحد زينة في أذن الحرب

ـــــــــــــــــــ

أطفال الترفك

ينزل الشرطي مسرعا ليقبض على المتسولين، يكوّمهم في الحقيبة الخلفية للسيارة، ويبدأ بزرع

كل شخص قرب عمود كهربائي ليضيء الشارع بدل المصباح المكسور

لكن الأطفال كعادتهم يكسرون مصابيح الشارع كل يوم بمصائدهم المطاطية ويبتهجون بفقء العيون وتذمر عمال البلدية من مسح وتنظيف الشارع من الدم المنثور على وجه المدينة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.