الرئيسية | أخبار | ميليشيا الثقافة نموذج متحرك | أحمد ضياء:

ميليشيا الثقافة نموذج متحرك | أحمد ضياء:

أحمد ضياء:

أحمد ضياء

أحمد ضياء

هل خدمت في الجيش العراقي ؟ هل كنت شاهداً على الحرب العراقية الإيرانية ؟ هل سمعت يومٍ ما عن منطقة أسمها (الشلامجة)؟ هل تعلم ماذا حصل في (نهر جاسم) في البصرة؟. إذا لم تسمع ببعض مما قلته إليك الآتي :

طوعتنا أروحنا هذه المرة للدخول ضمن مضمار خشن وهو يحفل بكل ما هو عنيف وله وقعٌ على أبصار أمهاتنا الثكلى بأبنائهنَّ، لآن ما وعيناه حتماً في هذه المنطقة أننا كنا نسير على أبدان أجدادنا وأبائنا وأشقائنا والكثير الكثير من أبناء جلدتنا، فلم نكن حذرين فحسب بل كنّا نقرأ الموت على الموتِ ونداعبُ بأرجلنا بقايا الشضايا المتواجدة إلى الآن، ذهبنا في صيرورتنا هذه نحو كم من الراجمات والأسلحة الثقيلة منها والخفيفة فلم نتوقع أن نجد بعضاً من متبقيات الحرب ومدلولاتها الكثيفة فما زالت خوذة ذلك الجنديُ تسلب فؤاد ناظريها حيث طلقات القناص وطأت رأسه ولكونه ظل وآخرين تلالاً من اللحم فلم يعد أحد بحاجة إلى مراجعة الخوذ فهذا الدليل الجرمي بحق الأنسانية ظل مسيطراً ومهيماً على الكثير من عتباتها، أن هندسة هذه الأفعال ظلّت تستعيد شجن وحرقة الجثث وهي تصرخ بوجهنا أثناء دخولنا هذه المنطقة المنكوبة.

بعد أكثر من محاولة لزعزعة تلك الذاكرة وكسر كافة توقعاتها المعتادة أنتج شعراء ميليشيا الثقافة حرقة في أعين الماضي إذ تبين الخبط والدّك لعنفوان تلك الأرض عبر الحضور الواضح والنكران المتمأسس على الذاكرة أو الإغفال له ظلّ يحوّل مجرياتنا لأجل بيان أزمة الحرب ودوافعها الهمجية فلم يقوَ أينٌ من الطرفين على رفض التعاليم التي ضخّت له، وفي فرقة (11) بالذات حدثت المعركة الأساس حيث دُكَّ العراقيين من قبل الجانب الإيراني في بادئ الأمر وعلى أثرها سميت بـ(الحصاد الأكبر) وبعدها قام رئيس النظام الدكتاتوري السابق بتوزيع بعض الهبات والهدايا على من نجا منهم، إذ أن المعركة تطورت فيما بعد لتصبح بالسلاح الأبيض بالايادي حيث لم تعد الذخيرة موجودة ولم تكن هناك فترة لتعبة الأسلحة في حال وجدت الذخيرة, في تلك الحقبة لم يكن هاجس الأنهزام مسيطراً على أي فرد بل أنهم أستطاعوا استعادة هذه المنطقة بعد أن كلفتهم هذه المعركة حوالي (50000) شخصاً لقوا مصرعهم في تلك الفترة، فلا وجود لبقعة فارغة من الأرض لأنها تحولت إلى جثث متراكمة أحدها فوق الأخرى ومن كلا الطرفين غير أن نهر الدماء الجاف والسائل لم يتوقف لحرارة هذه المعركة.

شارك في هذا العمل الشعري كل من : عبد الحسين الحيدري ، أحمد ضياء ، علي تاج الدين ، أحمد جبور ، وسام علي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.