الرئيسية | شعر | ما عاد للجسد أن يتحمل هوة الفقد وضنين البعاد | أسماء عزيز

ما عاد للجسد أن يتحمل هوة الفقد وضنين البعاد | أسماء عزيز

أسماء عزيز

وأشقُّ ريقَ صومي برشفةٍ من عبقِ همساتهِ المستوطنة حنايا الذاكرة

لتتنهد سنابلَ الشوق فوق مجرة الأمنيات.

تحشرج أزيز الأرق بحلقِ الصمتِ المتأرجح ما بين حلمٍ وفكرة

أحلامٌ أتوكأُ عليها وأهشُّ بها على صبري

وأفكارٌ تُطاردني في ساحاتِ الوغَى

آهٍ، كم أرهقني النظرُ للحياةِ من ثقوبِ أبوابٍ مواربة ..!

تنوحُ الروح ويئنُّ القلبُ باكياً وَعلى امتدادِ الأزرقِ تتهاطلُ ينابيعُ المُقلِ

وأعتصمُ غضاضةَ التفاصيلِ التي تغفو بأروقةٍ الماضي

أتشدّقُ عبيرَ ذكرياتهِ وألثمُ طيفهُ المعربدِ بين حنايا الروح

على حافةٍ ما بينَ لبين

إنّي أرتدي عباءةَ الحُلمِ وأنسجُ من خيوطِ الوقتِ مشكاةَ ليلٍ بهيم

أفض بكارة الأمل في رعشةٍ الأمنيات

وأقرأُ ما تيسر من تعويذاتٍ تقيني شر وحشة الأماكن ومواعيد الانتظار

لتهدأ رياح حَنيني ويصدحُ الضجيجَ لإنبلاج الفجرِ في الأفق

ويوأدُ الأرقُ في أتون الصمتِ والسكونِ

حينها أتوارى في غياباتِ عشقهِ

إلى التقاءِ أديمِ الحبّ ببحرِ الأشواقِ

وفي لججِ هذا الحنين

أجدُ الخاشعَ المُناغِ لرياضِ ذكرياتهِ

تأتي إليَّ رسالتهُ العطشى لاحتوائها

ثمَّ يأتيني آسِفاً يجرُّ أذيالَ الندمِ

وفي محيّاهُ وجهُ طفولةٍ وبراءةٌ تتلألأ بها عيناه

طامعةٌ لملمةَ الشتاتِ لملاذِ قلبي

بريقٌ بارزةً بهِ لهفةَ الاشتياقِ

تجلّت به أوداجي برغبةِ العناقِ

لتلتهب الشرايين حُرقةً

كنيزكٍ يمرقُ حارقاً الفؤادِ

بلومٍ مآلهُ إليه ولا لغيرهِ عتابُ

كأنَّ رئةً قلبيّة أدمنت هواهُ

لحنُ عشقي موسقَ يراعهُ المنسكبُ من أناهُ

آهٍ، ما عاد للجسدِ أن يحتملَ هوّةَ الفقدِ و ضنينَ البُعادِ

فالطفلةُ التي بداخلي تفضحها ملامحُ الحاجة والاشتهاء

ويبقى وحده الحاضر في الوجدان و الذاكرة”اسماء”

ذلكَ الغموض الذي يشاكسُ ظني

يسحقني في بوتقةِ الأرق

وتلكَ التساؤلات ..

التي ما فتئت تراودُ هواجسي

وتلتحفُ حيرتي

قد ناءتْ عن إماطةِ لثامها حقبة من الزمن

أجثو بين ذراعي غربتي

محملة بذنوب لم أقترفها

أعاقر رهبة الفقد ..

متوارية بشرنقة الصمت

مستجدية ظلمة الليل ..

أن تمد شفاهها أكثر

ويطول بي المقام للحد الذي لا أعرف مداه

وبشفافية الاحساس وغمرة الحنين

وروحانية الفصل

أطرق بعضي على صدر الوقت

وأمسك عن الظنون قليلا

أقضم هذا الجليد المتراكم على أطراف مشاعري

نسمات دافئة تتسرب إلى أوصالي

وكآخر رصاصة في حوزتي

أنسف شكي الذي نخر عظم يقيني

بإيماني المطلق وثقتي بدوام الحال من المحال

أقتلعني من بين فكي فناء وعدم

وأغازل أطياف التمني

ألثم ملامح الأمس وأحتضن عبق الذكريات

وأترنح على عتبات تلك الأمسيات

ليبقى وحده الحاضر في الوجدان والذاكرة

ذلك الشرقي الذي مازال ينمو في صدري

كما السنديان

هو ولا أحد غيره ..

بقادر على إعادة هيكلتي وبرمجتي وتقويمي

فحينما كان يهز جذع أنوثتي

بمجونه وحفظي عن ظهر عشق

وكأن حبلي السري مرتبط بتفاصيله

ها هو يطل عليَّ من شرفات الخافق به

يلتهم الصمت ويشعل الودق

و يداعب سارية احتياجي

أواه ..

كأنه من بذرَ وزرعَ وحصدَ

الآه الكامنة في شقوق اللهفة

يُمطرني شوقا..

ويجني شغفا وهذيانا وألفة ونقاء

هاأنذا ألوذ بحرفي وقارورة حبري

أكتبه أسطورة عاشق على جبين الشوق

فتذرف عيون الأرق حبات كرز ندية

تتدلى من ثغر العاطفة

تثملني وتؤجج الحنين في أيسري

ذلك الذي لا يضخ الحب لرجل سواه

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.