الرئيسية | أخبار | مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” تنظم أمسية شعرية تحت عنوان “زفرات أقلام “

مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” تنظم أمسية شعرية تحت عنوان “زفرات أقلام “

الموجة الثقافية

 

إن قيم الخير والجمال والمحبة في أرقى معانيها لا يمكنها إلا أن تكون في فضاء مبدع وحر يتعالى على كل التحيزات والفوارق العقائدية والعرقية والفكرية. إنها الرغبة العميقة  لتهيئ اللقاء الكامل بين الجمال والحق، ليلتقيا في القمة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود، في هذا السياق تعتزم مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” للدراسات والأبحاث افتتاح صالون أدبي وفني، إيمانا منها -كما جاء في البلاغ الإعلامي- بدور الفن والثقافة، وبأن كل إبداع تبدعه اليد البشرية هو تعبير عميق عن إنسانيتها وعن الحياة التي رغب العيش فيها.

هذا وسيفتتح الصالون الفني يوم السبت المقبل الموافق لـ07 يناير الجاري، عند الساعة 17/ 30 بأمسية شعرية تحت عنوان “زفرات أقلام”  يحييها الشعراء ،وصال إدبلا ، زينب براج ، أبو بكر فرجي ، أنس لغنادي.   

و قد أعربت المؤسس أنها تؤمن أيضا، أن تهذيب النفس البشرية والرقي بها إلى أعلى المراتب يستدعي إيمانا لا محدودا ببصمة الكلمة، وأثر النوتة، وسحر القافية، هذا الإيمان الذي يسبح في فكر كل من يؤمن بكونه إنسان يتميز برشد عقلي وبرصيد روحاني يخضع حواسه العامة لمراس وجودي للتعبير عن هويته وكينونته كمخلوق موجود في عالم يتميز بالتعقيد وبالتنوع.

أضف إلى ذلك، أن بدرة حب الفن هي زرع مزروع في كل إنسان، فكلنا مفطورون على محبة الفن الذي ننجذب إليه كما تنجذب أنفسنا للخير والجمال والحق والفضيلة، إنه العالم الذي نحاكي فيه الجمال الطبيعي في صنعته.

وقد استعمل الإنسان الفن -كما يذكر البلاغ- كوسيلة للتعبير عن هويته؛ فالمجتمعات القديمة الكبرى عبرت عن وجودها، انطلاقا من أشكال التعبير الفني انطلاقا من اللباس، وزخرفة الجسد، وعادات الرقص وكل أشكال الاحتفال الرمزية والجماعية.

أما فيما يخص الفلسفة، فغالبا تجاذبت التيارات حول تصنيف الفن وعلاقته بهذه الأخيرة، وعلى الرغم من أن بعض أحكام الفلاسفة ذهبت أحيانا كثيرة في منحى الاستهجان والاحتقار، و”خاصة من قبل الاتجاه العقلاني الواثق من العقل والمقلل من قيمة أي مسالك إدراكية أو تعبيرية أخرى كالخيال والعاطفة والشعر والموسيقى، فإن التوجه الفلسفي اللاعقلاني سيطرح مسألة العلاقة على نحو مغاير تماما، فبدل أن يكون الفن موضوعا يصبح منظورا معرفيا؛ أي بدل أن نعرف الفن، فإننا نعرف بالفن. وهكذا سيصبح الإدراك الجمالي رؤية إبستمولوجية لها اقتدار على فهم الوجود والنفاذ إلى كنهه على نحو أعمق وأفضل من الأدوات المعرفية الفلسفية القائمة على العقل وأقيسته وموازناته المنطقية الجافة” [ المشاركون في الأمسية].

اختيار أن يكون افتتاح الصالون الأدبي والفني للمؤسسة بأمسية شعرية، يدخل في إطار الدور الرئيس الذي يلعبه الشعر للرقي بالفكر العربي، فقد تبوأ هذا الأخير منزلة فائقة الأهمية، إذ لم يسهم فقط في تنمية اللغة والمشاعر وإنضاج الوعي، بل اعتبر فضاء للتعبير عن هوية الأفراد والرقي بذكائهم العاطفي.

كما أن للشعر قدرة هائلة على وتطوير ملكات التصور، إذ يعد جامعا للفنون، الموسيقى، التصوير، النحت، إنه الفضاء التعبيري لتطوير وتوسيع دوائر التلقي والتذوق. وله كيان يشبه في أناقته جمالَ المغيب في الصحراء، وفي كرمِه العطاء الإنساني، وفي طيبته قلوبَ الأمهات، وفي هيجانِه البحر الغاضب، وفي حبّه العشق الممنوع، فعندما يكون للكلمة صوت، فإنها تجيد الغناء الجميل للقيم الإنسانية، لتحافظ على وقعها شكلا ومضموناً في مسار الارتقاء.

وتعلم مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” للدراسات والأبحاث أن الصالون الأدبي والفني مفتوح لكل الشعراء، والأدباء والفنانين التشكيلين وذلك لجلب “صنائع” حسب تعبير ابن خلدون اللامتناهية وغايات جمالية بلا حدود، لتشجيع الكلمة الراقية في أفق عطاء يعبر فيه الشباب على قدراتهم في فضاء مبدع وحر.

معا يمكننا أن نجعل من الفن أداة للسموّ بمجتمعاتنا التي تحيا في أزمات وتتقاذفها أمواج الطائفية، والدوغمائية. بالكلمة، والصورة، واللوحة يمكننا أن نخدم رسائل إنسانية وسامية وأن ننهض بالثقافة، وأن نراهن على الإنسان وبقيمه اللامحدودة وعن رغبته في التعبير عن وجوده،  وذلك كمطلب روحي وأخلاقي يشكل بحد ذاته المقدس الأولي الذي لا ينبغي الحياد عن بوصلته في خضم تعقيدات الحياة في معطياتها الوجودية والوجدانية والمعاشية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.