الرئيسية | أخبار | مجلة الموجة الثقافية تتساءل في عددها الرابع: هل ينقذُ العشق من الخراب؟

مجلة الموجة الثقافية تتساءل في عددها الرابع: هل ينقذُ العشق من الخراب؟

الموجة:

أصدرت مجلة الموجة الثقافية عددها الرابع، الذي جاء مسائلا في ملفه “الموت والعشق”: هل ينقذُ العشق من الخراب؟ سؤال طرحته المجلة على مجموعة من المثقفين، إذ عبر مقال يحمل ذات عنوان الملف، جاء مقال الكاتبة وفا الشرع لاعتبار الشعر قديسا، وأنه بلسم للروح لانتزاع الألم وضوء لبث الأمل في عتمة الظلام وزع ابتسامة في القلب وشهوة مضاعفة لاستفزاز الحواس. أما الناقد والباحث الأكاديمي فكان الجواب عنده عن السؤال الذي يطرح ملف العدد، بكون العشق يحمل على الحياة، ويُرَغِّبُ فيها، ويزين إقامة الكائن الآدمي على الأرض لأنه يمنحه الأبدية ” الموهومة “، كما يُشْعِرُهُ بِقَدْرِه، وعلو شخصه، وأهميته، وضرورته في أن يكون، ما يعني أن العشق الداخلي للنفس وهو يُصَفِّي حسابها مع بذرات الشر المُتْلِعة. وجاء الملف حاملا لترجمة لنص المفكر والعالم ماكس بيكارد الغربي “الحب والصمت”، عن ترجمة الشاعر والباحث العراقي قحطان جاسم، إذ يعتبر بيكارد أنه من الأسهل أن تحب عندما يكون الصمت. انه أسهل لأنه يمكن للحب أن يصل في الصمت إلى أقصى زوايا في الفضاء. لكن هناك خطرا أيضا في هذا الصمت. بينما ناقش عبر نص تحليلي ونقدي الشاعر محمد العياشي تجربة الشاعر الجاهلي المرقش الأكبر، إذ يعتبر هذا الشاعر كونه أول شاعر عاشق في التاريخ العربي، يقول الشاعر والناقد العياشي: إن قصة الحب للمرقش الأكبر قصة شفافة أسطورية موغلة في الحب والهيام مليئة بالتضحية، أنتجت لنا شعرا رقيقا جذابا يعكس لنا الجانب العاطفي من مرحلة متقدمة من تاريخ الأمة العربي. وبنما اعتبرت الناقدة الجزائرية سعيدة بنسليمان تجربة مقتل الشاعر الأموي “بشار بن برد” تجربة تاريخية للصراع بين العشق والخراب، إذ تخبرنا الناقدة أن عرف التاريخ “الإسلامي”، أسماء كثيرة من الأدباء والشعراء، الذين تمردوا وثاروا على المعتقد السائد، بل أظهروا ذلك في نصوصهم وأشعارهم وأقوالهم.. وجاءت مساهمة الشاعر الغربي عبد الغني فوزي، عبر قصيدة تعالج بشكل شاعري ونصري موضوع الملف.

هذا وكعادة المجلة افتتح الشاعر ورئيس التحرير محمد مقصيدي العدد بقصيدة جاءت تحمل عنوان: الحب والموت، لتصبّ في ذات الرؤية التي أتى يعالجها الملف. بينما في كلمته عالج الشاعر والناقد الفني والأدبي عزالدين بوركة، رؤية المجلة من حيث تبنيها للاتجاه العلماني الذي تدعوا إليه، عبر نصه الذي حمل عنوان “نحو مجتمعات علمانية”. في نصها ناقشت الكاتبة والروائية والسياسية رندا قسيس، عقدة الذنب التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية، إذ تقول ” فكلما أراد الفرد تحقيق اكتفاءاته تنتابه موجة رادعة تنبثق من صوره الداخلية المتراكمة منذ صغره لتجتاحه كلياً، فيقف عاجزاً عن الفهم ويشعر بالشلل تجاهها، هذه المشاعر انعكست في البدء على أساطيره لتتقمص بعدها نصوصاً دينية…”

في باب فكر ونقد، كتب الباحث والكاتب توفيق رشدي حول “مركزية فاعلية الإنسان في فلسفة ابن رشد” فلم يكن عسيرا على ابن رشد، بحكم نظرته الفلسفية “البرهانية” المتّقدة، أن يتنبّه إلى هذا الاستلاب الذي صار يمارسه التراث الإسلامي لفاعلية الإنسان، لذلك سارع إلى وضع أصبعه على مواطن الخلل، من خلال مجموعة من المداخل التي عالجها النص. بينما ناقش الشاعر والباحث الأكاديمي رشيد طلبي موضوع “اللسانيات الاجتماعية والأدب الشعبي”، الموضوع الذي صبّ حول الفرق بين الباحث اللساني و الباحث في علم الاجتماع. فالأول، يخوض في المسألة اللغوية، من جانبها الدلالي، من حيث الفروق الدقيقة بين الكلمات و الجمل على مستوى التواصل، باختلاف مستوياته. لكن الثاني؛ يبحث في اللغة من جانب آخر، يهم الجنس و السن و المواقع التاريخية و الجغرافية.

وفي ذات الباب، كتب القاص والروائي حسن الرموتي حول تجربة الشاعر مبارك الراجي، فالقصيدة عند هذا الشاعر كما يقول، هي كيمياء وجود الشعر، هي ملاذ الشهقة الأولى.. القصيدة هي امرأة جميلة تسوق الليل نحو قارورة كحلها وهو طفلها.. القصيدة امرأة مدلال، يستعصي فك طلاسيمها… وكتب الكاتب عبد الله أيت بولمان حول السرد المرآوي في رواية ” حماية القاتل” لــــلروائي أميلي نوتومب، إذ اعتبر الكاتب أن إن رواية (Hygiène de l’assassin) تعد، بحق، إضافة نوعية، ومرجعا أساسيا لترسيخ بعض ضوابط الكتابة الروائية، من حيث أنها تلفت الانتباه إلى أن الكتابة الروائية ليست بالأمر الهين، إذ لا يكفي أن تتوفر لدى المبدع مادة خام أو موضوع غير مطروق، أو يكون ملمّاً بلغة ما، عارفا بأسرارها ومغالقها.. وفي نصه عالج عبر قراءة نقدية وعاشقة الشاعر صالح لبريني تجربة الشاعر وليد علاء الدين، فتجربة الشاعر وليد علاء الدين، حسب صالح لبريني، تتخلق من عمق التأمل في مغالق الذات، والغوص في التباسات الوجود، مبدعة عوالم شعرية عميق، ذات منحى جمالي فني كاشف عن رؤية ثاقبة تستشرف البعد الوجودي في علاقته بالطبيعة. وناقش الكاتب حسام الدين نوالي عبر نص عالِم مدارات القوى والتوازن في “الرقم المعلوم” لمحمد مباركي.

هذا وفي بابها إبداع، فتحت المجلة صفحاتها لشعراء وقاصين عرب، من مختلف الجغرافية العربية، من المغرب شاك كل من الشاعر خليفة الدرعي والشاعرة سناء عادل، الشاعر عبد الله هجام، الشاعر عبد الحق الدهشي، الشاعر ناصر السوسي، والقاص رشيد ايت عبد الرحمان، والقاص يونس طير، من العراق الشاعر كاظم خنجر والشاعر علي البزاز، ومن تونس الشاعرة مفيدة صالحي، من يوريا الشاعرة بشرى البشوات، ومن مصر الشاعرة ديمة محمود.

في باب الرواية كتب الناقد الأدبي عزالدين بوركة عبر نص عاشق قراءته في رواية باب الليل للروائي المصري وحيد طويلة، يقول الناقد: ” اللغة في رواية باب الليل التي تبدأ في “باب الليل” من الأعلى لتصل إلى الأسفل، ومن اليمين لتصل إلى اليسار. من القواعد إلى اختراقها، ومن المعروف إلى كسر القيد في القول، إنه هو هذا التواطؤ الذي عنه نتحدث.

في حوار العدد الذي أنجزه الشاعر والصحفي سعيد غيدى، مع الشاعرة فتيحة نوحو، التي أعربت قائلة: “أنا أخاصم الفرد مع الجماعة”. بينما في الملف الموازي للمجلة: الشعر الأمازيغي: جماليات ورهانات. الذي شارك في كتابته كل من الباحث الأكاديمي علي أوعبيشة والشاعر لحسن هبوز، في النص الأول ناقش أوعبيشة فكرة كون الأدب الأمازيغي الشفهي أيضا يتضمّن مجموعة من الروائع، بعضها من خلال طريقة النسج يذكّرنا بالشعر الملحمي عند اليونان، الذي تمتزج فيه الرواية التاريخية بالبوح الشخصي. بينما تناول نص الشاعر هبوز بعض النصوص الشعرية الامازيغية بالمنطقة، بدءاً بمرحلة الغناء واللحن، خاصة مع فنّ “الروايس”، وبالضبط مع الفنان الرايس “الحاج بلعيد”، وصولا إلى أحد الشعراء المعاصرين وهو “محمد الحنفي” شاعر الكلمات القوية، وعمود الفقري لمجموعة ازنزارن، وفي الأخير اخترنا لكم ترجمة قصيدة “الهمّ” للشاعر علي شوهاد.

في باب التشكيل، عالج الناقد والباحث الأكاديمي د. محمد الشيكر تجربة الفنان التشكيلي المغربي لحبيب المسفر، فيخبرنا الناقد في نصه كون شاعرية الفنان الحبيب لمسفر طافحة، فهي لا تقتصر على النصوص التي يخُطُّها أو على الومضات اللماحة التي يقتنصها، بل تمثل خصيصة أنطولوجية فريدة تَسِم علاقته بالعالم وبالآخرين وتجعله رقيق الشعور، سمح الطوية يعانق العالم عبر ميثاق إيكولوجي قوامه المحبة والإيثار والسخاء.

بينما عالج الناقد السنمائي فؤاد زويريق، في باب سينما، فيلم “الرحلة الكبرى”، بطولة الفنان المغربي الراحل محمد مجد والممثل الفرنسي نيكولاس كزال. الفيلم من إخراج المخرج المغربي إسماعيل فروخي. قصة الفيلم تنهل أحداثها من السيرة الذاتية للمخرج، وبالتالي فنحن أمام شخصيات أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال.

كان للمسرح المغربي، نصيب المعالجة في العدد الرابع من المجلة، إذ ناقش الناقد المغربي محمد الشغروشني راهنية المسرح المغربي، عبر مقاربته التي استهدفت ملامسة المعطيات الموضوعية للصناعة الركحية الجديدة عبر تجارب المؤسسة المسرحية المتمثلة في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وتجربة الدعم المسرحي ثم المهرجان الوطني للمسرح.

في عددها الرابع خصصت المجلة للمفكر العربي عبد الله القصيمي في باب “زيارة الموتى”، حيزا هاما، تناول الكاتب المغربي عبد الواحد مفتاح، بشكل مقتض ومكثف أفكار القصيمي التي تعدّ مخلخلة كما يرى الكاتب، وثورية. إذ حسب صاحب المقال فأفكار القصيمي تصبّ في القول بأن المسلمين اليوم يقفون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يستفيدوا من التراث العلمي للبشرية أو أن يبقوا متخلفين جهلة.

في بابها الخاص، للأنثى مثل ح الذكرين، وقع الاختيار على قصة القمل للقاصة الراحلة مليكة مستظرف، التي رحلت شابة تاركة خلفها أعمالا أدبية تخلّد لها اسمها بحبر من ألم.

في بابها ترجمة، اختارت المجلة نصوصا معاصرة وأخرى حديثة لكتاب عرب وأجانب مترجمة من العربية أو عن العربية. إذ نشرت المجلة ترجمة نص الرب للشاعر الهلندي تون تلغن، ترجمة مهدي النفري، عن الهولندية، وترجمة القصة القصيرة جدا “ممحاة” للقاص شفيق غربال من قبل الكاتبة فاطمة جوهاري من العربية إلى الفرنسية. بينما ترجمة المترجم إدريس الواغيش، قصيدة الشاعر الفرنسي لامارتين “البحيرة” إلى العربية. يقول عن هذه القصيدة الدكتور نيقولا فيَاض، وهو طبيب وشاعر ومترجم لبناني: كان قد كتبها ” ألفونس لامارتين ” في حبيبته التي صادفها عندما كان في رحلة علاج وهو في السادسة والعشرين من العمر. لمَح وهو يتمشّى على شاطئ (بُحيرة بورجيه) امرأة تُدعى جُوليا شارل (في الثانية والثلاثين من العمر)وهي تحاول أن تضع حداً لحياتها، بعد أن أتعبَها المرض وبدأ اليأس يتسلل إلى نفسها.

في الشق الفرنسي، الذي جاء عنوان غلافه البارز، “رندا قسيس: تلقي صرخة إنذار”، فقد حمل هذا الشق نصوصا لأدباء وشعراء أوروبيين معاصرين، الكاتب والدكتور Philippe Audegean أستاذ بجامعة سوربون: “الأضواء في مواجهة حالة الخطر”، الذي تناول فيه الباحث حصيلة السنة الفائتة العامرة بالدم والتفجير. وفي نصها “انتصارات الحب على الموت” الذي يصب في ذات الاتجاه الملف العربي، ناقشت الكاتبة Eva Cantarella، أمثلة من التاريخ الإغريقي التي كان للحب حصيلة انتصار على الموت. واحتفاء بها بالشعر الإيطالي المعاصر، ساهم في العدد الرابع من مجلة الموجة الثقافية كل من الشاعرة الإيطالية الفرنسية كاميلا سيديرنا والشاعر الإيطالي أونطونيو بوتزي، والشاعر كارلوص فيتالي Carlos Vitale، والشاعرValerio Magrelli والشاعرة Simona Polvani، عبر نصوص شعرية تحمل نفحات من الشعر المعاصر، هذا وقد ساهمت الشاعرة كاميلا سيديرنا في ترجمة مجموعة من هذه النصوص إلى الفرنسية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.