الرئيسية | شعر | ساعة واحدة في الأبد

ساعة واحدة في الأبد

عزالدين بوركة :

 

إلى خديجة المسعودي

ب”فضلك” لم أتنفس رائحة القنب

بعد.

 

ديمكريتيوس هب لي عيني كي أرى بهما

ما لم تر.

هي الحياة ساعة واحدة في اللاأبد.

****

أما الساعة الآن.. صباحا إلا قهوة.

لم أعِدّ بعد قدحي..

أعددت الحبل.

****

لا أدري

هل هي الهشاشة؟ ما بي..

أم هو فقدان الذاكرة ونسيان الجسد.

****

كم هو مرّ هذا الصباح

هش وزجاجي،

بلا قهوة.. بلا شاي

بلا شعر.. بلا عزف الناي

(أعطني الناي و غنِّ فالغنا سرّ الخلود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود)[1]

الأغنية الوحيدة التي بذاكرتي نسيتها

وصوتي نقيعْ،

لم يعد لي متسع لأغني..

****

علي الآن أن أعيدَ ضبط الحبل

كما ينبغي..

جيدا..

معقودا..

غليظا..

فقط لأزورني، ساعة واحدة في العدم.

العدم ميراثنا

حتفنا الأكيد

ومصيرنا الوحيد… إلى الأبد

****

بي رغبة المستحيل للتحقق

ورغبة الأبدي في اللاعودة.

بي هشاشة فراشة.. وجناحا طنان

سأحلق –لا محالة-

في غياهب نفسي.. أغلق عينيَ جيّدا.. أعلقني.. أتهاوى.. أندفع.. أنبجس.. أتعلّق.. أتشبث.. أتركل.. أصرخ.. أرحلُ.

أحي.. لا أحي.. أتناثر.. أتكاثر..

هذا أنا.. إلى الأبد.

——-

[1] غناء فيروز

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.