الرئيسية | شعر | عباءاتٌ للموتى | أحمد ضياء

عباءاتٌ للموتى | أحمد ضياء

أحمد ضياء (العراق)

 

I

هي نزهههههههههههههههههة

في لحظة ما كنّا نقوم، نقعد، نسير، نهرول، وجدنا هكذا بلا أي نياشين سوى خاتم خطوبتي واصبعي بقيا منّي.

II

صباحاً أخبرني الجنديُ أن المعركة التي اتينا من أجلها انتهت منذُ 5 سنوات

أ للأمر علاقة بوجدنا.

III

ساطور بيديه الملتاعتين

ذلك الرجلُ

يضرب رأس السمكة

يتناثر اللحم.

IV

سادتي المشيعين أرجوكم

اسلخوا جلدي قبل الدفن أو الحرق فأنا لا أعلم ما ستفعلونه بي

وتضعونه على بدن رجل روبوتي

حتى تستطيع النساء أخذ حصتها منّي بقوة

فلم أستطيع إشباعهن بما يكفي جميعاً.

V

لا أعرف

عودتنا عاداتنا أن

نلوّح للجنازة حين تمرُّ أو تنزلُ في الحفرة

من سيؤشر لنا.

VI

بعد أن علق أبي صورة أخي الشهيد بالشارع، كان كل يوم خميس يشعل الشمعدانات والبخور ويجلسُ قبالته يتأمل في سحنته أغلب الظن أنه كان يحاكيه فويق نُطاتٍ لا نسمعُها، اوقفوا الحرب، فالتلفزيونات بدأت تأنُّ الموتى، يقيناً أن كل الأمهات بدان بالتوحشِ حزناً على ابنائهن الرابضين بالتراب، أغسل قبرك أتخيلك موجوداً، أحاورك، أحوم على شذرات الماء وهي تُنثُ على بدنك، أناعسٌ كنت مستعجلاً، تصطحبني يومياً إلى المستشفى حتى خَبرتُها، المتاحف يا شقيقي بطاقة نقل للشرفات التي نطّت منها تصاوريرنا، الشموع فوق قبره تؤنسه لا تبخل أيها الهواء بالابتعاد عنها كونه يخاف الظلمة،

سألنا الغريق كيف كانت رحلتك

قال :

حين سطونا على الله كان المتأسلمون يكرعون دمه ويعبونه بعلبٍ زجاجية، ريثما شاهدونا نراقبهم، انصعقوا، اصغوا لردودنا، امتصوا غضبنا، ثم بدؤوا بسحب دماءنا معاً.

VII

بدينٌ بتُّ لكثرة الموتى المتعلقين في رقبتي

أنا الأكبرررررررررر سناً

أمورٌ كثيرة تطرأ على رأسي منها :

الدماء ورثتنا آثارها

المساطب زرعتنا نواطيرَ للقطارات ..

كل خميسٍ

ترسلُني لأقف بساعات طوال أنتظره

(عمي أبو كرم)

هل سيأتي أبي، بلا سيأتي هكذا وزع مفردات كلامه المغروسة بالأمل

أنتظرْ .. أنتظرْ

أنتظرهُ بعيداً عن أصوات الأطفال

وعن لعبِ المحلق مع الفتيات

عطرتْ الغرفة بالبخور

تأخر الوقت

نام أخوتي

لم يعد حدثتُ أمي،

رفعت الأكل من الغرفة

وارتدت همها بالدموع ثم نامت بالحسرة أيضاً.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.