الرئيسية | سرديات | مخاوف وتحديات: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي | حنان الدرقاوي

مخاوف وتحديات: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي | حنان الدرقاوي

حنان الدرقاوي

 

كنا نقضي بضعة أيام في ايتزر قرية على مقربة من ميدلت. كان ذلك أواسط الثمانينات. نزلنا ضيوفا على الحاج لحسن تاجر دجاج. كان بيته كبيرا تكثر فيه الغرف. له أبناء كثيرون معظمهم بنات. كان البيت نسائيا تكثر فيه الستائر والورود البلاستيكية وغطاءات الموائد بالدانتيلا. كنا أطفالا كثيرين نلعب طيلة الوقت. نترك أمهاتنا يلكن سير الآخرين ونخرج. كن أيضا يشاهدن مجلات عري أحضرها امحند ابن الحاج من ليبيا. مجلات تظهر فيها نساء عاريات تماما بدون تبان. صور هيجتنا نحن الأطفال وجعلتنا نرغب في التعري بدورنا لكن تلك الأمور كانت ممنوعة.

هبت ريح وعصفت ونزل المطر ونحن بالخارج. بدأنا نخاف حين بدئ الرعد والبرق في القصف. قررنا أن نقاوم الخوف وأن نعدو إلى قرية والغ على بعد خمس كلمترات من ايتزر. كنا نريد أن نختبر قوانا ومخاوفنا. سرنا جماعة باتجاه القرية. نسمع الرعد ونضحك. نحكي لبعضنا البعض قصص الناس الذين ماتوا من الرعد ومن الحرائق التي يحدثها البرق.

كنا منطلقين لانهاب الرعد. جرينا في اتجاه القرية التي توجد فيها مزرعة دجاج الحاج لحسن. في منتصف الطريق ابتلت ملابسنا وشعرنا بالبرد وخاف البعض منا. سخرنا من الخائفين ومضينا ونحن نغني النشيد الوطني. كنا في مهمة خطيرة, مهمة اختبار الخوف من العناصر. كان البرق يقصف بشدة وخفنا لكننا غنينا والتصقنا ببعضنا البعض. أحسسنا ببعض الحرارة وعدنا للمشي. كنا فرحين ومنطلقين ونحن نعد بعضنا البعض أننا سنصل إلى قرية والغ بعد أن نهزم مخاوفنا البدائية. حكى لنا عمر حكاية النار التي اشتعلت في بيت بقريته بسبب البرق وحكت نعيمة عن سيدة اصيبت بالصمم جراء الرعد. كانت تشتغل في حقلها والرعد يقصف وفقدت حاسة السمع. كان الرعد قويا وكنا نحمي آذاننا بأصابعنا, هكذا لانصاب بالخرس. إستمر مشينا ربما ساعة أو أكثر ونحن نقوي عزيمتنا بأن ننجح في التحدي: الوصول إلى قرية والغ العجيبة.

 بعد ساعتين ربما وصلنا إلى قرية والغ وكان الحاج في انتظارنا وجميع العاملين. بحثوا عنا في اتزر ولم يجدوننا. تمت معاقبتنا بعدم الخروج ليومين كاملين. احسسنا براحة عميقة وقد نجحنا في التحدي ولايهم العقاب. بقينا في البيت نتبادل مجلات العري  ونحكي لبعضنا البعض عن تغيرات أجسادنا التي تخيفنا أكثر من خوفنا من الرعد والبرق.

2 تعليقان

  1. في هذا العالم المتوسطي من المفجع أن نجد الجسد عدونا اللدود كما يكرثه الفهم الغبي الغيبيات ،بينما هذا الجسد ذاته هو مصدر ثر لأجمل المتع واحلاها الا وهو الجنس وجمالياته بتجلياته المذهلة

  2. كم انت ساردة. مغرية فاتنة فتنة الجسد العاري دون تبان امام شيخ. هرم. يلعن غواية الشيطان والسباحة بيده وذكر اله لا ينقطع عن لسانه

    احببت هذه القرية ً اتزرً أقمت فيها زمنا طويلا وترسخت في ذاكرتي بحكم. منشار الخشب الذي كان يمتلكه والدي وشجر الأرز الذي ترسخ في ذاكرتي لكن لم استطع يوم ان. أقوم بنفس المغامرة التي قمت بها. صديقتي حنان الى القرية المجاورة ً والغ ً مشيا على الأقدام ، كانت تبدو لي بعيدة أصل اليها بالسيارة مع. والدي ، انت حنان فعلا شجاعة ومغامرة وفاتنة ، يعجبني ان اقرأ للكاتبة المتفردة حنان

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.