الرئيسية |
شعر |
الشعر.. تلك الجرّة التي سلمت من الكسر | لحسن هبوز
الشعر.. تلك الجرّة التي سلمت من الكسر | لحسن هبوز
لحسن هبوز (المغرب):
يبدو من الواضح أن تاريخ الإنسان يحفظ كسجلّ في تاريخ أدبه، والشعر تلك التنهيدة الجريحة للوجود البشري، تنهيدة تجعلك حائراً !! هل هي صرخة من صرخات الحياة أم إيماءة أخيرة قبل الموت ؟
عندما أكتب الشعر أحسّ أنّي أندّد بما يقع للعالم.. يا للهول أين خبّئت الطبيعة ذمّتها لمّا قرّرت أن تنجب كائنا مثل الإنسان ؟؟
كطفل صغير جدّاً
يلبس فردتا صندله بشكل مقلوب
أزعق أمام وجه العالم
حسنا.. أعرف أنّي لست وحيداً في المضمار فغالباً ما يقلق الإبداع كل شيء، ودائما ما يدمّر الشعر كل سكون الحياة، سكون منافق يظهر عكس ما يضمر، فالعالم بالكاد يكون بخير، والشعراء وحدهم من يحملون همّ العالم لأنهم يحملون الجرة فوق رؤوسهم ويحتاطون من الحجارة الطائشة التي يقذف بها العامّة، الفشل هو أن تقطع المضمار دون أن تسقط الجرّة من فوق رأسك، والنجاح عندما تصيب الحجارة رأسك بدل الجرّة.. فالعامة لا يحاولون أن يصيبوا الجرّة إنهم يحاولون أن يصبوا رأسك أنت..
بهذه الأمثولة وحدودها أرى الشعر والشعراء الآن .. أكثر ما يقلقني كشاعر مبتدئ هو تلك المعيارية القاتلة والتصنيف الذي أقحمه البعض في الموضوع، فأصبح الشاعر يعيش تحت ضغط النشر الورقي، ويفرض عليه أن يحس باليتم لكون أنه ليس له ديوان، أو لم يشارك في مسابقة أو شارك ولم يفوز بها.. أرجوكم دعوا الأمر هكذا دعوا الشعر يفسد علينا حفلتنا التنكريّة.
الشعر.. تلك الجرّة التي سلمت من الكسر راهن القصيدة العربية: السديم والفناء العظيم. لحسن هبوز 2016-02-13