الرئيسية | سرديات | عشرة قصص قصيرة جدا | حميد ركاطة

عشرة قصص قصيرة جدا | حميد ركاطة

حميد ركاطة

 

انفصام(1)

لا يمكن أن تستقر حياته دون أن يحولها إلى جحيم مستعر  ،

كان يؤمن أن الرجة كفيلة بأن تجعل خصومه ، كل خصومه  متيقظين ، وحريصين على أن يبادلوه نفس الحب . عفوا نفس المقت . لذا كان يكتب رسائل تهديد  مجهولة  ، ويرسلها لنفسه .

ثقب (2)

جلس بقربها على حافة  السرير ، كان لا يتوقف عن الضحك .

بدت له في ثوب زفافها حزينة وخائفة ، دنا منها أماط لثامها ، فأشاح بوجهه جانبا وبكى بحرقة

ضحكت المرأة  ، وقد توالت أمامها صور ما … فطوحت بنظراتها بعيدا ..

من ثقب سري ، كانت عين لا تتوقف عن متابعة المشهد ، أعقبها طرق عنيف  ومفاجئ على الباب  ، أو ربما شيء من هذا القبيل …..

وقف الرجل   ،

صرخت المرأة

افترضت أن يكون هـــــــــــــــــــــــو الــــــــــــــــــــــــذي ……

شك الرجل في كون المرأة هـــــــــــــــــــــــــــي التـــــــــــــــــــــــــي  كانت تختلس النظر إليه ،

 إليهما ،

وهما عاريان داخل غرفة بباب مخلوع.

 (3)Kafka

كان يخشى أن تقتل الشهوة حبه للنساء ، أن تفقد جذوة الحب بريقها

فتموت الكتابة .

هكذا غادر براغ  ذات قمع عاصف   نحو برلين ، محملا بذكريات نساء ، وعبير خطابات مريرة ..

لكن امرأة واحدة ، واحدة فقط  ، أطلقت النار على خوفه ، شرعت قلبه للريح ، وحررته من قبضة  فليس ، وملينا ، وجولي ….لكنها لم تستطع تخليصه من قبضة سل فتاك ،  أجهز على  وردته فجأة ..

 

نرسيس(4)

هل يمكن أن تنطوي عليك عزيزي القارئ إدعاءات بعض المغرضين ، والمحرفين للحقائق ، إليك اليقين الذي سكتت عنه متون التاريخ والقصص والأساطير ونفحات الملاحم:

نرسيس” لم يتحول إلى زهرة كما ادعت الأسطورة ، نرسيس تحول إلى (مثلي) يسحب من ورائه سلاسل وأغلالا وسعيرا من مدينة لأخرى يفجر حقول الياسمين ويحطم قلوب الرجال

هل كتب هوميروس الإلياذة والأوديسة ؟
كلا !
كل ما أنا متأكد منه هو أنه تصرف فقط في كلمة واحدة ، دارت حولها رحاء حروب قاتلة  في” إليون” التي لم تكن سوى طروادة
من نشيد لآخر لم ينقل سوى المعارك والجنائز وفظاعة الموت
لكن الأمجاد ظلت محتكرة لربات الفنون واللوحات وفي قلوب من ماتوا وهم يخوضون حربا ليست بحربهم

(5)

ممسكا بخصرها أسر في جنون :

أعشقك كتنورة فوق ركبتي مراهقة

تبرجت بأحمر شفاه أنيق

وهي تلوح لسيارة مخمورة

أجابت  : عشقتك عشق من تصدعت حناياها بحب في أرذل العمر

فصارت كبهلوان تخنقه ربطة عنق قصيرة

ينتعل حذاء  كبيرا

وبذلة على غير مقاسه

ضحك حتى دمعت عيناه

أحس وقع خطوات قريبة  منه ، جمع عصاه وكف عن الكلام المباح .

(6)

                نــــــــــــــــــــــــص

– ….

قالت :  لقد راودني مرارا  لكن …ــ

– قلت : أنت أشرف من أن تستسلمين لنذل

قالت : ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراديـــــــــــــــــــــــــــــبه

د

          ا

                ف

                          ئ

                                  ة ……….

قلت : هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلللللللللللل ؟

قالت بلى ..وتماديت …

استبحت ظلمته

  وشيدت قصرا على حافة

ج

ن

 و

 ن

 ه

دموع فراشة (7)

في الحانة كانت توزع القبلات والابتسامات  ، وهي محلقة  كفراشة . أمام المرآة تنكرت فجأة لصورتها  البشعة ،همت بنزع أحمر الشفاه فاغر ورقت عيناها بالدمع ، تذكرت كيف غير اللون الأحمر تاريخ البشرية  ، وأحمر شفاهها يرغمها على الاستمرار في الحفاظ على تزييف حقائقها ، ويمنعها من إماطة ولو   جزء  صغير من قناعها السخيف .

 

ليلى (8)

وهي تهم بمغادرة المدينة ، مزقت رسائله ، أحرقت صوره ، وألقت بما تبقى منه في سلال النسيان

حزمت حقائبها وكنست ذكرياتها تدحرجت نحو محطة الحافلات

وانتظرت …

أن تغادرها

 ا

    ل

        م

              د

                  ي

                       ن

                            ة  .

( 9)

 “

لقد أقسمت لها مرارا على اخلاصي

وأعلنت حبها أمام الملأ

 عقيدتي

مدينتي

التي أدخلها منتشيا

كلما شدني الحنين

فكان لا يهدأ لي بال

ولا يرف لي جفن

حتى

أنعم بالارتماء

في

أحضان

غيرها

(10)

تيه

ظلان أمطرا بالأنين الرمال

ا نصهرا ذاتا واحدة في تجاعيد رغبة محمومة

بكي في صمت ، وهو يمسك بجزء صغير منها…

وحدها يد شاردة انقذت رجلا بصير ا من السقوط من جرف رملي بعد انكسار عصاه الرفيعة .

———–

(1) من مجموعة ذكريات عصفورة منشورات دار الوطن الطبعة الثانية 2013

(2) المرجع السابق

(3) المرجع السابق

(4) من رواية مذكرات أعمى منشورات ديهيا ببركان 2015

(5) نفس المرجع

(6) من مجموعة دموعى فراشة دار التنوخي الرباط 2010

(7) المرجع السابق

(8) دموع فراشة قصص قصيرة جدا مرجع سابق

(9) مذكرات لأعمى  رواية مرجع سابق

(10) مذكرات لأعمى رواية مرجع سابق

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.