قصيدة للشاعر الفرنسي زينو بيانو، من ديوانه “إشراق خاطف”،
عن (له كاسطور أسطرال) 2016
ترجمة الشاعر جمال خيري
لَا غَيْرَ الظِّلِّ
لِكَفْكَفَةِ الدُّمُوعِ
الَّتِي كَانَ النُّورُ
يَقْتَبِسُهَا مِنْ نَاظِرَيَّ
**************
أَبَداً لَمْ تَنْقَشِعْ عَتَمَاتِي تَمَاماً
تَرَصَّعَتْ بِالنُّجُومِ
تَمْضِي تَوًّا
إِلَى عُرْضِ اللَّيْلِ
كَيْ تُصِيخَ السَّمْعَ أَحْسَنَ
وَلَا تَنَامُ كَيْ لَا تَمُوتَ
وَلَنْ تَنَامَ
كَيْ لَنْ تَمُوتَ
كَيْ تُقَزِّحَ أَعْصَابَكَ
تُصِيخُ إِلَى
اللَّيْلِ يَصِلُ ذِرْوَتَهُ
تُحَرِّرُ الشَّرَارَاتِ
تَسْتَقْبِلُ الْبَدَّةَ الصِّرْفَ
تُدْرِكُ يَنْبُوعَ الْإِصْدَاءِ
أَبَداً لَمْ تَنْقَشِعْ عَتَمَاتِي تَمَاماً
تَرَصَّعَتْ بِالنُّجُومِ
**************
نُعِيدُ فَتْحَ فَصْلِ الدَّرْسِ الْمَسَائِيِّ
حَيْثُ نَنْتَظِرُ مَلِكَ الْأَرْمِدَةِ
أَنْ تَتَطَلَّعَ إِلَى نَفْسِكَ فِي الْأَعْمَاقِ الْبَعِيدَةِ
أَنْ تَكُونَ ذَا حَيَاةٍ أَنْ تُعِيدَ ذَاتَ الْحَيَاةِ
أَنْ تُنَجِّي نَفْسَكَ
لَنْ تَلْتَمِسَ شَيْئاً مِنَ الْمِرْآةِ
أَبَداً
تُنَقِّبُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ فِي كُلِّ حَرَكَةٍ
إِلَى طَيَرَانِ الْعُقَابِ الَّذِي فِي شَرَايِينِكَ
حِينَهَا تُنْفَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
صَوْبَ الاِفْتِتَانِ الْجَلِيلِ
فِي حَيِّ جِدِّ الْحَيٍّ
تُسَائِلُ دُونَ هَوَادَةٍ
بُؤْرَةَ ثِقْلِكَ الْبَهِيَّ
نُعِيدُ فَتْحَ فَصْلِ الدَّرْسِ الْمَسَائِيِّ
حَيْثُ نَنْتَظِرُ مَلِكَ الْأَرْمِدَةِ
**************
وُضُوحٌ جِدُّ رَحِيبٍ فِي كِيَانِي
بَاهِرٌ إِلَى عَدَمِ تَرْكِ أَيِّ شَيْءٍ خَارِجَهُ
تَوَتُّرٌ مُنْبَهٌ
أَجِيجُ النَّارِ
ارْتِقَاءٌ وِجْهَةَ السَّمَاءِ
لَيْسَ ثَمَّةَ حَدٌّ
لِمَعْرِفَةِ الذَّاتِ
وَبَغْتَةً هَا أَنْتَ وَحْدَكَ
فَارِغٌ وَنَيِّرٌ
الطَّاقَةُ تَتَفَخَّمُ
فَتَكْتَشِفُ
الَّذِي لَا يَنْقَشِعُ
الَّذِي تَجُوعُ إِلَيْهِ نَفْسُكَ حَقًّا
وُضُوحٌ جِدُّ رَحِيبٍ فِي كِيَانِي
بَاهِرٌ إِلَى عَدَمِ تَرْكِ أَيِّ شَيْءٍ خَارِجَهُ
**************
عَانِقْ بِحَمِيمِيَّةٍ عِنَاقَكَ الْأَخِيرَ
لَمْ يَعُدِ الْأَلَمُ
يَتَأَجَّجُ
كَمَا النَّارُ عَبْرَ الْحَطَبِ الْيَابِسِ
فِي كُلِّ خَلِيَّةٍ مِنْ خَلَايَاكَ
تَخْفَقُ نَجْمَةٌ
سَوِيَّةٌ وَحَسَّاسَةٌ
شَهْوَانِيَّةٌ
بِهَذَا الْحَدْسِ الْعَمِيقِ
تَقُولُ نَعَمْ
لَيْسَ لِلْحُبِّ مَدْعَاةٌ
لَيْسَ لِلْقَلْبِ مَدْعَاةٌ
لَيْسَ لِلْكَوْنِ مَدْعَاةٌ
عَانِقْ بِحَمِيمِيَّةٍ عِنَاقَكَ الْأَخِيرَ
**************
بَغْتَةً حَبَلْتُ بِحُبٍّ رَحْبٍ فَرِيدٍ
وَحْدَهُ
صَمْتُ رُوحِكَ
كُلُّ شَيْءٍ جِدُّ سَخِينٍ
تَتَأَمَّلُ
كُلَّ حَبَّةِ نُورٍ
حَسَبَ
انْبِلَاجِهَا
قَلْبُكَ
لَا يَتَوَقَّفُ عَنِ الرَّقْصِ
يَنْسَجِمُ
مَعَ ارْتِجَافِ حُبِّ
الْمَوَالِدِ الْجَوَّانِيَّةِ
بَغْتَةً حَبَلْتُ بِحُبٍّ رَحْبٍ فَرِيدٍ
**************
الْإِنْسَانُ الْكَامِلُ يُثْوِي فِي رُوحِهِ
كَائِناً أَسْمَى سَابِقاً عَنْ أَيِّ تَجْرِبَةٍ
وَكَأَنَّكَ تَأْخُذُ كَلِمَاتِكَ أَخِيراً
مِنْ يَدِهَا
كَيْ تُؤَلِّقَهَا
هَيَّا
إِيتِي يَا الْكَلِمَاتُ
انْتَشِرِي
سَوْفَ نَلْعَبُ مَعَ اللَّامُتَنَاهِي
يُسْتَحْسَنُ أَنْ يُسَوِّيَ الْمَرْءُ رُوحَهُ
عَلَى الْوَقْتِ الْمَضْبُوطِ
أَمَامَ
كِبَارِ الْجُلُوِّ
وَيَنْقَلِبَ
بِكُلِّ اللُّيُونَةِ الْمُقْتَضَاةِ
الْإِنْسَانُ الْكَامِلُ يُثْوِي فِي رُوحِهِ
كَائِناً أَسْمَى سَابِقاً عَنْ أَيِّ تَجْرِبَةٍ
**************
لَقَدْ أَدْرَكْتُ ذُرْوَاتٍ بَالِغَةٍ،
لِحَدِّ أَنْ حَفَرْتُ السَّمَاءَ
تَلِجُ بَغْتَةً هَذَا الْمَثْوَى
الَّذِي لَمْ تَتْرُكْهُ أَبَداً
إِنَّهُ رَحِيلٌ فِي الْوَحْدَةِ يُقَامُ
هُنَيَّةٌ-وِلَادَةٌ
قَوْلٌ مَبْذُورٌ بِالنُّجُومِ
مَجَازٌ نَحْوَ الْآخَرِ الْأَكْبَرِ
تَدْخُلُ بِكَلِمَاتِكَ
الَّتِي تَشْحَذُ الصَّمْتَ
إِنَّهُ
مُسْتَقَرُّ الْحُبِّ الْأَقْصَى
هُنَاكَ حَيْثُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَنَسَّمَ
كُلَّ شِيَاتِ الْعَالَمِ
لَقَدْ أَدْرَكْتُ ذُرْوَاتٍ بَالِغَةٍ،
لِحَدِّ أَنْ حَفَرْتُ السَّمَاءَ
**************
كُلُّ الْحَمَاقَاتِ حَالَاتُ فَلَاحٍ
تَنْبَثِقُ
تُشْرِقُ
كَزَعِيمِ الْقَمَرِ
لَمْ يَتَغَيَّرْ عَالَمُكَ
بَلْ يَخْفِقُ بِشَكْلٍ آخَرَ
مُتَنَاغِماً بِالصَّمْتِ وَالْحُبِّ
فَاتِحاً مَسَارَاتٍ أُخْرَى
مَنَاجِمَ أُخْرَى
الِانْفِعَالُ الْمُسْتَمِرُّ
الَّذِي يَذِيعُ عَبْرَ عِظَامِكَ
جُنُونُ الْحُبِّ الْمَجْنُونُ
عَلَى مَرْمَى الْقَلْبِ
كُلُّ الْحَمَاقَاتِ حَالَاتُ فَلَاحٍ