الرئيسية | سرديات | مقتطفات من الأشجار واغتيال مرزوق- عبدالرحمن منيف

مقتطفات من الأشجار واغتيال مرزوق- عبدالرحمن منيف

” نولد ، نشقى بطفولتنا ونحن نتلقى الضربات على مؤخراتنا ، ثم لما يتقدم بنا العمر نساعد آباءنا في غرس الأشجار ، ويأتي أناس بعد ذلك ليقطعوها! ومتى يقطعونها؟ بعد أن تكبر وتخضر ، بعد أن يرتبط بها الإنسان وتصبح كل شيء بالنسبة له . وهنا تبدأ المأساة ، ثم نكبر مع أيام الجوع والركض وراء الرغيف ، ثم إذا جاءت النهاية نموت وقلوبنا مثقلة مثل أشجار الصبّار بالهموم والتعاسة .”

” كل دقيقة تحمل خبراً . كل قادم يحمل خبراً . كانوا يساومون وينتظرون .

وساحة المدينة تمتلئ وتفرغ كل يوم . وعند الغروب لا تبقى إلا الصفائح الفارغة والبراميل , وكذلك تبقى الأحزان !

ويقفز الصغار مثل قطط بأذيالها أوراق تحترق : مظاهرات كل يوم , منذ الصباح الى ما بعد الغروب . يسقط بلفور . يسقط الخونة

من هو بلفور ؟؟ امرأة ؟ رجل ؟ كنيسة في مكان ما , لا اعرف ولكن ليسقط بلفور . كل الصغار يقولون يسقط بلفور والخونة … كيف هم الخونة ؟ كيف ينامون ؟ كيف يتحدثون ؟
هل لهم عيون مستطيلة تحت الجبين ؟ هل لهم اسنان ؟ هل هم مثل باقي الرجال ؟

ان للخونة عيونا بالعرض . وشواربهم مضحكة , واحد قصير والآخر طويل … طويل ….وإلا لماذا يكونون خائنين ورغم كل ذلك يسقط الخونة . “

” نعم إنها ملكة , عيناها الحزينتان , نعومتها . كل شيء فيها أنشودة رائعة مثل سقوط المطر . ولكن لن تجد قلبا كقلبي . هاني يستطيع ان يؤمن لها حياة مريحة ولكن قلبه مثل مستودع . سوف تندم وسيأتي يوم أقول لها كل شيء ؟ وهاني سيندمج في العيادة …ولن يراها إلا مثلما يرى مريضة تراجعه ؟؟

السماء تمطر يا رحاب البسي معطفك ولنخرج احب رائحة المطر , كل شيء يتجدد فيّ وانا اتنشق رائحة المطر . لا تعقدي المناديل هكذا , هذه الطريقة افضل انك الآن تشبهين ممثلات السينما .

ما أشد نعومتها وامسك بيدها ونركض تحت المطر ” .

“- لنشرب في صحة رحاب

-لم أنت حزين ؟

-من قال أني حزين

-أرى الحزن في عينيك

-الحزن في قلبي , في عيني . الحزن مثل طبقة الزيت الطافية فوق دمي . تغلف كل شيء , تطوقه . اما هاني فانه لا يعرف الأحزان ….الكبيرة

وضاعت من ذاكرتي اغلب الأشياء اتذكرت اني شتمت واني وقفت خطيبا واني قلت أشياء لا تقال ولكن رحاب واصلت سيرها مع هاني في هذه الحياة وسافرت انا للدراسة العالية

رحاب الان بعيدة ..بعيدة كأنها نجمة في السماء صار لها ثلاثة أطفال , كبرت كثيرا وتجعد وجهها ,و أصبحت ابتسامتها حزينة …..ولكن لم تعد تتذكرني إلا طيفا مر ذات يوم “

“الإنسان أضعف المخلوقات ، أكثرها تعاسة أكثرها تحسباً للأخطار الصغيرة عندما يهوي كأس يرتجف يسقط قلبه عندما يصطدم بالمارة ينتابه إحساس بالخجل لا يعرف كيف يعتذر “

“إذا افتقر الإنسان للسلاح فإنه يعادل ذبابة .. أنت يا منصور ذبابة ولكن الذبابة الحقيقية تملك سلاحاً القط يملك سلاحاً الكلب يملك سلاحاً وبعض الأحيان السعار الأفعى تملك السم ولها قدرة على استعباد الإنسان تستطيع أن تحوله لموسيقى يعزف لها دون تعب لكي يأمن شرها”

“الإنسان أكبر عدو لهذه الحياة لولاه لظلت الحياة أكثر بساطة وجمالاً”

“في الليل تبول على كل القيم المهترئة والحثالات كما تسميها وفي النهار تبتسم مثل طفل من أجل أن تحصل على جواز السفر والموافقة على العمل . أتعرف هذا كله ثم تشعر بأنك رجل ؟”

————————————-

الأشجار واغتيال مرزوق (مقتطفات) – عبدالرحمن منيف

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.