الرئيسية | شعر | قصائد | محمد علي الرباوي

قصائد | محمد علي الرباوي

محمد علي الرباوي (المغرب):

 

 

(1)

عَارِياً جِئْتُ.

رَقَّ لِضَعْفِي حَبِيبِي،

فَكَسَانِي.

وَحِينَ أَخَذْتُ الطَّرِيقَ إِلَى جَمْرِهِ

ﭐشْتَبَكتْ قَدَمِي بِالتُّرَابِ

وَلَكِنَّهُ مَا رَمَانِي

( 2 )

أَنْتَ ﭐشْتَعَلْتَ وَلَمَّا تَحْتَرِقْ.. وَأَنَــا

قَـدِ ﭐحْتَرَقْتُ شَجاً وَالْقَلْبُ مَا ﭐشْتَعَلاَ

( 3 )

أَتُرِيدُ ضِيَائِي؟

جَاهِدْ فِي غَابَاتِي،

حَتَّى تَأْمَنَ شَرِّي

جَاهِدْ..

عَلِّي قَبْلَ لِقَاءِ حَبِيبِي

لِمُحَيَّاهُ أَنْتَبِهُ.

( 4 )

مُغْمَضَ العَيْنَيْنِ أَمْشِي

بَاحِثاً عَنْكَ حَبِيبِي

بِخُطًى مُرْتَبِكَهْ.

لَيْتَ رِجْلِي يَاحَبِيبَ القَلْبِ تَبْقَى

دَائِماً مَشْدُودَةً فِي الشَّبَكَهْ

( 5 )

أَعْرِفُ أَنَّ الدَّرْبَ الْمُوصِلَ يَا قَلْبِ لِبُسْتَانِ حَبِيبِي

مَفْرُوشٌ  بِالْوَرْدِ النَّاعِمِ

لَكِنِّي وَأَنَا أَسْلُكُ هَذَا الدَّرْبْ

تُدْمِي قَدَمِي أَشْوَاكٌ

لاَ أَعْرِفُ كَيْفَ تَجِيءْ.

أُحْرِقُهَا قَبْلَ مَجِيءِ اللَّيْلِ بِمِصْبَاحِي  الْوَهَّاجْ

أُحْرِقُهَا فَرِحًا

مَا دُمْتُ أُحِسُّ حَبِيبِي

تَمْلأُنِي عَيْنَاهْ

( 6 )

لَيْتَ جِهَاتِي تَتَوَحَّدْ

فَتَصِيرَ حَبِيبِي

جِهَةً وَاحِدَةً كَالأَلِفِ الْمَمْدُودَهْ

( 7 )

اُذْكُرْ فِي خَلْوَتِكَ ﭐسْمَ حَبِيبِكْ

اُذْكُرْ نُورَ حَبِيبِكْ

وَعَطَايَاهْ

اِمْلأْ أَنْتَ بِذِكْرِ حَبِيبِكَ كَأْسَكْ

وَﭐشْرَبْ حِينَ تَرَاهُ جَلِيسَكْ

( 8 )

تَكْسُونِي، مُنْذُ ﭐلأَمْسِ ،ٱلْقَزَّ

فَأَنْسَى عُرْيِي،

وَتُرَابِي .

فَإِذَا خَتَمَ ﭐللَّيْلُ كِتَابِي

قَدَّتْ مِنْ دُبُرٍ كُلَّ ثِيَابِي

لِيَكُونَ حَيَاةً  لِعَوَاصِفِهَا

عُرْيِي ..

وَخَرَابِي

( 9 )

جَاءَنِي مَاشِياً

كَـﭑلسَّحَابِ عَلَى ﭐلْبَحْرِ ،

عَيْنَاهُ لُؤْلُؤَتَانِ

وَسَاقَاهُ صَفْصَافَتَانِ

قُلْتُ مِنْ شِدَّةِ ﭐلرُّعْبِ : مَنْ ؟

مَنْ تَكُونْ ؟

قَالَ لِي : لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوْ .

قُلْتُ : مُرْ أَنْ أَجِيءَ إِلَيْكَ عَلَى ﭐلْمَاءِ

قَالَ : تَعَالَ، تَعَالْ .

قُلْتُ لِلْقَارِبِ ﭐلْحَجَرِيِّ :

إِذَا مَا مَشَيْتُ إِلَيْهِ

فَقُدَّ ظِلاَلِيَ مِنْ دُبُرٍ …

……

 مَشَيْتُ عَلَى ﭐلْمَاءِ

قُلْ خُطْوَةً..خُطْوَتَيْنِ

إِذَا بِلَظَى الْمَاءِ تَمْلأُنِي،

نَجِّنِي سَيِّدِي..

نَجِّنِي

أَنْتَ هُوْ..

أَنْتَ هُوْ..

أَنْتَ هُوْ.

(10 )

 مَا حَلَّ فِي الْكَاسِ

وَلاَ

غَابَ عَنِ الْكَاسِ

وَهَذِهِ جَمْرَةُ أَنْفَاسِي

تَطْلُبُهُ اللَّيْلَةَ فِي كَاسِي

( 11 )

هِيَ الشَّمْسُ يَسْتُرُهَا عَنْ عُيُونِي السَّحَابُ

وَيَحْجُبُ وَجْهَ الْمَلِيحَةِ هَذَا الْحِجَابُ

وَأَنْتَ بَعِيدٌ إِذَا أَنْتَ تَقْتَرِبُ

فَكَيْفَ بِرَفْعِ حِجَابِكَ  تَحْتَجِبُ ؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.