الرئيسية | أخبار | معرض الشارقة القرائي للطفل: طريق الوعي والانفتاح
معرض الشارقة القرائي للطفل

معرض الشارقة القرائي للطفل: طريق الوعي والانفتاح

الشارقة: عبد الرزاق بوكبة

 

 

لم تتخلف الدورة الثامنة من “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” عن موعدها، إذ فتحت، الأربعاء 20 أفريل/ نيسان الجاري، أبوابها لـ 130 دار نشر متخصصة في كتاب وآداب وألعاب الطفولة بعدة لغات، قادمة من 15 دولة في فضاء “الإكسبو” المخصص لمعارض الكتاب وما شابهها من الفعاليات، وتدوم إلى غاية الـ30 أفريل الجاري.

الدورة الثامنة التي أشرف على افتتاحها ولي عهد الشارقة الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي بحضور مئات الأطفال الإماراتيين والمقيمين القادمين من مدارس ومعاهد مختلفة، سطرت برنامجًا فنيًا وأدبيًا وثقافيًا موازيًا تؤثثه (1518) فعالية ينشطها أستاذة وفنانون وخبراء في الطفولة قدموا من الدول والعربية والغربية والآسياوية، كما التقى وسيلتقي رواد المهرجان الأطفال بنخبة مبدعة من الأطفال أنفسهم.

ولي عهد الشارقة يفتتح المهرجان

ولي عهد الشارقة يفتتح المهرجان

فضاءات حية

من الفضاءات التي احتضنتها هذه الدورة فضاء رسوم كتب الطفل ويقدم ندوات وأوراشا تكوينية للأطفال منها “رسوم وحكايات” للسوداني صلاح المر و”طبعات فنية” للبناني حسان زهر الدين الفائز بالجائزة الأولى لمعرض الشارقة لرسوم كتب الطفل و”الرسوم الاحترافية للطفل” تنشطها نخبة من المختصين منهم الأمريكية ألكسندرا سترنين والإيطالية فالنتينا بياكانسا والإيرانية فرشته نجفي. إلى جانب فضاءات تسعى إلى صناعة وعي لدى الطفل بحياته ويومياته أو ما يمكن أن نسميه حسن التصرف في الطبخ والصحة والمرور والتعامل مع الفضاء العام.

ثيمة المعرض العلمي المرافق للمهرجان حمل هذا العام عنوان “بعيدا عن كوكب الأرض”، ويشمل مجموعة من العروض المصغرة التفاعلية، التي تأخذ الزوار في رحلة لاكتشاف عالم الفضاء، وما يضمه من موجودات، وتشمل أقسام المعرض، مسرح المجموعة الشمسية، وركن العودة إلى القمر، واستكشاف الكويكبات، والرحلة إلى المريخ، والوصول إلى محيط المجموعة الشمسية وما وراءها.

اهتمامات متشعبة

بقدر ما يخصص معرض الشارقة القرائي للطفل في دورته الثامنة فضاءات تثقيفية وتعليمية وترفيهية، يكون فيها الطفل فاعلًا ومتلقيًا على حد سواء، بقدر ما يمنح فرصة للكبار ليلتقوا قصد التفكير بصفتهم خبراء ومختصين في مشاريع جديدة تنسجم مع التحولات التي تعرفها الطفولة في الفضاء الإماراتي والعربي.

من هذه المشاريع التي جمعت اليوم الخميس نخبة من المؤسسات المشغولة بالإنتاج للطفل مشروع “كتب – صنعت في الإمارات” في نسخته الخامسة في شراكة إستراتيجية تجمع بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومعهد جوته –  المركز الثقافي الألماني- منطقة الخليج تحت رعاية مؤسسة “ثقافة بلا حدود”.

الشارقةاللقاء الذي نشطه كل من مروة عبيد العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ود. جابريلا لاندفير، مدير عام معهد جوته المركز الثقافي الألماني- منطقة الخليج، وراشد الكوس، مدير عام “ثقافة بلا حدود”، والأستاذة بشرى الرحومي، مديرة إدارة البرامج في مركز الجليلة لثقافة الطفل، طرح جملة من الأفكار منها تكريس الشراكة بين الكتاب والرسامين لتعزيز البعد الجمالي في الكتب الخاص بالطفل الذي بات لا يستغني عن هذا البعد.

في الجلسة نفسها كشف راشد الكوص المشرف على مؤسسة “ثقافة بلا حدود” للمرة الأولى عن مشروع “ألف عنوان وعنوان” الذي أطلقته مؤسسته خلال شهر فيفري الماضي، يُهدف من خلاله إلى تنمية حس القراءة في نفوس المجتمعات العربية، خاصة الناشئة، إلى جانب مشارع شبيهة مثل “المكتبة الجوية” و”المكتبة المنزلية”.

وفي السياق ذاته عقدت ندوة “الإعلام وأدب الطفل من الثبات إلى التطوير” أدارها عبد الرزاق درباس المتخصص في شؤون تطوير مناهج اللغة العربية في قطاع التعليم بدبي وشارك فيها كل من الدكتور ربيعة بن صباح الكواري الإعلامي والكاتب في صحيفة الشرق القطرية، والكاتب المغربي العربي بن جلون، والكاتبة البريطانية جينيفر جراي.

المشاركون قاربوا رهان تجنيب الطفل خسران ملكته الإبداعية أمام سلطة الوسائط التكنولوجية الحديثة، منبهين إلى ضرورة وعي المنظومات المختلفة بهذا الخطر ووضع خطط لعدم الوقوع فيه. تقول الكاتبة البريطانية جينفر غراي: “علينا أن لا نكتفي بجعل الطفل مستسلماً بما يقدم له من محتوى، وإنما أن نتيح له إمكانية التفاعل معه، كما يتعين علينا الإفادة بشكل كبير من المحتوى الرقمي العالمي لاحتوائه على الكثير من الأمور المفيدة لكن يتعين أن يتم هذا ضمن بيئة آمنة تكفل للطفل ما ننشده له من تنمية المواهب والقدرة على الإبداع”.

الندوة الثالثة لم تبتعد عن هذا الهاجس إذ تناولت “الكتاب الرقمي من الإنتاج إلى التداول”، نشطها كل من محمد سناجلة والكاتبة الأسترالية كريستي بيرن مذكرين بالمقولة المعروفة “صورة واحدة تغني ألف كلمة، وناقلين تجربتيهما في دراسة هذا النوع من الأدب الذي باتت حقيقة في مختلف المشاهد الأدبية في العالم.

الاستثمار في العبقريات

يعد الاستثمار في عبقرية الطفل فنيًا وتربويًا وعلميًا وإنسانيًا هو الهاجس الرئيسي للعروض والنشاطات والأوراش التي تضمنها البرنامج الثقافي المرافق للدورة.

في هذا الإطار تم تقديم قصتين بتقنية ثلاثية الأبعاد، بما ينسجم مع النزعة التكنولوجية للطفل الجديد، تناولت الأولى حياة المرحوم الشيخ زايد مؤسس الاتحاد الإماراتي مطلع سبعينيات القرن العشرين، وألمت بمحطاته الإنسانية والسياسية باعتباره واحدة من التجارب التي تركت بصمتها، ليس في الفضاء الإماراتي والخليجي والعربي فحسب، بل في العالم أيضًا. القصة الثانية أعادت الحاضرين إلى أجواء “ألف ليلة وليلة” من خلال تناولها لشخصية السندباد البحري، رمز الأسفار والمغامرات والحكايات السحرية التي تجنح بسامعها إلى منطقة وسطى بين الحقيقة والخيال.

الشارقة (2)انسجامًا مع هذه الروح طالب المشاركون في ندوة “أدب الخيال العلمي بين الواقع والمأمول”، وهم نورة النومان من الإمارات، ورؤوف وصفي من مصر، والدكتور أشرف فقيه من المملكة العربية السعودية، بإدراج مادة الخيال العلمي ضمن المناهج التربوية، باعتبارها نافذة يطل من خلالها الطفل الجديد على عوالم سحرية تنمي مداركه وحواسه وأفكاره، وتبرمجه على التفكير والبحث والفضول الذي يعد الوقود الحقيقي للمعرفة.

المداخلات الثلاث أشارت إلى أن اطلاعًا بسيطًا على السير الذاتية للعلماء والمخترعين المعروفين يجعلنا ندرك أن شغفهم بالخيال العلمي هو الذي كان دافعَهم إلى أن يقدموا للإنسانية جملة من الاختراعات التي غيّرت مجى الحياة المعاصرة ويَسّرتها بما يجعل منها أسطورة حقيقية جديرة بالتأمل والإعجاب. هنا دعا المشاركون إلى ضروة التفريق بين الخرافة والخيال العلمي، فهما إن كان يستثمران معًا في التخييل إلا أنها لا يشتركان في الثمار نفسها، الخرافة تبرمجنا على الماضي من جديد بينما ينقلنا الخيال العلمي إلى آفاق المستقبل.

أولى علامات الاستثمار في عبقرية الطفل الخروج به من منطق الاستهلاك الفكري والفني والتربوي إلى منطق العطاء والمساهمة في إنتاج الأفكار والفنون، وهذا ما ركزت عليه الأوراش المزروعة في جنبات المهرجان، منها “نادي مواهب المؤلف الصغير” الذي يساعد الطفل على أن يحوّل الكتاب الورقي إلى كتاب الكتروني يرافقه في أجهزته التكنولوجية المختلفة حتى يتمكن من القراءة في الأوقات والأماكن التي يكون فيها خارج البيت، وورشة “كولاج” التي تعمل على أن تجعل الطفل يقوم بأشكال فنية من خلال استغلال كل ما يقع تحت يده من أشكال ومواد عادة ما تذهب إلى سلة المهملات، أما ورشة “كان يا ما كان” فتشجعه على أن يكون راويًا للحكاية عوض أن يكتفي بتلقيها من غيره.

من جهته أتاح جناح “كلمات” للأطفال بأن يتدربوا على الرسم ثلاثي الأبعاد، لاختبار قوة ذكاء الأطفال، وتعزيز تفاعلهم مع زملائهم، حيث تدربوا على هذا النوع من الرسوم على المسطحات الورقية والكرتونية، وكذلك على الملصقات، وقدموا أعمالاً فردية ونوعية لعدة مشاهد من القصص.

هنا أعطيت الكلمة لتجربتين عربيتين بارزتين في مجال مسرح الطفل في ندوة “دور مسرح الطفل المفقود في العالم العربي” هما تجربة الممثلة هدى حسين والممثل محمد ياسين اللذين قالا إن المسرح المدرسي هو المدخل الصحي للمسرح عمومًا، داعيين المنظومات التربوية العربية إلى إدراجه ضمن برامجها بما يسمح بتحريك خيال الطفل وتزويد مسرح الكبار بمواهب عادة ما تذوي في زحمة الحياة.

تكامل الورشات والمسرح

نلاحظ التكامل بين الورشات الفنية والتربوية الموزعة في مختلف جنبات المعرض، والعروض المسرحية المبرمجة. من هذه المسرحيات “أليس في بلاد الأقزام” التي تعد من أشهر الأعمال الأدبية والفنية في الأدب العالمي، وقد تحولت عشرات المرات إلى أفلام ومسلسلات ومسرحيات بكل اللغات، منها النسخة التي استضافتها الدورة الثامنة من قرائي الشارقة من إنجاز فرقة “أوريون آرت” الكويتية.

لم يقتصر الإقبال على العرض الذي تم تكييفه بما يتناسب مع خصوصيات الطفل العربي على الأطفال فقط بل شمل الكبار أيضًا. المسرحية تناولت قصة الطفلة أليس التي سقطت في بئر لتجد نفسها أمام نخبة من الأقزام الذين يعملون على تشييد قصر لهم، غارقة في مناخ من الموسيقى والفرح والقيم التربوية منها ضرورة أن نتمسك بأحلامنا مهما كانت العراقيل وألا نسمح لأحد بأن يعصف بها.

الشارقة (1)هذه الروح التي تجمع بين الواقع والخيال، طبعت محاور ندوة “أدب الطفل بين الواقعي والمتخيل”، ونشطها كل من الجزائرية جميلة يحياوي، والفلبيني راسيل مولينا، والانجليزي ماركوس ألكسندر. حيث ركزت يحياوي على أن الكتابة للطفل لا تعني بالضرورة إغفال الواقع لأنه لا يقل ثراء عن الخيال. تقول: “المؤلف يعيش كالطفل في عالم واقعي والذي يشغل حيزاً كبيراً في عقله ويومياته، الأمر الذي يجعله العالم الأساسي له، وبالطبع فهو يستمد أحداث قصته من طبيعة المكان والزمان والأحداث المحيطة به”. هنا نصح الفلبيني راسيل مولينا الكتاب والآباء والمربين بالقول: “علينا أن ندرك بأنه عندما يطلع الطفل على أي قصة، فإنه يكون بداخله الكثير من السيناريوهات، لذا فيتوجب علينا عدم التعامل معه على أساس أنه أداة استيعاب للمعلومات فقط، وإنما علينا أن ندعه يستنطق النص نفسه للخروج منه بشيء ما”.

من جهته قدم ماركوس ألكسندر طفولته التي قال إنها كانت ثرية بالرغبة في الأسفار وحب الاكتشاف والإقبال على قصص الفانتازيا. وفي اتجاه مقارنة جيله بالجيل الجديد يقول: “الجيل الحالي مختلف تماماً عن جيلنا نحن الذين وجدنا في عقدي السبعينيات والثمانينات، فكل شيء كان مختلفاً انذاك، بينما أصبح الجيل الحالي منفتحاً على عوالم السينما والانترنت والتكنولوجيا، وبلا شك أنها جعلت منه ذكياً ولكنها سرقت منهم الدهشة، لدرجة أنهم أصبحوا يعيشون حياة “ضحلة” خالية من الشغف.

خارج القاعات تعلم زوار المهرجان من الأطفال في “ورشة الدوائر الكهربائية” كيفية تركيب وتوصيل الإلكترونيات ببعضها البعض، لصنع ترددات صوتية مبسطة، وكيفية تغيير الصوت من عالي الطبقة أو عميق النغمة أو وسط بين الإثنين بطرق مبسطة وسهلة. كما تعرفوا على مجموعة من المفاهيم مثل: الأسلاك، والمغناطيس، واللوحة الرقمية، والخلايا الشمسية.

وفي سياق تنمية قدرات الطفل ذاته ركزت إحدى هذه الورش على تعليم الأطفال التوازن في صنع الأبراج لتعزيز قدرات وميول من يرغب في أن يكون مهندساً من بينهم في المستقبل، وأعطت الورشة للأطفال المشاركين حافزاً لتنمية ذكائهم، إذ استعملوا في صنع برجهم المستقبلي من حلوى “المرشميلّو”.

وتثمينا لجهود دور النشر المتخصصة في كتاب الطفل فازت دار كلمات بالمركز الأول لجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال في دورتها الثالثة، عن فئة أفضل كتاب للطفل للعمر ما دون ستة أعوام، عن كتاب “أطفئ الأنور” للكاتبة ميثاء الخياط، وتأسس الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال في عام 2013 بمدينة الشارقة، تحت مظلة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

الربط بين القديم والجديد

الطفل الإماراتي الذي يدردش بإنجليزية سليمة مع أطفال العالم في مواقع التواصل الاجتماعي ويمتلك برامج الألعاب الجديدة أربعة أشهر قبل أن يمتلكها نظيره في العالم حسب اتفاقية بين الحكومة وشركات هذه البرامج، هو نفسه عضو في الفرق الفنية الشعبية، وهو نفسه المقبل بشغف على معارض الكتاب، منها معرض الشارقة القرائي للطفل، ليشتري كتابًا ورقيًا.

هذه الروح هي ثمرة لتكامل واضح بين المنظومات المختلفة منها المنظومة الثقافية، حيث نلمس مثلًا في البرنامج الثقافي المسطر من طرف “هيئة الشارقة للكتاب” لتفعيل يوميات الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة للطفل الممتد إلى 30 أفريل الجاري سعيًا إلى الربط بين أمس الطفل وحاضره وغده حتى يكون متوازنًا فكريًا ونفسيا.

هذا الرهان ناقشته ندوة “الرحلات في أدب الأطفال وعوالم السحر والأسطورة والحكايا الخيالية”، بمشاركة د. فاطمة الصايغ، والكاتبة إنجيلا ماك اليستر، حيث اعتبرت الصايغ أنه من الأخطاء التي تقع فيها المنظومات التربوية الحديثة اعتبارها تجنيب الطفل القصصَ القيمية شرطًا تربويًا يراعي سنه ومداركه، مما أنشأ جيلًا جديدًا يميل إلى السهولة في يومياته، عكس الجيل القديم الذي تربى على هذه القصص الثرية بالقيم، والذي كان يوازن بين حياته الخاصة والحياة العامة. في السياق ذاته قالت أنجيلا ماك اليستر إنها تطالب بضرورة تفعيل الأدب الشعبي في مواجهة التقنية الحديثة، مرجعة تميز تجربتها في الكتابة للطفل وإقبال القراء عليها إلى تفتحها على الحكايا الشعبية التي تسمعها مباشرة من طلاب المدارس.

ومما قالته الكاتبة الجزائرية جميلة يحياوي في ندوة “كتاب الأطفال وعصر العولمة” أن الطفل حساس وهش ولا ينبغي أن نغفل هذا المعطى في تعاملنا معه حتى لا نخدش رغبته في الاجتهاد. تضيف: ” يجب أن نقدم له ما يحتاجه من معلومات تتناسب مع مرحلته العمرية، ولذلك فأدب الطفل مقسم بحسب الفئات العمرية، فلكل فئة احتياجاتها، وكل ما يقدم لها تخزنه في ذاكرتها، وبناءً على ذلك يتم تحديد شخصية الطفل المستقبلية”. ، مشيرة إلى أن العولمة لعبت دوراً في فتح آفاق المعرفة أمام الطفل، وقدمتها له بوسائل غير تقليديه تختلف عن الكتاب.

وتطرقت القاصة السورية نبيلة علي في ندوة “موسوعات الأطفال .. ضرورتها وواقعها”، إلى أن الموسوعة هي توثيق وجمع للثقافة الإنسانية، وتكمن أهميتها في أنها تشكل مصدراً لتوفير المعلومات الأولية، ومع ظهور الانترنت فقد كثر ظهور الموسوعات ومن أبرزها “انترميديا” و”ويكيبيديا”. ونبهت القاصة السورية إلى جملة من السلبيات التي يمكن للطفل أن يقع فيها إذا افتقد إلى التأطير منها غرقه في المواضيع الفرعية وابتعاده عن موضوعه الرئيسي في البحث.

الشيخة بدور القاسمي ووزير الصحة

الشيخة بدور القاسمي ووزير الصحة

وعلى هامش المهرجان الذي تجاوز عدد زواره خلال الأيام الخمسة الأولى 120 ألف زائر، وقع كل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة “كلمات”، وعبد الرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، مذكرة تنفيذ مبادرة “كتابي الأول” التي تسعى إلى نشر أهمية القراءة، وتحفيزها لدى الآباء والأمهات من خلال توعيتهم بأهمية الحديث مع أطفالهم، وتنمية أسس التواصل معهم، ابتداءً من فترة الحمل وحتى ما بعد الولادة، ومساندة كل منهما الآخر لجعل القراءة جزءاً لا يتجزأ من حياة أبنائهم وعادة يومية.

كان ذلك بالموازاة مع استضافة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين نظيره البريطاني أحد فروع المجلس الدولي لكتب اليافعين وضم الوفد كلاً من صوفي هلام، ممثلة عن المجلس البريطاني لكتب اليافعين، وجوليا اكليشار، الكاتبة المتخصصة في أدب الأطفال؛ ودايان هوفمير، مؤلفة كتب الأطفال، وأليكسيس ديكون، المتخصص في رسوم كتب الأطفال. وشارك الضيوف البريطانيون المهرجان، بالعديد من ورش العمل والندوات.

يبقى مهرجان الشارقة القرائي للطفل من الفضاءات العربية الوزانة والواعية في حقل الطفولة، وهو جدير بأن يتحول إلى نموذج يحتذى في الأقطار العربية التي تعد حاجتها إلى مواكبة حاجة أطفالها إلى العلوم والفنون والمعارف والتكنولوجيات ملحة ومستعجلة في ظل عالم مضطرب وقافز على الخصوصيات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.